share
arabic.china.org.cn | 19. 10. 2024

تحليل إخباري: مقتل زعيم حماس ضربة قوية للحركة لكنها لا تعني انهيارها أو نهاية الحرب في غزة

arabic.china.org.cn / 04:22:53 2024-10-19

غزة 18 أكتوبر 2024 (شينخوا) شكلت عملية اغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار ضربة قوية للحركة وجعلت الأمور للمرحلة المقبلة أكثر ضبابية واستفهامات بشأن انهيار الحركة واختيار زعيمها الجديد وتأثيرها على مفاوضات وقف إطلاق النار واستعادة إسرائيل للرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

ويجمع محللون وخبراء فلسطينيون على أن إسرائيل وان تمكنت من اغتيال السنوار فهي لن تنهي الحرب لأنها تسعى إلى حسم صراعها مع الفلسطينيين والحيلولة دون إقامة دولتهم المستقلة فضلا عن خلق واقع جديد في الشرق الأوسط.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أمس (الخميس) اغتيال السنوار بعد مطاردة استمرت لعام كامل، متهما إياه بأنه المسؤول الأول عن الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر 2023.

واعترف نائب رئيس المكتب السياسي في حماس خليل الحية رسميا في خطاب متلفز اليوم (الجمعة) بمقتل السنوار بعد أن تأخر الإعلان لأكثر من أربع وعشرين ساعة.

-- انهيار وضعف حماس

ولا يعتقد المحللون السياسيون بأن نجاح إسرائيل في اغتيال السنوار سيؤدي إلى انهيار حماس ولكنه سيضعف الحركة لفترة من الوقت قبل أن تعاود النهوض خاصة بعد اغتيال عدد كبير من قادتها في قطاع غزة وتدمير جزء كبير من قدرتها العسكرية والميدانية.

وقال القيادي في حماس محمود مرداوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن اغتيال السنوار لم ولن يضعف حركة حماس لأنها تعتمد على فكرة يؤمن بها كل الشعب الفلسطيني وهي مقاومة الاحتلال"، مستذكرا أن "إسرائيل اغتالت من قبل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل هنية وعشرات القادة الفلسطينيين، ولكن هل انهارت الحركة؟ على العكس فمع كل اغتيال يتولد لدى الحركة إصرار أكبر على المواجهة ومحاربة إسرائيل مهما كلفها من ثمن".

وأضاف "نحن نتألم على فقدان قادتنا ولكن دمائهم هي بمثابة الضوء لطريقنا في مقاومة هذا المحتل المتغطرس والذي يعتمد بشكل أساسي على الدعم الأمريكي غير المحدود والذي يهدف كلاهما لتحقيق أطماع استعمارية في الشرق الأوسط".

من جانبه، قال سامر عنبتاوي الكاتب والمحلل السياسي من نابلس لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اغتيال السنوار الذي يتمتع بالدهاء العسكري والسياسي سيكون خسارة وضعف لحماس التي لم تتعاف بعد من مقتل هنية والعشرات من قادة الحركة في قطاع غزة.

وأضاف أن السنوار كان يتبنى أفكارا متشددة غير قابلة للنقاش فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل وعدم قبول الحلول الوسط معها خاصة في الصراع العسكري حيث اكتسب مقربون منه الفكرة ذاتها.

ويضيف إن اغتيال شخص مثل السنوار سيكون له تأثير كبير على حماس وقوتها، لكن في المقابل سيزيد من الحقد والكراهية للأجيال القادمة.

وعين السنوار في السابع من أغسطس 2023 رئيسا لحركة حماس خلفا لرئيسها الراحل إسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران في نهاية شهر يوليو الماضي، فيما تم الإعلان عن اغتياله يوم أمس.

-- خليفة السنوار

وقال عنبتاوي إن اختيار بديلا عن السنوار هذه المرة ليس امرا سهلا الآن، فالاختيار في ظل الملاحقات والاغتيال في الداخل والخارج سيدفع حركة حماس إلى عدم إعلان اسم قائدها الجديد، لأنه يحتاج اجتماعات ولقاءات وهذا غير متاح بسهولة الآن واتوقع انها قد تكون قيادة جماعية دون إعلان عن قائد عام.

بدوره، سفيان أبو زايدة الكاتب والمحلل السياسي من غزة قال إن مقتل السنوار يوازي اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله كونه زعيم حركة ومسؤولها داخل وخارج قطاع غزة.

