share
arabic.china.org.cn | 18. 10. 2024

تحليل ميداني: اغتيال السنوار سيؤدي إلى تصعيد التوتر في قطاع غزة وتزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع الإقليمي

arabic.china.org.cn / 05:23:08 2024-10-18

غزة 17 أكتوبر 2024 (شينخوا) في ظل تلاشي الآمال بالتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار .. اغتالت إسرائيل اليوم (الخميس) قائد حركة حماس يحي السنوار لتضع مستقبل الحرب مجددا في مهب الريح مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع الإقليمي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الخميس) في بيان رسمي تصفية السنوار، حيث تتهمه إسرائيل بأنه المسؤول الاول عن الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر 2023.

وقال خبراء فلسطينيون وعرب إن عملية اغتيال السنوار سيكون لها تداعيات على الصعيد الميداني ومنها تأخير مسألة مفاوضات وقف إطلاق النار بين الأطراف وتوتر في منطقة الشرق اللأوسط.

وقال سامر عنبتاوي محلل سياسي من نابلس في الضفة الغربية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن إسرائيل تعتقد أنها حققت إنجازا كبيرا في اغتيال السنوار، ولكن حركة حماس تعرف أن قادتها معرضين للاغتيال في كل وقت وهي تعرف طريقها وتنظمه بشكل ديني وعقائدي مما يعطي لها المجال لتكون أكثر مرونة في التعاطي مع هذه الأمور وفي نفس الوقت الشدة في مواقفها تجاه جدوى استمرار القتال أو بدء مفاوضات للوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار.

تأثير كبير على حركة حماس

ورأي عنتباوي أن اغتيال شخص مثل السنوار سيكون له تأثير كبير على حركة حماس وقوتها ولكنه في المقابل سيزيد من الحقد والمزيد من امكانيات المواجهة مع العناصر الميدانية للحركة لذلك سينعكس ايجابيا على الميدان وتسديد ضربات قوية وأكبر في مواجهة الاحتلال والاستمرار في قتالها وهي حركات ايديولوجية لا يحكمها شخص منفرد.

بدوره رأى الباحث السياسي اليمني عبدالله إسماعيل لـ((شينخوا)) إن مقتل يحيى السنوار، سيضيف أعباء على حماس، لكنه لا يمثل مشكلة كبيرة لتنظيم مقاوم يمتلك بنية تنظيمية وعقائدية.

وأضاف "هناك الكثير من القيادات في حماس قتلت قبل السنوار، لكن الحركة لديها إمكانية على إعادة التشكيل وانتاج قيادات مماثلة تحمل الراية من بعده".

واعتبر أن "غياب الشخصية في الحركات الايديولوجية بالتأكيد سيكون له تأثير، لكن في التنظيمات المتماسكة تأثيرة سيكون في حدوده العامة".

ولفت إلى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، سيحاول تضخيم الحدث، حيث كان أحد أهدافه هو القضاء على السنوار، مشيرا إلى أن مسألة الدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة ربما قد تتسارع لأن إسرائيل كانت تضع السنوار باعتباره أحد الإشكالات.

التداعيات على الوضع الإقليمي

بدوره، قال أحمد رفيق عوض استاذ العلوم السياسية في جامعة القدس إن اغتيال السنوار سيؤثر على الحرب المستمرة بين إسرائيل ولبنان وإيران، وأضاف إن الأمور مترابطة ببعضها البعض ولكن غزة هي الأساس بالنسبة لإسرائيل لأنها شكلت ضربة قوية لإسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وتابع لهذا السبب قد يكون الاغتيال بالنسبة لإسرائيل اشبه بصورة النصر وهذا سيسمح لها بأن تركز الهجمات القادمة على ساحة لبنان وإيران مما سيمثل لها تهديد مصيري، وتركز الجهود على ساحتين مهمتين بالنسبة لها.

ويرى المحلل السياسي اليمني وليد جحزر أن مقتل السنوار سيؤثر على أجندة حركة (حماس) وأذرع المقاومة في المنطقة خلال المرحلة المقبلة، وهي أيضا رسالة إلى قيادات الحوثيين أنهم لن يكونوا بعيدا عن مرمى الاستهداف.

وقال جحزر لوكالة أنباء ((شينخوا)) "المؤكد أن تصفية السنوار بهذه الطريقة من شأنه أن يؤثر على أجندة حركة حماس وأذرع المقاومة في المنطقة خلال المرحلة المقبلة باعتباره قائد سياسي وعسكري معا، في ظرف شديد التعقيد والصعوبة داخل قطاع غزة".

