18 أكتوبر 2024 / شبكة الصين/ أشارت بيانات إلى أن حجم الصفقات التي أبرمتها شركات الشرق الأوسط في الصين هذا العام قد سجّلت حتى الآن رقمًا قياسيًا قدره 9 مليارات دولار أمريكي. ومن بين هذه الشركات شركة أرامكو السعودية التي تعدّ مثالاً بارزًا على ذلك، حيث تواصل أرامكو تسريع وتيرة تعاونها مع الشركات الصينية، مؤكدةً على ثقتها بالنمو الاقتصادي للصين.

وتجاوزت القيمة السوقية لأرامكو السعودية حتى يناير 2024، تريليونَي دولار. وأصبحت في عام 2023، إحدى أكبر الشركات الأجنبية استثمارًا في الصين. ففي 26 مارس من العام الماضي، أعلنت أرامكو عن اتفاقية وقعتها مع مجموعة الصين الشمالية للصناعات ومجموعة بانجين شين تشنغ الصناعية لتأسيس شركة مشتركة متكاملة للبتروكيماويات والتكرير، بإجمالي استثمارات بلغ 83.7 مليار يوان. 

وفي 27 مارس، أعلنت الشركة عن خطتها من خلال شركتها التابعة (شركة أرامكو لما وراء البحار)، لشراء 10٪ من أسهم شركة رونغشنغ للبتروكيماويات مقابل 24.6 مليار يوان (ما يعادل 3.6 مليار دولار). وفي 27 سبتمبر، وقعت شركتها التابعة (شركة أرامكو آسيا) اتفاقية تعاون إطارية مع شركة إيسترن شنغهونغ للاستحواذ على حصة إستراتيجية بنسبة 10٪ في شركة جيانغسو شنغهونغ لصناعة البتروكيميائيات التابعة لشركة إيسترن شنغهونغ. وفي 11 أكتوبر، وقعت أرامكو مذكرة تفاهم مع مجموعة نانشان المحدودة للطاقة ومجموعة شاندونغ للطاقة وشركة يوي لونغ للبتروكيماويات لتعلن عن خطتها لاستحواذ محتمل على حصة إستراتيجية بنسبة 10٪ في شركة يوي لونغ للبتروكيماويات.

وفي عام 2024، لم يتوقف زخم استثمارات أرامكو في الصين، فقد أعلنت عن نوايا استثمارية متنوعة. ففي 22 يناير، أعلنت شركة سابك، التي تمتلك أرامكو 70٪ من أسهمها، أنها اتخذت قرارا نهائيا بشأن الاستثمار في مشروع مجمع جولي الصيني السعودي للإيثيلين، حيث يُتوقع أن يصل إجمالي قيمة المشروع إلى حوالي 44.8 مليار يوان (ما يعادل نحو 6.4 مليار دولار)، ليصبح أكبر استثمار أجنبي في تاريخ مقاطعة فوجيان الصينية. وفي أبريل، أعلنت أرامكو توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة هنغلي جيانغسو لشراء 10٪ من أسهمها، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية تعاون إطارية مع شركة رونغشنغ للبتروكيماويات لاستحواذ محتمل على حصة 50٪ في شركة نينغبو تشونغجين للبتروكيماويات، وللمشاركة في مشاريع تطوير وتوسيع الشركة.

ولم تقتصر نظرة أرامكو الاستثمارية على النفط والبتروكيماويات. ففي يونيو الماضي، أعلنت الشركة خطتها لشراء 10٪ من أسهم شركة "هورس بورترين ليميتد" المتخصصة في تقنيات منظومات الطاقة، لتصبح أرامكو، إلى جانب شركتي رينو الفرنسية ومجموعة جيلي القابضة الصينية، من المساهمين فيها. وفي 24 سبتمبر، وقعت أرامكو اتفاقية تعاون إطارية لأجل خمس سنوات مع مجموعة الصين لمواد البناء بهدف مشاركة الفرص وتحقيق التنمية المشتركة في مجالات المواد المتقدمة وتطوير الصناعات. وبدوره، أعرب النائب التنفيذي لرئيس الخدمات الفنية، وائل الجعفري، عن تطلع أرامكو لتعميق التعاون مع مجموعة الصين لمواد البناء لتحقّق معًا في مجال علوم المواد إنجازات كبيرة تعود بفوائد ملموسة على صناعة البناء والصناعات ذات الصلة.

إضافة إلى ذلك، تعد الصين محورًا رئيسيًا لاستثمارات أرامكو في رأس المال المخاطر. فمنذ عام 2021، بدأ صندوق "بروسبيريتي 7" التابع لأرامكو الاستثمار في الصين، حيث افتتح مكاتب في بلدتي بكين وشانغهاي، لتصبح القوة الدافعة لاستثمارات أرامكو في مجال رأس المال المخاطر في الصين. وحتى الآن، استثمر الصندوق في أكثر من 20 شركة صينية، تشمل مجالات الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي وسيارات الطاقة الجديدة.

وأعربت إدارة أرامكو في مناسبات عديدة عن ثقتها في السوق الصينية، حيث أكد محمد القحطاني، رئيس التكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو، أن الصين تمثل حجر الزاوية لنجاح الشركة طويل الأمد في قطاع التكرير والبتروكيماويات، كما صرّح ياسر مفتي، النائب التنفيذي للرئيس في قطاع الأعمال للمنتجات والعملاء في أرامكو بأن "الصين حققت إنجازات تبهر أنظار العالم، وتتقدم بخطوات ثابتة في التحول الاقتصادي، بما يؤثّر تأثيرًا عميقًا على العالم"، مضيفًا "نكثّف الاستثمارات في الصين لأننا نؤمن بإمكانات نموها على المدى الطويل، وأننا على ثقة بأن نصبح الشريك المفضل للصين". وتابع قائلا "نعمل على أن نكون مورّدًا رئيسيًا للطاقة والمواد الكيميائية في الصين، لنساهم في ضمان أمن الطاقة لديها.. ونشعر بالتشجيع من الود والنوايا الحسنة التي تظهرها جميع الأطراف، ومن التسارع المستمر للتعاون القائم على الفوز المشترك".