غزة 20 أكتوبر 2024 (شينخوا) ارتفع عدد القتلى والمفقودين الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي جوي استهدف مربعا سكنيا في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة إلى 87 شخصا، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية واسعة النطاق في مناطق شمال القطاع لليوم الـ 16 على التوالي، وسط اشتباكات عنيفة.

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان مقتضب إن الجيش الإسرائيلي ارتكب "مجزرة" فجر اليوم (الأحد) والليلة الماضية في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع.

وأضاف البيان أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة على المنطقة أدت إلى مقتل وفقدان 87 شخصا بينهم نساء وأطفال، وإصابة 40 آخرين بينها حالات حرجة جدا.

وتكدس المصابون الذين افترشوا الأرض في مستشفى كمال عدوان نظرا لعدم وجود أسرة كافية في وقت يحاول الأطباء إنقاذ حياتهم، فيما امتلأت الأرض بالدماء.

وقال مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية إن إدارة المستشفى وصلت إلى مرحلة المفاضلة في التعامل مع الحالات، والكثير من الإصابات فارق الحياة لعدم القدرة على التعامل معها.

وأفاد أبو صفية في تصريح للصحفيين في غزة بوفاة عدد من المصابين متأثرين بجروحهم نتيجة قلة الإمكانيات ووجود عجز شديد في المستلزمات الطبية والتخصصات.

وأشار أبو صفية إلى وجود عشرات المفقودين تحت أنقاض المنازل، معربا عن أسفه لعدم استطاعة الطواقم الطبية وجهاز الدفاع المدني إخراجهم بسبب قلة الإمكانيات والاستهدافات المستمرة.

وكانت مصادر محلية ذكرت الليلة الماضية أن الطائرات الإسرائيلية الحربية "شنت غارات عنيفة على مشروع بيت لاهيا، ودمرت مربعا سكنيا بالكامل على رؤوس المواطنين، ما أدى إلى استشهاد نحو 73 مواطنا وإصابة العشرات".

من جهته قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه بعد الفحص الأولي بخصوص التقارير من منطقة بيت لاهيا نوضح أن أعداد القتلى "مبالغ فيها ولا تتوافق مع المعلومات الواردة في الجيش وأنواع الذخيرة الدقيقة التي تم استخدامها ودقة الإصابة في هدف إرهابي لحماس".

وذكر البيان أن الجيش يواصل الفحص، مشيرا إلى أن الحديث عن منطقة قتال فاعلة والجيش يعمل بشكل دقيق ومحدد الهدف ويعمل كل ما بوسعه لتجنب المساس بالمدنيين غير الضالعين في القتال.

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان الهجوم، متهما الجيش الإسرائيلي بمواصلة "حرب التطهير العرقي والإبادة بشكل واضح".

وقال البيان إن "المذبحة الجديدة تأتي بالتزامن مع قضاء الجيش على المنظومة الصحية في محافظة شمال قطاع غزة والتي يقطنها حاليا قرابة 400 ألف إنسان".

وأوضح أن الجيش هدد المستشفيات في شمال غزة وطالب الطواقم الطبية بإخلائها وتركها على الفور ويمنع وصول الوقود إليها، وقطع الاتصالات والإنترنت عن المنطقة، ما تسبب في حدوث "أزمة إنسانية عميقة".

وحمل البيان الجيش الإسرائيلي والإدارة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في "الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية".

ووصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان، ما جرى في مشروع بيت لاهيا بأنه "مجزرة وحشية"، معتبرة أن "الصمت العربي والعجز الدولي" شجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من "الجرائم" لإفراغ شمال القطاع من سكانه.

بدوره اعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح في بيان أن "مجزرة" بيت لاهيا نتيجة طبيعية "للضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية الشريكة" مع إسرائيل في حرب "الإبادة والتطهير العرقي".

كما حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان من تمكين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الاستمرار في تسويق منطق "العنجهية العسكرية بديلاً للحلول السياسية للأزمة الحالية وللصراع برمته".

والهجوم هو الثاني الذي يشنه الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع لليوم الثاني، حيث قتل نحو 33 فلسطينيا فجر السبت بينهم 21 سيدة بقصف جوي طال مربعا سكنيا في مخيم جباليا للاجئين.

وتأتي هذه التطورات فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في مخيم جباليا لليوم 16 على التوالي.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن عمليته في جباليا ومحيطها تهدف إلى منع مقاتلي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم لشن المزيد من الهجمات.

وأفادت مصادر محلية وشهود عيان ((شينخوا)) بأن الجيش الإسرائيلي واصل على مدار الليلة الماضية وفجر الأحد قصف مخيم وبلدة جباليا بشكل مكثف وقد طال محيط مستشفيات العودة واليمن السعيد.

كما واصل الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على كل متحرك من عدة مناطق في المخيم والبلدة ومحيطهما ويقوم بعمليات نسف وحرق المنازل، وفق المصادر والشهود.

من جهته قال الناطق باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على حسابه في منصة ((إكس)) إن الفرقة 162 تواصل عملياتها في شمال القطاع وقضت القوات على العشرات في معارك وجهاً لوجه ومن الجو، ودمرت العديد من البنى التحتية وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة.

في المقابل أفادت فصائل فلسطينية مسلحة بينها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان منفصلة، بخوض عناصرها اشتباكات عنيفة مع القوات المتوغلة وتقوم بتفجير آليات عسكرية إسرائيلية.

إلى ذلك قال أدرعي في بيان منفصل إن انتقال السكان الفلسطينيين من منطقة جباليا يتواصل حيث انتقل حتى الساعة أكثر من 5000 فلسطيني من المنطقة، مشيرا إلى أن الجيش يواصل السماح للسكان بالانتقال بشكل آمن من المنطقة عبر المسارات المرتبة.

يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 42603 أشخاص، والإصابات إلى 99795 شخصا.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حماس في غزة أدت إلى دمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي إضافة إلى احتجاز رهائن.