د. حسن خنانجي* 

23 أكتوبر 2024 / شبكة الصين/ يصر التحديث الصيني النمط على الظروف الوطنية والتقاليد التاريخية والثقافية للصين، واستيعاب الإنجازات البارزة للحضارة الإنسانية، وقد حقق إنجازات ذات شهرة عالمية، مما يوفر المزيد من فرص التعاون للدول الإفريقية.

وعلى مدى العقود الماضية، ومن خلال دفع الإصلاح والانفتاح بشكل ثابت، حقق الاقتصاد الصيني تنمية سريعة وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم. فقد حققت الصين انتصارا شاملا في الحرب ضد الفقر، وانتشلت مئات الملايين من مواطنيها من براثن الفقر، ويستمر نموها الاقتصادي في الترجمة إلى رفاهية الشعب. 

لقد شيدت الصين مشاريع البنية التحتية من سكك حديدية فائقة السرعة وطرق سريعة ومطارات وموانئ، وتمتد شبكة النقل لديها في كل الاتجاهات، مما ساعد في تحسين مستويات التواصل والترابط والخدمات اللوجستية بشكل كبير. وتولي الصين أهمية كبيرة للابتكار العلمي والتكنولوجي، وتحسن باستمرار قدراتها في مجال البحث والتطوير التكنولوجي، وحققت تقدما كبيرا في الاتصالات الرقمية والتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات.

إن الصين شريك تعاوني مهم للدول الإفريقية، حيث تنفذ بنشاط التعاون التجاري والاستثماري مع البلدان الأفريقية، وتعزز نقل التكنولوجيا وبناء القدرات إلى البلدان الأفريقية، وتدفع التنمية المشتركة لإفريقيا والصين. فخط سكة حديد مومباسا-نيروبي، الذي يربط مدينة مومباسا الساحلية الكينية بالعاصمة نيروبي، هو خط سكة حديد قياسي شيد بمعايير صينية وتكنولوجيا صينية ومعدات صينية، ويعمل بأمان منذ أكثر من سبع سنوات، مما أدى إلى تحسين كينيا بشكل كبير كفاءة النقل وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل فعال على طول الخط.

وتتمتع البلدان الإفريقية بموارد طبيعية وبشرية وفيرة وإمكانات تنموية هائلة. وقد عززت الصين التنمية الصناعية للدول الإفريقية من خلال نقل التكنولوجيا. ولا يشمل هذا التعاون دعم الأجهزة فحسب، بل يشمل أيضًا دعم المهارات والمعرفة في مجالات مختلفة مثل الاتصالات والزراعة والتصنيع. وشاركت الشركات الصينية في بناء البنية التحتية للاتصالات في العديد من البلدان الإفريقية، مما أدى إلى تحسين ظروف الاتصال وقدرات الاتصال الرقمي في المناطق المحلية. كما تدعم الصين الدول الإفريقية في تعزيز بناء قدراتها من خلال توفير مشاريع التبادل والتعاون في التعليم والتدريب ومجالات أخرى، وتساهم في التنمية المستدامة في إفريقيا.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت العلاقات الاقتصادية بين الصين والدول الإفريقية وثيقة بشكل متزايد. ويوفر التحديث الصيني النمط مرجعا قيما للدول الإفريقية لإطلاق العنان لإمكاناتها التنموية ويشجعها على استكشاف مسارات التنمية الحديثة التي تناسب ظروفها الوطنية.

------------------------------

*مدير معهد هورن الدولي للدراسات الإستراتيجية