share
arabic.china.org.cn | 25. 10. 2024

توسّع وفرص جديدة.. قمة "بريكس بلس" في قازان تجذب أنظار العالم

arabic.china.org.cn / 16:45:38 2024-10-25

25 أكتوبر 2024 / شبكة الصين/ عقدت القمة الـ16 لمجموعة بريكس في مدينة قازان بروسيا في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الجاري. واجتذبت القمة باعتبارها الأولى من نوعها بعد التوسع التاريخي لمجموعة البريكس الكثير من الاهتمام، وأصبح تأثير دول البريكس وجاذبيتها، فضلا عن تصريحات الصين وأفعالها، محور اهتمام الرأي العام الدولي. وتوقع مختلف الأطراف أن تعزز القمة التنمية المطردة والطويلة الأجل لـ"تعاون البريكس بلس"، وتساعد على رفع التعاون الإنمائي بين بلدان "الجنوب العالمي" إلى مستوى أعلى، وتعزز بناء توافق في الآراء وترتقي بقوة السلام والتنمية العالميين.

ومنذ عام 2013، ترأس وحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ 11 قمة لمجموعة البريكس، وألقى سلسلة من الخطابات المهمة، وساهم بحكمة الصين في قيادة تعاون البريكس وترك "بصمة صينية" عميقة على عملية تعاون البريكس. وخلال قمة هذا العام، حضر الرئيس شي جين بينغ اجتماعين ــ مصغر وموسع للقادة، وحوار قادة البريكس بلس وغيرها من الأنشطة، ما أظهر الدور القيادي لـ"دبلوماسية رئيس الدولة" في "بناء توافق في الآراء بشأن تعاون البريكس وتعزيز السلام والتنمية العالميين".

وترى وكالة أنباء إيفي الإسبانية أن حضور الرئيس شي لقمة قازان يعكس التزام الصين بقيادة التعاون بين الاقتصادات الناشئة. ودور الصين في منح الأولوية لبلدان "الجنوب العالمي" في سياستها الخارجية.

وقالت مريم الإبراهيمي، الخبيرة الإماراتية في العلاقات والشؤون الصينية العربية، إن الصين لعبت دورا مهما في حشد "جهود البريكس". مضيفة أنه على مدى السنوات الـ10 الماضية، ترأس وحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ جميع قمم البريكس، مما يدل على الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لتعزيز تضامن وتعاون البريكس.

وأوضح سيرغي ساناكويف، الخبير الروسي ومدير مركز دراسات آسيا والمحيط الهادئ، أن سلسلة المقترحات المهمة التي قدمتها الصين تتوافق مع اتجاه التنمية التاريخية وتلبي احتياجات التنمية المشتركة لدول البريكس ودول أخرى في "الجنوب العالمي". ويرى أن حضور الرئيس شي لقمة البريكس يساعد على زيادة بناء توافق في الآراء بشأن تعاون البريكس وإرسال صوت بلدان "الجنوب العالمي".

وبعد توسع مجموعة البريكس، أصبحت مجموعة "البريكس بلس" أكثر أهمية وثقلا، وفي الوقت الذي تحتل فيه المجموعة مكانة رائدة في سلاسل الصناعة والتوريد العالمية، تحسنت حيويتها وجاذبيتها بشكل كبير. وتوقع الرأي العام الدولي أن تصبح موضوعات مثل "جولة جديدة من التوسع" و"إزالة الدولرة" محور القمة، والتأكيد أن دول البريكس تجتذب عددا متزايدا من المؤيدين والدول المتفقة معها بحكم نفوذها المتزايد وموقعها الاقتصادي المحوري.

وقالت وكالة الأناضول التركية إن البريكس تمثل من الناحية السياسية النفوذ المتزايد للدول الناشئة. ومن الناحية الاقتصادية، تلعب دول البريكس دورا محوريا في النظام الاقتصادي العالمي. فيما ترى صحيفة "أفريكا بيزنس نيوز" الإستونية أن الانضمام إلى البريكس فرصة كبيرة.

وتوقعت صحيفة لا جورنادا المكسيكية أن تبني دول البريكس الـ10 شراكة أقوى خلال قمة قازان، كما تنعكس جاذبية المجموعة في أوروبا، حيث تطمح دول مثل صربيا إلى الانضمام إلى المجموعة. 

وذكرت وكالة برس ترست أوف إنديا أن الطلب الرسمي الذي قدمته تركيا للانضمام إلى مجموعة البريكس، هو أول طلب يقدمه عضو في حلف شمال الأطلسي، ما يشير إلى أن التوجه العالمي قد فتح صفحة جديدة.

وذكرت صحيفة صنداي تريبيون الجنوب إفريقية أن الموضوع الأكبر لقمة البريكس 2024 قد يكون تعزيز عملية "إزالة الدولرة". وينظر إلى تخلي دول البريكس عن المعاملات الدولارية بين الدول الأعضاء على أنه أحد أكثر التحركات ثورية حتى الآن، وسيؤدي ذلك إلى خلق نظام دفع عالمي بديل جديد.

