مسقط 14 أكتوبر 2024 (شينخوا) حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم (الإثنين) في مسقط من أن المنطقة على "حافة صراعات واسعة" في ظل التوترات الحالية، مؤكدا أن بلاده مستعدة لأي سيناريو.

ووصل عراقجي في وقت سابق اليوم إلى مسقط، قادما من العراق، والتقى وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، وبحث معه "حالة التصعيد الناجم عن استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة"، وفق بيان للخارجية العمانية.

وأكد الوزيران خلال اللقاء "على مواصلة ودعم الجهود المبذولة لوقف التصعيد والتوتر في المنطقة عبر الحوار والوسائل السلمية وتسخير الدبلوماسية أداة أساسيّة لحل الخلافات والصراعات".

وقال عراقجي في تصريحات لوكالة الأنباء العمانية بشأن اللقاء إن مناقشاتهما "كانت مثمرة، وتطرقت إلى الأحداث الجارية في المنطقة"، مشيرا إلى أن سلطنة عمان تقوم بأدوار كبيرة في حلحلة العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

ولعبت سلطنة عُمان مرارا دور الوسيط بين إيران والدول الغربية الكبرى، خاصة بشأن الملف النووي الإيراني.

وقال عراقجي في تصريحاته "إن المنطقة تعيش حالة من التأهب، وقد تكون على حافة صراعات واسعة، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها حاليا".

وأكد "أن إيران في وضع الاستعداد التام لأي سيناريو"، غير أنه شدد على "أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لمنع الأزمات الكبيرة في المنطقة وتجنب تصعيد التوترات والحروب".

من جهته، قال البوسعيدي في تغريدة على حسابه الرسمي على منصة ((إكس)) إنه أجرى مع عراقجي "مشاورات بناءة من أجل استقرار المنطقة وأمنها والحيلولة دون توسيع حلبة الصراعات وزيادة حدة التوتر والتصعيد".

وأضاف "دولنا تدعو إلى التهدئة والوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وفي لبنان واللجوء إلى الدبلوماسية والحوار".

كما التقى الوزير الإيراني في مسقط المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام، وتشاورا بشأن وقف "جرائم" إسرائيل في غزة، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

من ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن عراقجي أعلن من مسقط تعليق عملية المفاوضات غير المباشرة بين طهران والولايات المتحدة عبر سلطنة عمان بسبب الظروف الخاصة التي تمر بها المنطقة.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني أنه لا يوجد أي أساس لهذه المحادثات حتى يتم تجاوز الأزمة الحالية وحينها ستقرر بلاده ما إذا كانت المفاوضات ستستأنف مرة أخرى أم لا أو كيف ستكون عملية المفاوضات.

وبشأن ما إذا كانت هناك رسالة تم إرسالها للأمريكيين خلال الزيارة الحالية لمسقط، أجاب عراقجي أنه لم يتم إجراء أي اتصالات بهذا الخصوص ولم يتم توجيه أي رسالة لأي دولة، لكنه في جميع المشاورات التي أجراها في المنطقة وفي الدول الأخرى عبر بقوة عن مواقف إيران وطلب إيصال هذه المواقف إلى كافة الأطراف.

وقام عراقجي في الأيام القليلة الماضية بجولة إقليمية شملت لبنان وسوريا والسعودية وقطر والعراق، حمل خلالها، وفق (إرنا)، رسالة واضحة للمنطقة والعالم بشأن وقف "العدوان" الإسرائيلي، واستعداد إيران لكل سيناريوهات الحرب والسلام.

وتشهد المنطقة توترا كبيرا عقب الضربات الأخيرة التي تشنها إسرائيل في لبنان، واغتيال أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله والهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل، في تصعيد كبير ينذر باتساع نطاق الصراع في منطقة الشرق الأوسط.