share
arabic.china.org.cn | 14. 10. 2024

مقالة خاصة: ضريرة مسنة رفضت النزوح لتبقى وحيدة في بلدة بشرق لبنان

arabic.china.org.cn / 01:52:33 2024-10-14

سحمر، شرق لبنان 13 أكتوبر 2024 (شينخوا) أمام مدخل منزلها المتواضع وسط بلدة سحمر من البقاع الغربي شرق لبنان، جلست الضريرة المسنة "معصومة منعم" فوق كرسي تحصي القذائف والغارات الإسرائيلية وتتابع بدقة واهتمام تطورات المعارك بجنوب لبنان عبر مذياع يلازمها طوال الوقت.

فقدان "معصومة" لنظرها منذ حوالي 14 عاما لم يحل دون قيامها بتأمين مستلزماتها الحياتية وواجباتها المنزلية، فهي قادرة على فعل كل ما تراه ضروري في حياتها اليومية بكل سهولة دون أية عوائق أو أخطاء، كما أوضحت لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وقالت "بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت بلدتنا سحمر في الأسابيع القليلة الماضية، نزح جميع سكانها والبالغ عددهم حوالي 8000 نسمة".

وتابعت "بقيت وحيدة في هذه البلدة رافضة فكرة النزوح من أساسها، بالرغم من إلحاح أقاربي والذين أصروا على اصطحابي معهم إلى بلدة القرعون التي تبعد حوالي 7 كيلومترات من هنا".

وأضافت "استهدفت أمس غارة إسرائيلية منزلا مجاورا لمنزلي" أدت لتكسير زجاج بعض النوافذ، فعملت بكل سهولة على تنظيف الزجاج المتناثر في كل اتجاه، جمعته داخل كيس من البلاستيك وأزلت الغبار من داخل الغرف والممرات".

وتابعت "بعدها حضرت مائدة الغذاء من البطاطا والقرنبيط المقلي وأتبعت ذلك بفنجان قهوة ارتشفته تحت أشعة الشمس والتي باتت مقبولة مع برودة طقس أكتوبر".

وقالت "في منزلي غرفة جانبية ليس فيها نوافذ، أحتمي بداخلها عند تعرض البلدة للقصف المدفعي أو الغارات الجوية".

وأضافت "أتابع عبر المذياع الذي يلازمني وبكل دقة المعارك الدائرة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان والغارات الجوية التي توسعت بشكل كثيف إلى العديد من المناطق اللبنانية".

وأشارت "إلى أنها تجري اتصالات هاتفية مكثفة من هاتفها المحمول مع أقاربها وأصدقائها لتطلع من خلالها على الأوضاع العسكرية المستجدة في الكثير من المناطق".

وأوضحت أنها تستعمل الهاتف المحمول بكل سهولة فهي تحفظ في ذاكرتها حوالي 30 رقما هاتفيا وبمقدورها أن تطلب الرقم الذي تريد عن طريقة لمس وتحديد الأرقام على شاشة الهاتف بسهولة ودون أي خطأ.

وقالت "أنا لا أخاف الموت أبدا وهذا ما جعلني أصمد وحيدة في منزلي وسط بلدتي سحمر التي تتعرض بشكل شبه يومي للغارات الإسرائيلية التي لا ترحم".

وتابعت "أنا فرحة بوحدتي نشيطة قوية بالرغم من فقدان النظر، لن أستسلم للضعف ولا أفرط بكرامتي وأشعر بأني تركت للقدر، لكن أجد نفسي ثابتة في إرادة الاستمرار وتحدي الصعاب".

وأضافت "مع هذه الظروف القاسية، فصمودي في منزلي رمز للإصرار على البقاء في وجه اليأس، فعزيمتي صخرية قوية لن تنهار".

وتابعت "من منزلي المتواضع وبنبرة عالية أقول للعالم 'قد أكون ضريرة، قد أكون وحيدة، لكنني لست مكسورة وفي الوقت الذي يفر فيه الآخرون بحثا عن الأمان، تسمرت في مكاني ولن اتزحزح قيد أنملة'."

وقالت "فقداني لحاسة البصر جعلني أطور مهارات استثنائية للتكيف مع حياتي اليومية، وكان اعتمادي على حواسي الأخرى مثل السمع، واللمس، والشم مما ساعدني على القيام بمهامي اليومية مثل استخدام الهاتف، والطهي، وتنظيف المنزل وغيرها بكل بساطة".

وختمت بالقول "أنا أعتمد على ذاكرتي القوية، حيث أحدد مكان كل قطعة في منزلي مما يسمح لي بالتحرك بحرية دون الاصطدام بالأشياء".

كما "يمكنني اتحسس درجة الحرارة بالقرب من الموقد، أو التعرف على نضج الطعام من خلال حاسة الشم وفي التنظيف أعتمد على اللمس لتحديد الأماكن التي تحتاج إلى ترتيب أو مسح للغبار".

ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号