وأضاف أبو زايدة وهو وزير فلسطيني سابق أن مقتل السنوار سيكون له تداعيات كبيرة على القرار في داخل حماس على الأقل فيما يتعلق بثقل القرار في القطاع، متوقعا أن ينتقل صنع القرار في الحركة إلى الخارج.

وتابع أن مقتل السنوار جاء ليس كونه رئيس لحركة حماس وإنما تعتبره إسرائيل المسؤول الأول والأخير عن التخطيط والتنفيذ وإدارة المعركة فيما بعد منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى الآن.

وتابع أن عمليات الاغتيال لقادة فلسطينيين أثبتت سابقا أنها لن تغير سلوك الشعب الفلسطيني أو حركاته.

وأضاف أن حماس كحركة مقاومة فلسطينية أيضا لن تغير من سلوكها وأيديولوجيتها و"لا أتوقع أن يؤدي اغتيال قائد فيها إلى انهيارها فبعد كل عملية اغتيال يظهر قادة جدد وفي كل فترة كانت تظهر حماس قدرتها على التعافي وإدخال قيادة جديدة من جيل إلى آخر".

-- مستقبل المفاوضات مع إسرائيل

وقال مسؤولون إسرائيليون للإذاعة الاسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية بعد اغتيال السنوار ستكون أمام اتخاذ قرارين تاريخيين الأول: إما صفقة تبادل تنقذ بها حياة من تبقى من رهائن في غزة والثاني السعي إلى إنهاء الحرب.

في المقابل، شدد القيادي في حماس خليل الحية في خطابه اليوم بهذا الصدد على أن حركته لن تتخلى عن نهج السنوار وقادة الحركة الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في عمليات اغتيال على مدار سنوات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وأوضح "نقول لأولئك المتباكين على الرهائن الإسرائيليين لدى الحركة بأنهم لن يروا النور والحرية ما لم ينته العدوان الإسرائيلي والتوصل لصفقة تبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة وإنهاء الحصار الإسرائيلي".

ويقول عدنان سمارة الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إن حماس لن تقبل بإبداء أي مرونة في المفاوضات بشأن الرهائن في غزة هذا إن لم تعلق المفاوضات لنهاية العام على الأقل وأن تقلب الطاولة أمام إسرائيل لمنعها من تحقيق صورة النصر الذي يريد أن يحتفظ بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويضيف سمارة "حتى وإن ظل قيادي واحد في حماس فإنه سيكون قادرا على مواجهة إسرائيل سياسيا ولن يسمح لها بالابتهاج بالنصر مهما كلف ذلك من ثمن، إسرائيل دمرت قطاع غزة وقتلت عشرات الآلاف ولم يتبق للشعب الفلسطيني ما يخسره في غزة لذلك لن تتنازل حماس عن شروطها".

-- مواصلة الحرب

رأى الكاتب والمحلل السياسي مخيمر أبو سعدة من غزة أن هدف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "ليس القضاء على السنوار بل تهجير الفلسطينيين"، مستبعدا أن يؤدي قتل السنوار إلى إنهاء "حرب الإبادة" التي تمارسها إسرائيل في القطاع.

واعتبر أبو سعدة أن قتل السنوار بمثابة "مفخرة" للشعب الفلسطيني ولحركة حماس على عكس ما روّجت له إسرائيل لأكثر من عام بأنه "يختبئ في أنفاق غزة ويترك أهل القطاع للموت والدمار، أو أنه غادر القطاع".

وتابع أبو سعدة أن غياب السنوار عن المشهد السياسي والعسكري في حركة حماس "سيترك فراغا" و"لن يكون سهلًا" ومع ذلك، لن يؤدي هذا إلى انهيار مشروع المقاومة التي جسدته الحركة الإسلامية.

وقال إن المقاومة تمثل "مشروع تحرر وطني ضد احتلال إسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ أكثر من نصف قرن"، لافتا إلى أن مشروع المقاومة سيتواصل وسيجدون من يكملها من صفوف حماس".

بدوره، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن إسرائيل لن توقف الحرب في غزة وستعمل على توسيع صراعها في لبنان مما يعني بأن المنطقة ما زالت تحت خطر توسيع الحرب الإقليمية إلى عالمية بأي لحظة.

ويقول القرا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، إسرائيل تتعطش لمزيد من دماء الفلسطينيين واللبنانيين والعرب ولن تتوانى عن استهداف مقرات ومراكز تتبع لإيران في الشرق الأوسط.

ويضيف "نحن لا نستبعد بأن يتم استهداف اليمن والعراق وإيران أيضا وهذا بدوره سيكون له ردود أفعال متبادلة مما يعني بأننا بتنا أقرب ما يكون من حرب عالمية".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号