12 أكتوبر 2024 / شبكة الصين/ أصدرت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) مؤخرًا تقرير "مؤشر الابتكار العالمي لعام 2024"، الذي يقيم أداء الأنظمة البيئية للابتكار في أكثر من 130 اقتصادا حول العالم، اعتمادا على متوسط "مدخلات الابتكار ومخرجاته " كمؤشر أساسي، يشمل مؤشرا فرعيا ضمن سبعة مجالات هي إنتاج المعرفة والتكنولوجيا، ورأس المال البشري والبحث العلمي، ونضج الأسواق، والبنية التحتية، والبيئة التنظيمية وغيرها. 

وأشار التقرير بعد تحليله للوضع الحالي للابتكار العالمي، إلى أن عام 2023 شهد تراجعا في الاستثمارات الجريئة، وطلبات براءات الاختراع الدولية، وأعداد المنشورات العلمية، كما تباطأ نمو الإنفاق على البحث والتطوير. ومع ذلك، استمر التقدم التكنولوجي العالمي بقوة، خاصة في مجالات مثل تسلسل الجينوم، والقدرات الحاسوبية، والبطاريات المتقدمة. كما شهدت تطبيقات التكنولوجيا في مجالات مثل شبكات الجيل الخامس والروبوتات والسيارات الكهربائية تطورا ملحوظا. وأظهر التقرير توجهات إيجابية في بعض المؤشرات، مثل انخفاض معدلات الفقر العالمي وزيادة إنتاجية العمل، ويرى أن الاقتصادات الناشئة يمكن أن تلعب دورا حيويا بكونها محركا جديدا للابتكار العالمي. 

من جهته، صرّح المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، دارين تانغ أن هناك عددا متزايدا من الدول أصبحت تدرك أن إطلاق العنان لإمكانات الابتكار لدى شعبها هو أمر أساسي لتحقيق النمو والتطور، ولمواجهة التحديات المحلية والعالمية.

ووفقا للتقرير، احتلت الصين المرتبة الحادية عشرة عالميا من حيث قوة الابتكار، وهي الاقتصاد متوسط الدخل الوحيد ضمن المراتب الثلاثين الأولى، وتعد واحدة من أسرع الاقتصادات تقدما في الابتكار منذ العقد الأخير. وأضاف أن "الصين تمكنت بفعالية من تحويل استثمارات الابتكار إلى مخرجات مبتكرة".

واحتلت الصين المرتبة السابعة في "مخرجات الابتكار" والمرتبة الثالثة والعشرين في "مدخلات الابتكار"، وكلاهما أفضل من ترتيب العام الماضي. 

وفي المجالات السبعة التي يغطيها مؤشر الابتكار العالمي، جاءت الصين في مراكز متقدمة في إنتاج المعرفة والتكنولوجيا، والبنية التحتية، ونضج الأعمال. وكان ابتكار الصين والتطبيقها في مجالات مثل البطاريات المتطورة والسيارات الكهربائية محركا رئيسيا لتعزيز الابتكار، مما يعكس القوة الكبيرة والآفاق الواسعة لنمو الابتكار في الصين.

وأظهر التقرير أن الصين تمتلك 26 تجمعا ضمن أكبر 100 تجمع عالمي للابتكار التكنولوجي، متجاوزة العدد السابق الذي بلغ 24 تجمعا، مما يجعلها في صدارة العالم للسنة الثانية على التوالي.

وتشير تجمعات الابتكار التكنولوجي في مؤشر الابتكار العالمي إلى مناطق جغرافية تتميز بتركيز عالٍ للمؤسسات البحثية والجامعات والشركات والصناعات الابتكارية، وتلعب هذه التجمعات دورا محوريا في تطوير التكنولوجيا ودفع الاقتصاد العالمي. 

ومن بين أكبر عشرة تجمعات ابتكارية في العالم يوجد سبعة منها في آسيا، وتتضمن هذه التجمعات في الصين مدنا مثل شنتشن-هونغ كونغ-قوانغتشو وبكين وشنغهاي-سوتشو ونانجينغ.

وبالمقارنة مع السنوات السابقة، فإن تجمعات الابتكار في الدول والمناطق النامية تبهر الأنظار. وكان النمو السريع في الإنتاج العلمي في التجمعات الصينية محل اهتمام. وبدوره، أوضحت مديرة مكتب المنظمة العالمية للملكية الفكرية في الصين، ليو هوا، أن النمو السريع في الإنتاج العلمي الصيني كان واضحا للعيان، خاصة في مجال طلبات براءات الاختراع الدولية. مضيفا أن الأداء القوي للتجمعات التكنولوجية في الصين يعكس الدعم القوي من الحكومة الصينية والقدرات الابتكارية للشركات، والمشاركة الفعالة من المؤسسات البحثية.

وأشار ساشا فينسنت، رئيس قسم أبحاث المؤشرات الشاملة في إدارة الاقتصاد والإحصاء بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية وأحد المساهمين في إعداد تقرير مؤشر الابتكار العالمي، إلى أن تصنيف تجمعات الابتكار التكنولوجي العالمية يعكس مدى النشاط الذي تبديه الدول في نشر الأبحاث العلمية وتقديم طلبات براءات الاختراع الدولية بموجب معاهدة التعاون بشأن البراءات، حيث حققت الصين أداء متميزا.

وأوضح كارستن فينك، كبير الاقتصاديين في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، أن الجامعات والمؤسسات البحثية والشركات داخل تجمعات الابتكار التكنولوجي في الصين أسهمت في إنتاج كميات هائلة من الابتكارات، مما دفع بعجلة التنمية الاقتصادية في الصين وساهم في التقدم التكنولوجي على المستوى العالمي، مؤكدا أن العديد من الأنشطة الابتكارية تحدث في المناطق الحضرية الكبرى في الصين، الأمر الذي يعدّ إنجازا رائعا، وقال "بالنظر إلى مجموعة من المؤشرات، فإن القدرات الابتكارية للعديد من القطاعات الصينية أصبحت الآن في مقدمة الابتكار العالمي".