ووفقا لصحيفة الإندبندنت النيجيرية، فإن دول البريكس تجتذب المزيد من المؤيدين والدول المتفقة معها وينظر إلى مجموعة البريكس على أنها بديل للمؤسسات التي يسيطر عليها الغرب مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وتؤكد قمة قازان على "إزالة الدولرة" الطوعية لأعضاء البريكس في معاملاتهم التجارية والمالية مع بعضهم البعض، وهو ما سيمثل نهاية وضع الدولار كعملة احتياطية موحدة في العالم وفجر عصر جديد من العالم الديمقراطي متعدد الأقطاب.

ومنذ إنشائها، وبفضل الجهود المشتركة للصين وشركاء البريكس، أصبحت آلية تعاون البريكس منصة مهمة لدول "الجنوب العالمي" للتعاون والتنمية. ففي أغسطس 2023، حققت آلية تعاون البريكس توسعا تاريخيا خلال قمة جوهانسبرج في جنوب إفريقيا، مما أدى إلى دخول حقبة جديدة من الجهود المشتركة الساعية للتقدم في "الجنوب العالمي". وبالنسبة لبلدان الجنوب العالمي، أصبحت آلية البريكس كلمة مرادفة لـ"الفرص" والحق في "الكلام" و"التمثيل" و"العمل".

وقالت صحيفة ميركوري الجنوب إفريقية إن توسع البريكس ينظر إليه على أنه خطوة لإعادة تشكيل مشهد الحوكمة العالمية، وهي ملتزمة بإيصال أصوات دول "الجنوب العالمي". وذكر موقع أخبار إفريقيا أن تنمية دول البريكس ستساهم في إسماع صوت المزيد من الدول على المسرح الدولي. ويمثل "الجنوب العالمي" حوالي 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و85٪ من سكان العالم، وأهميته في الشؤون العالمية آخذة في الارتفاع.

ونوهت صحيفة ريو تايمز البرازيلية إلى أن إجراءات البريكس يمكن أن تعيد تشكيل النظام الاقتصادي والسياسي العالمي حيث تسعى الدول النامية إلى تمثيل أكبر. ووفقا لصحيفة لا جورنادا المكسيكية، فإن دول البريكس هي طليعة "الجنوب العالمي" الذي يشكك في النظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب ويقاوم بشكل خاص هيمنة الولايات المتحدة. وقالت صحيفة الأمة الباكستانية إن تحالف البريكس الناشئ أصبح قوة مهمة للحد من إساءة استخدام السلطة المتهورة في الغرب.

وذكرت صحيفة "أفريكا بيزنس نيوز" الإستونية أن قادة دول "الجنوب العالمي" شاركوا في الاجتماع الـ16 لقادة البريكس، على أمل مناقشة بناء نظام عالمي جديد لعدم الانحياز. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية، تلعب دول البريكس دورا متزايد الأهمية على الساحة العالمية.

وتوقعت مجلة "نيو تايمز" في ناميبيا أن دول البريكس قد تجلب نظاما اقتصاديا جديدا، لأن تنمية دول البريكس جلبت فرصا اقتصادية جديدة للبلدان النامية. ووفقا لتوقعات عام 2023، تمثل دول بريكس 46٪ من سكان العالم و25٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و25٪ من تجارة البضائع العالمية.

ومع استمرار الأزمة الأوكرانية، واشتعال نيران الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، وتصاعد حدة الوضع في شبه الجزيرة الكورية، إلى جانب حدة المنافسة بين القوى العظمى، وتزايد خطر الحرب الباردة، وارتفاع التهديدات النووية، أصبح العالم أكثر انعداما للاستقرار. وفي هذا السياق، يأمل العالم في سماع المزيد من الأصوات الإيجابية من البريكس ويتوقع أن تلعب بريكس دورا قياديا أكبر. ويتوقع الرأي العام الدولي أن توفر قمة قازان "منبرا مهما لقادة العالم لمناقشة القضايا العالمية الرئيسية".

وتعتقد صحيفة نيودلهي تايمز الهندية أن قمة قازان التي تحمل شعار "تعزيز التعددية وتعزيز التنمية والأمن العالميين" توفر منصة مهمة للقادة لمناقشة القضايا العالمية الرئيسية. كما توفر فرصة ثمينة لتقييم التقدم المحرز في مبادرات البريكس وتحديد المجالات المحتملة للتعاون في المستقبل.

وأكد موقع "الأخبار المالية" الأمريكي أن قمة قازان تصنع التاريخ، حيث تناقش دول البريكس التنمية السلمية والنمو الاقتصادي والتعاون وتطوير البنية التحتية، بينما يتحدث الغرب عن الإنفاق على الأسلحة والعقوبات الاقتصادية والحرب.

وقالت صحيفة صنداي تريبيون الجنوب إفريقية إن قمة قازان تأتي في وقت تتعمق فيه الخلافات الجيوسياسية العالمية. وناقشت الدول الأعضاء مستقبل البريكس ودور كل منها. وفي عالم متعدد الأقطاب تتزايد فيه الصراعات الجيوسياسية، يمكن أن توفر تنمية دول البريكس دعامة قوية لإفريقيا.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号