share
arabic.china.org.cn | 17. 10. 2024

((أهم الموضوعات الدولية)) تعليق: على إسرائيل التوقف عن انتهاك سلطة الأمم المتحدة

arabic.china.org.cn / 16:19:17 2024-10-17

بكين 17 أكتوبر 2024 (شينخوا) في تطور آخر، أعلنت قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) يوم الأربعاء إطلاق دبابة إسرائيلية النار على برج مراقبة تابع لها بجنوب لبنان، مما أدى إلى تدمير "كاميرتين وتضرر البرج".

إن الهجوم الإسرائيلي يوم الأربعاء ليس الأول. قبله بأيام وتحديدا يوم الأحد، مع تصاعد وتيرة الصراع بين حزب الله وإسرائيل، اخترقت دبابتان تابعتان لجيش الدفاع الإسرائيلي البوابة ودخلتا عنوة قاعدة لحفظ السلام تابعة لقوة اليونيفيل، ما أثار انتقادات واسعة من المجتمع الدولي.

وفي أعقاب ذلك الحادث، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بيانا حذر فيه من أن "الهجمات ضد قوات حفظ السلام تنتهك القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي. وقد تشكل جريمة حرب".

في الحادث الأول، دافع الجانب الإسرائيلي عن نفسه، مدعيا بأنه عندما كان يقوم بإجلاء جنود إسرائيليين جرحى، "انقلبت دبابتان في مكان لم يكن بإمكانهما الذهاب إلى مكان آخر بسبب التهديد بإطلاق النار". وفي الحادث الأخير، لم يصدر على الفور تعليق من جانب الجيش الإسرائيلي.

وفي الواقع بين الحادث الأول والأخير، هناك أمر مشترك واحد هو أن اسرائيل كررت هجماتها على قوات الأمم المتحدة، وهو ما يعكس استهانة إسرائيل مجددا بالشرعية والحد الأدنى من القوانين الدولية، بذريعة حقها "اللامحدود" في الدفاع عن نفسها.

يجب أن تدرك إسرائيل أن اليونيفيل، التي أنشئت بموجب القرار 425 لمجلس الأمن الدولي عام 1978 وتم توسيع ولايتها وزيادة عدد أفرادها بموجب القرار 1701 عام 2006، ليست جيشا تقليديا، بل تنفذ مهام تهدف بالأساس إلى صون السلام والأمن في جنوب لبنان.

وتعني البعثة بشكل مباشر بأعمال يحميها القانون الدولي مثل مراقبة وقف إطلاق النار، والتوسط في النزاعات، وحماية المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية. وليس من حق أي دولة أن تقيد حرية حركة أفرادها داخل مناطق عملياتها، ناهيك عن تهديد سلامة وأمن أفرادها.

ووجود اليونيفيل في لبنان مهم وحيوي ليس للحفاظ على الأمن في جنوب لبنان فحسب، بل يخدم الحل الدبلوماسي للصراع في الشرق الأوسط على النحو المبين في قرارات الأمم المتحدة. ولذلك كان من الطبيعي بعد الهجمات الإسرائيلية أن يتحد المجتمع الدولي في رفضه لتصرفات إسرائيل العدائية ضد البعثة ودعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نيتانياهو إلى "إبعاد" القوة من طريق جيشه.

ناهيك عن اتهامات نتنياهو للقوة بأنها تقوم بدور "درع بشري" لحزب الله والتي لم تنطل على أي أحد وبدت للعموم كمبرر لتوسيع عمليات إسرائيل العسكرية في جنوب لبنان.

إن أفعال إسرائيل العدائية ضد اليونيفيل هي انتهاك صارخ لحرمة مباني الأمم المتحدة ومكانتها السامية، فاليونيفيل تجسد مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي. فقد بذلت القوة، التي يشارك فيها أكثر من 10 آلف فرد من 48 دولة، جهودا جبارة لحفظ السلام وفك الارتباط بين الجيش الإسرائيلي ومسلحي حزب الله منذ أغسطس 2006، وتحملت في أسبوع فقط إصابة 5 من أفرادها أمام الهجمات الإسرائيلية.

إن إسرائيل بتصرفاتها هذه ضد اليونيفيل تقدم مثالا خطيرا في النظر إلى الماضي والحاضر والمستقبل.

فما فعلته ضد اليونيفيل يعكس أولا: نسيانها للتاريخ، فبدون قرار الأمم المتحدة رقم 181، لم يكن ستقام دولة يهودية مستقبلية. وثانيا، يعكس إغفالها للواقع، فبدون جهود اليونيفيل ما كانت إسرائيل ستنعم بـ17 عاما من السلم، على الأقل نسبيا، مع حزب الله. وثالثا، يعكس عدم تآملها بجدية للمستقبل، وإذا أصرت إسرائيل على الإغراق في هذه الحلقة الخبيثة وعقلية "العين بالعين" والاستخدام المفرط للعنف، متجاهلة قرارات الأمم المتحدة المعنية بالهدنة في غزة ولبنان، فلن تقدر على منح شعبها حماية مستدامة، لأن الحقد والعداء مثل العشب، قد يحرق بالنار، لكن سينتعش سريعا بعد الغيث.

إن جميع الأطراف المشاركة في الصراع ملزمة بضمان سلامة أفراد البعثة في جميع الأوقات مع دعم السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة ككل. المحنة في غزة كبيرة، ومن الضروري عدم السماح للبنان بأن يشهد نفس المحنة.

ومن أجل تحقيق سلام مستدام، فلابد من احترام سلطة الأمم المتحدة والقانون الدولي بالعموم. فمنذ اندلاع الصراع بين اسرائيل وحماس، واجهت سلطة الأمم المتحدة تحديات كبيرة من عرقلة جهودها الإنسانية وتهديد حياة موظفيها وممتلكاتها وانتهاء بمحاولات إرغامها على إخلاء مواقعها من الأونروا واليونيفيل، بدلا من العمل على الحفاظ على دورها وتقويته.

وفي الوقت الراهن، لا يجب أن يكون أعلى من صوت وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. فالشرق الأوسط لا يمكن أن يتحمل حربا شاملة. ويجب على كل الأطراف أن تلتزم الهدوء والعقلانية وتتجاوب مع الجهود الرامية الى كسر هذه الحلقة المفرغة من الصراع.

وعلى إسرائيل أن تتوقف عن اعتداءاتها ضد اليونيفيل وانتهاكاتها لسلطة الأمم المتحدة، وتقبل بالحل الدبلوماسي لوقف إراقة الدماء في غزة ولبنان باتجاه عملية سلام شاملة تفضي في النهاية إلى حل الدولتين لتسوية الصراعات الدامية المزمنة بينها وبين الفلسطينيين، والتعايش سلميا مع الفلسطينيين وكل شعوب المنطقة.

كما يجب على الولايات المتحدة، أكبر داعم لإسرائيل وأكبر قوة في العالم، أن تعمل كقدوة وتتخلى عن انحيازها الأعمى لإسرائيل واعتباراتها الجيوسياسية الأنانية في الشرق الأوسط.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号