21 أكتوبر 2024 / شبكة الصين/ قالت مجلة نيكي آسيان ريفيو اليابانية مؤخرا إن الوكالة الدولية للطاقة التي تتخذ من باريس مقرا لها أشارت قبل أيام إلى أن سوق الطاقة دخلت "عصر الكهرباء" بقيادة الصين، ومن المتوقع أن يشهد الطلب السنوي العالمي نموا متسارعا، بزيادة تعادل استهلاك اليابان السنوي للطاقة.

وأكد فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أنه في العالم الذي نعيش فيه، لا يمكن فصل كل قصة متعلقة بالطاقة تقريبا عن الصين.

وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها أن يتضاعف الطلب العالمي على الكهرباء تقريبا بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2023، ليصل إلى 50 تريليون كيلوواط/ساعة. وينمو هذا الطلب مرتين أسرع من مصادر الطاقة الأخرى، حيث تمثل الصين ثلثي هذا النمو. ويرى التقرير أن هذا الأمر يرجع إلى نمو قطاع السيارات الكهربائية، والحاجة إلى التبريد، وزيادة مراكز البيانات. 

وأكدت الوكالة أن الطلب على الكهرباء في الصين أكبر بكثير من أي بلد آخر، وبالتالي فإن سرعة انتقال الصين إلى الطاقة النظيفة أكثر أهمية. وسيكون تجاوز نمو الطاقة النظيفة في الصين طلبها الإجمالي على الكهرباء علامة فارقة.

وتتوقع الوكالة أن تمثل اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية ما يقرب من 80٪ من نمو الطلب العالمي على الكهرباء بحلول عام 2030، حيث تمثل الصين وحدها أكثر من 45٪. وبحلول ذلك الوقت، ستوفر مصادر الطاقة المنخفضة الانبعاثات أكثر من نصف الكهرباء في العالم، في حين سيبلغ استخدام الوقود الأحفوري ذروته.

وأوضح التقرير أن الطاقة النظيفة تنمو بمعدل غير مسبوق، حيث يتم استثمار ما يقرب من 2 تريليون دولار في الطاقة النظيفة كل عام، وهو ما يقرب من ضعف الاستثمار في المشاريع الجديدة للوقود الأحفوري. 

وقد لعبت الصين مرة أخرى دورا مهما في هذا التحول، حيث تمثل 60٪ من إنتاج الطاقة النظيفة الجديدة، مع نمو الخلايا الكهروضوئية بسرعة كبيرة لدرجة أنه من المتوقع أنه بحلول عام 2030، يمكن أن يتجاوز توليد الطاقة الكهروضوئية في الصين إجمالي الطلب الحالي على الكهرباء في الولايات المتحدة.

ووصل إجمالي المعروض من الطاقة منخفضة الانبعاثات إلى مستوى عال في عام 2023 بسبب نموه في الصين وأوروبا. حيث شهدت الصين وحدها نموا في توليد الطاقة المتجددة بمقدار 235 مليار كيلوواط/ساعة، أي ما يعادل إجمالي إنتاج الطاقة المتجددة السنوي في اليابان.

وحققت الصين إنجازات ملحوظة في إنتاج المعدات اللازمة للطاقة المتجددة، حيث تمثل أكثر من 80٪ من إنتاج العالم من الخلايا الكهروضوئية وبطاريات السيارات الكهربائية، وهي في طريقها لتحقيق أهداف تركيب معدات طاقة الرياح والطاقة الشمسية لعام 2030 قبل الموعد المحدد.

وركز تقرير وكالة الطاقة الدولية على تطوير السيارات الكهربائية، التي ستشكل 50٪ من مبيعات السيارات الجديدة العالمية بحلول عام 2030، مقارنة مع نسبتها الحالية البالغة 20%، إذا اتبعت البلدان سياسات المناخ المعمول بها. 

وحققت الصين بالفعل هذا الهدف هذا العام، وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يكون ما يقرب من 70% من السيارات الجديدة المباعة في الصين كهربائية. 

وقال التقرير إن صعود السيارات الكهربائية بقيادة الصين يفاجئ منتجي النفط. وكانت الصين محرك النمو في سوق النفط لعقود من الزمان، والآن يتحول هذا المحرك إلى الكهرباء.