ولفت جحزر إلى أن الحوثيين هم أكثر ارتباطا بإيران باعتبارهم داخل صراع غزة مع إسرائيل لكن اغتيال السنوار لا يعني سوى إرسال مزيد من الرسائل التحذيرية لكافة الأذرع المشتبكة معها في الوقت الراهن، وهذا يجعل الحوثيين والقوى مباشرة على تماس مع إمكانية زيادة الهجمات والاستهدافات ضد إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة فضلا عن وقوع شخصيات قيادية حوثية في مرمى الاستهداف، على حد تعبيره.

وأردف "من الواضح أن النوايا الاسرائيلية في التخلص من العقول المدبرة لمواجهتها سوف تستمر لتشمل كافة الأطراف والشخصيات التي تعمل على اقلاق سكينة واستقرار إسرائيل على المدى البعيد والقريب".

وأشار جحزر إلى أن "أذرع المقاومة وممثليها في الإقليم سوف تعيش أجواء من الترقب والحذر والمخاوف مع استمرار عمليات التصفية المباشرة التي بدأت بإسماعيل هنية مرورا بقيادات حزب الله ولن تنتهي هذه العمليات باستهداف السنوار فإسرائيل فتحت شهيتها في تصفية الشخصيات القيادية المؤثرة سواء كانت على ارتباط مباشر ببعضها في التنسيق ام لا فالهدف هو واحد وهي إعادة إسرائيل لمرحلة ما قبل 7 أكتوبر 2023 وهي العملية التي جرحت هيبتها وكانت وراء كل هذا الجنون في عمليات التصفية المستمرة".

الروح المعنوية

ويرى الخبراء أن عمليات الاغتيال الإسرائيلية ضد القيادات والقوى المناوئة لإسرائيل تهدف إلى الاضرار بالروح المعنوية ووحدة القوى الإقليمية في هذه المعركة.

وأشار المحلل الفلسطيني رفيق عوض بهذا الصدد إلى أن موت السنوار ومن قبله الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وإسماعيل هنية قد يؤثر على الروح المعنوية ووحدة القوى الإقليمية المعادية لإسرائيل.

وقال "بالتأكيد سيكون لهذا تأثير لكنه عادة سيكون له تأثير عكسي ولن يصب بصالح إسرائيل (..) فاعتقد أن إسرائيل قطعت شعرة معاوية مع دول الإقليم، خصوصا وأن محور المقاومة محتقن أصلا ضد إسرائيل التي لا تستطيع أن تحكم المنطقة إلى ما لا نهاية بكل هذه الدماء والمجازر، بمعنى أخر لن يكون مقبولا في الاقليم استمرار هذا الوضع واعتقد انها ستؤجج بل وتزيد من الكراهية والكارهين لها ولسياساتها".

ردود أفعال قوات المقاومة

بدوره، أشار الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج علم إلى أن ردود أفعال قوات المقاومة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان سيتمثل في استمرار تقاسم الأدوار في اشغال اسرائيل والولايات المتحدة.

فالولايات المتحدة تعهدت باليمن وتبعا لذلك نرى الضربات في صنعاء وعلى الحشد الشعبي في العراق، في حين تشن إسرائيل الحرب على غزة ولبنان وإلى حد ما على سوريا.

واعتبر أن قوى المقاومة تضررت بشكل كبير، ففي غزة حل الدمار والخراب، وعلى رغم أن حركة حماس ستبقى لكنها لن تعود لتسود في غزة، اما في لبنان فقد كان لديه توازن رعب، لكن اللبنانيون اليوم مهجرون والتطورات تقضي على البقية الباقية من امكاناتهم، في حين أن ما يشهده اليمن والعراق هو شعارات شعبوية.

من جانبه، قال سامر عنبتاوي محلل سياسي من نابلس في الضفة الغربية، إن اسرائيل بعد اغتيال السنوار لن تتوقف عن هجماتها وعدوانها في قطاع غزة ومن يعتقد ذلك سيكون مخطئا.

وتابع ان اسرائيل لديها خطة كبيرة بالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وأوضح أن إسرائيل فعليا تطبق الآن خطة غير معلنة في حربها على قطاع غزة، بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير مناطق كاملة مثل شمال قطاع غزة وفصلها المناطق فيها عن بعضها البعض، بالإضافة إلى حصارها وإعادة الاحتلال، وهي مستمرة في هذا النهج وفي تصعيد الأمور في غزة وغير قطاع غزة، لذلك اعتقد أن الأمور تتجه للتصعيد المباشر مع لبنان وسوريا وإيران في الفترة المقبلة.

وأضاف ان نتنياهو يسير باتجاه مزيد من التصعيد ويريدها أن تستمر إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية حتى تستطيع الولايات المتحدة إفراز قيادة جديدة تكون جاهزة للمواجهة لحرب أكبر وتكون فيه أكثر تأييدا للموقف الإسرائيلي. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号