بيروت 15 أكتوبر 2024 (شينخوا) وجه وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زياد المكاري اليوم (الثلاثاء) كتابا إلى عدد من وسائل الإعلام الغربية اعتبر فيه أن مرافقة صحفييها للقوات الإسرائيلية خلال توغلها في أرض لبنانية تعد انتهاكا للقانون الدولي.

وذكرت ((الوكالة الوطنية للإعلام)) اللبنانية الرسمية أن المكاري وجه كتابا إلى ثماني مؤسسات إعلامية أمريكية وبريطانية أكد فيه "عدم جواز مرافقة صحفييها المعتمدين، قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال توغله في أراض لبنانية، لأن في ذلك انتهاكا للقوانين وإضفاء للشرعية على الأعمال العدائية لجيش الاحتلال".

وأعرب المكاري في الكتاب عن "قلق الحكومة اللبنانية البالغ" من وجود صحفيين من وسائل الإعلام المعنية "برفقة جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال توغلاته الأخيرة في أراضينا".

وأكد أن "العدوان الإسرائيلي يشكل انتهاكا مباشرا للقانون الدولي ويمثل تعديا غير مقبول على سيادتنا الوطنية".

وشدد على "احترام المبادئ الأساسية لحرية الصحافة ودعمها"، لافتا في المقابل إلى أنه "من المهم التأكيد أن حرية الصحافة يجب أن تعمل ضمن حدود القانون واحترام السلامة الإقليمية".

وأشار إلى أن إرسال الصحفيين جنبا إلى جنب مع القوات المعادية في أثناء التوغل في أراضي دولة أخرى، يثير مخاوف قانونية كبيرة لجهة انتهاك المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة.

وأضاف أنه "من خلال مرافقتهم جيش العدو، قد ينظر إلى الصحفيين، سواء عن قصد أو عن غير قصد، على أنهم يضفون الشرعية على أعمال العدوان".

ولفت إلى أن اتفاقيات جنيف تلزم جميع الدول والأفراد الامتناع عن المشاركة في انتهاك القانون الدولي وضمان عدم تسهيل مثل هذه الانتهاكات.

ونبه إلى أنه "يمكن تفسير الانضمام إلى القوات العسكرية المشاركة في أعمال عدوانية وغير قانونية بأنه مشاركة أو تواطؤ في مثل هذه الأعمال".

كما أشار إلى أن مرافقة الصحفيين للجيش الإسرائيلي في أرض لبنانية تعتبر انتهاكا للقانون اللبناني الذي يحظر الدخول غير المصرح به والذي يحمي الأمن القومي ويحظر التعاون مع القوات الأجنبية المعادية المشاركة في عمليات عسكرية غير مشروعة.

ولفت المكاري إلى أن الميثاق العالمي لأخلاقيات الاتحاد الدولي للصحفيين (2019) يحض على "استخدام الأساليب العادلة فقط للحصول على المعلومات"، وأن "الانضمام إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي في عمل عدواني وغزو لأراضينا السيادية، لا يمكن اعتباره وسيلة عادلة للحصول على المعلومات".

ورأى وزير الإعلام اللبناني في كتابه إلى وسائل الإعلام المعنية أن "ما حصل يعرض الصحفيين للخطر وينتهك سيادة لبنان".

وأضاف أن "دخول صحفييكم مع جيش العدو الإسرائيلي في هذه الظروف، يجعلهم مشاركين غير مباشرين في الصراع وفي الأعمال العدائية التي تنتهك سلامة أراضينا، وهو ما قد يضفي الشرعية على العمل العسكري الإسرائيلي غير القانوني ويقوض سلامة جميع المشاركين".

وحض المكاري وسائل الإعلام التي توجه إليها "على التزام عدم إرسال صحفييكم برفقة جيش العدو الإسرائيلي في أي عمليات تنطوي على توغل في أراضينا"، مؤكدا أن "حكومة لبنان تحتفظ بحقها في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات".

وكان الجيش الإسرائيلي نظم جولة دعائية قبل يومين لعدد من الشبكات الإعلامية الغربية في منطقة لبنانية حدودية، مما أثار الجدل حول خطوة دخول الصحفيين برفقة قوات أجنبية لأراضي دولة أخرى.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي هجوما على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.