share
arabic.china.org.cn | 31. 10. 2024

قوى الظلام تتستر خلف عباءة "حقوق الإنسان"

arabic.china.org.cn / 15:34:41 2024-10-31

30 أكتوبر 2024 / شبكة الصين / واجه الملك البريطاني تشارلز الثالث مؤخرا احتجاجات شديدة من مجموعة من السكان الأصليين الأستراليين خلال جولته في دار الأوبرا في سيدني، حيث هاجموه صارخين في وجهه "هذه ليست أرضك، وأنت لست ملكا عليّنا"، عقب توجيه السيناتورة ليديا ثورب من السكان الأصليين انتقادات لاذعة منددة بما وصفته بأنه "إبادة جماعية" للسكان الأصليين الأستراليين على يد المستعمر البريطاني.

وأثارت القصص المؤلمة والدموية التي ارتكبت في حق السكان الأصليين الأستراليين اهتماما واسعا حول العالم من جديد. ويبدو أن بريطانيا، تلك الدولة التي تصف نفسها بـ"الأنجح من حيث تنوع الثقافات ومجتمع المهاجرين"، تلطخها الكثير من الندوب والمساوئ التي من المستبعد إخفائه في قضية حقوق الإنسان. ويُعتبر التمييز المنهجي بمثابة مرض مزمن يهاجم كل أركان المجتمع الأسترالي وتترسخ جذوره فيه، ويتسبب في زيادة معدلات جرائم الكراهية وأعمال العنف التي تعاني بسببها الأقليات العرقية من حياة صعبة.

وفي استعراض لمسيرة التاريخ، فقد تقلص عدد السكان الأصليين في أستراليا بشكل حاد في ظل الاستعمار البريطاني منذ نهاية القرن الـ18، بعد تعرضهم للمذابح والعبودية والتمييز. وفي الفترة ما بين عامي 1910 و1970، أجبر عدد كبير من أطفال السكان الأصليين- بتوجه من الحكومة- على الانفصال عن أسرهم وتبنيهم ما وُصف بـ"ثقافة المجتمع الأسترالي الأبيض"، ليتحولون إلى "أجيال مسروقة".

وأمرت الحكومة الأسترالية بترحيل اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين قسرا إلى مخيمات اللاجئين، ليعانوا من العنف والاعتداءات الجنسية والتعذيب في ظروف غير صالحة للعيش، خلال مدة انتظار تلقى تصريح دخول البلاد. وعلاوة على ذلك، فقد أفزعت أعمال القوات الأسترالية الوحشية أنحاء العالم خلال فترة عملياتها العسكرية في أفغانستان وغيرها من الدول، بما يمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية.

ولكن تتغاضي أستراليا عن المشاكل الخطيرة التي تعانيها في ملف حقوق الإنسان، وتصرف نظرها عن الحقيقة، وتعمل على طمس العدل وتبني معايير مزدوجة في ملف حقوق الإنسان. فقد انضمت إلى حفنة من الدول الغربية على هامش جلسات اللجنة الثالثة (الاجتماعية والإنسانية والثقافية) للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لمهاجمة الصين بذريعة ما سمته بـ"قضية حقوق الإنسان في شينجيانغ وشيتسانغ"، بما لم يكشف طبيعة نفاقها في ملف حقوق الإنسان فحسب، بل يمثل انتهاكا صارخا للعدالة والإنصاف الدوليين.

ودخض وفنّد الممثل الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ مزاعم هذه الدول الغربية في وجهها، كما أيد ممثلون من أكثر من 100 دولة موقف الصين العادل من خلال إصدار بيان مشترك أو الإدلاء بتصريحات منفردة.

وهناك قول مأثور في الصين معناه أن "الذي يلتزم بالسير على الطريق المستقيم ينال التأييد والدعم الدائمين، أما من ينصرف عنه يقع فريسة العزلة". ويبرهن الواقع أن تصرفات الدول الغربية المتمثلة في تسييس قضية حقوق الإنسان لا تحظي بدعم وتأييد المجتمع الدولي، ومحكوم عليها بالفشل.

وهناك تساؤل يتكرر: "ما هي حقوق الإنسان؟". والجواب هو "الحصول على حياة سعيدة هو أكبر حق يجب أن يتمتع به الإنسان". وتمثل النقطة الحاسمة لتقييم جدوى نمط يضمن حقوق الإنسان في ما إذا كان يتماشي أم لا مع المصلحة العامة للشعب، وتعتمد النقطة الحاسمة كذلك لتقييم نجاح دولة في ضمان حقوق الإنسان على ما إذا كانت قادرة أم لا على تعزيز شعور أبناء شعبها بالأمن والسعادة.

وحققت جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها قبل 75 عاما، منجزات مرموقة لاقت تقديرا عالميا واسعا في مجالات تعزيز ضمان حقوق مواطنيها ودفع عجلة تنمية قضية حقوق الإنسان العالمية. وأشاد الخبير الاقتصادي الألماني أوفه بيرين، بعد مشاهدة معجزة الصين في محو الفقر بعينيه، بالبنية التحتية الصينية المتكاملة، والمزارع التي تم تجديدها، والبيئة التي تتسم بمزيد من النظافة والنظام، والقرويين المحليين الذين يفتخرون ببلادهم.

ولا يمكن للأكاذيب طمس الحقيقة. فقد لمست مجموعة شباب من الولايات المتحدة واليابان والهند وغيرها من عشر دول، عن كثب التطورات النشطة التي تشهدها منطقة شيتسانغ، من خلال التفاعل مع المحليين والتعرف على حياتهم، خلال رحلتهم الاستكشافية المشبعة بالمفاجئات.

وقالت الأمريكية ميا ويستفال في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، بوصفها أصغر عضوة سنا ضمن الوفد والتي احتفلت بعيد ميلادها الـ20 خلال الجولة، إن كل يوم (قضته في شيتسانغ) كان حافلا بروعة لا مثيل لها.

وتُعتبر الوجوه السعيدة لسكان شيتسانغ المحليين التي ترتسم عليها دائما الابتسامة بمثابة صورة واضحة وبارزة تعكس حقيقة وضع حقوق الإنسان في الصين. وأمام الحقيقة التي لمسها الشباب من مختلف الدول، يبدو أن قوى الظلام المستترة خلف عباءة حقوق الإنسان أصبحت واهية، والمؤمرات السياسية المستهدفة لعرقلة التنمية الصينية محكوم عليها بالفشل.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号