share
arabic.china.org.cn | 08. 10. 2024

كيف تمكنت الصين والعالم من تحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع خلال 75 عاما؟

arabic.china.org.cn / 16:07:54 2024-10-08

8 أكتوبر 2024 / شبكة الصين/ قال الرئيس التنفيذي لمجلس الأعمال الصيني البريطاني بيتر بورنيت إن جميع مشاريع "الحزام والطريق" ستأخذ الآن الاستدامة في الاعتبار وستعتمد التكنولوجيا الخضراء والتمويل الأخضر، جاء ذلك خلال منتدى التجارة والاستثمار في إطار "الحزام والطريق" لعام 2024 الذي عقد مؤخرا. 

وذكر مشاركون في المنتدى من مختلف البلدان أن البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" انطلق من الصين، وإن النتائج والفرص ملك للعالم. وقد أدت مشاركة أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية إلى الجمع بين القواسم المشتركة للتنمية المشتركة.

ويصادف هذا العام الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وشهدت هذه السنوات الـ75 تنمية اقتصادية سريعة في الصين ومنفعة متبادلة وفوزا مشتركا بين الصين والعالم. ومن الفقر والضعف إلى أن أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر دولة صناعية، وأكبر دولة في تجارة السلع، وثاني أكبر مستهلك للسلع أصبحت الصين محركا مهما للنمو الاقتصادي العالمي. ومن عام 1979 إلى عام 2023، نما الاقتصاد الصيني بمعدل سنوي متوسط قدره 8.9%، وهو أعلى بكثير من متوسط معدل نمو الاقتصاد العالمي البالغ 3.0% خلال الفترة نفسها. وفي العقد الماضي الأخير، تجاوز متوسط إسهام الصين في النمو الاقتصادي العالمي 30%. ونجحت الصين تاريخيا في حل مشكلة الفقر المدقع وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.

وبعد 75 عاما من التغيرات الهائلة، فإن الصين لا تزال قادرة على تحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع مع العالم وذلك لأن الصين وضعت نفسها دائمًا في اتجاه التنمية البشرية، وتفاعلت بشكل إيجابي مع العالم، وتطورت معا، ودفعت نظام الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية.

وتكمن المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين بين الصين والعالم أولا في إدارة شؤونها بشكل جيد وتطوير نفسها في عالم مترابط بشكل وثيق. وفي الأيام الأولى لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، كانت الصناعة مستنفدة بالكامل تقريبا، وطورت الصين صناعتها من خلال التعلم والبحث والتطوير المستقل، مما أرسى الأساس للاندماج في الاقتصاد العالمي. وفي عام 1978، بدأت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصيني الرحلة التاريخية للإصلاح والانفتاح. وفي هذا الوقت، تحتاج السوق العالمية إلى مزيد من التوسع، وتتحرك الصين والعالم في كلا الاتجاهين. وفي عام 2001، انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية، لتصبح بذلك علامة بارزة في مشاركتها العميقة في العولمة الاقتصادية. ومنذ ذلك الحين، أوفت الصين بالكامل بالتزاماتها في إطار منظمة التجارة العالمية، وفتحت أسواقها بشكل كبير، وطورت تجارتها الخارجية، ونظمت معارض عالمية، وأصبح اندماجها مع العالم أقرب على نحو متزايد. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، عززت الصين التحوُّل والتحديث الاقتصاديين من خلال تعميق الإصلاحات بشكل شامل وتعزيز التنمية العالية الجودة بشكل مستمر.

وحققت الصين تنميتها الخاصة من خلال الإصلاح والانفتاح، وفي الوقت نفسه عززت الرخاء والاستقرار العالميين من خلال تنميتها الخاصة، لتصبح المثبت الرئيسي ومصدر القوة للاقتصاد العالمي. وكانت السوق وسلاسل الإنتاج والإمداد والابتكار والاستثمار هي الكلمات الرئيسية لفهم "الفرص الصينية".

وشكلت السوق أندر الموارد، حيث جذبت السوق الصينية الكبيرة للغاية المزيد من الشركات الأجنبية للاستثمار وتأسيس الأعمال التجارية. وفي العقد الماضي على وجه الخصوص، نفذت الصين بشكل عميق استراتيجية توسيع الطلب المحلي، وأصبح دور الاستهلاك باعتباره "المحرك الرئيسي" في دفع النمو الاقتصادي بارزا على نحو متزايد. وفي عام 2023، أنشأت الصين 53766 شركة جديدة باستثمارات أجنبية بزيادة سنوية نسبتها 39.7%، وبلغ المبلغ الفعلي لرأس المال الأجنبي المستخدم 1.13 تريليون يوان، لتتبوأ المرتبة الثانية في العالم. وقال الرئيس التنفيذي لشركة أديداس الألمانية بيورن غولدن، إن "الصين مهمة للغاية بالنسبة لشركة أديداس". وقد افتتحت الشركة حوالي 7500 متجر في الصين وستطلق المزيد من المنتجات في الصين في المستقبل.

وتعد سلاسل الإنتاج والإمداد ضمانة مهمة للتنمية الاقتصادية العالمية. وعندما تأسست جمهورية الصين الشعبية، كان لا بد من استيراد أعواد الثقاب والمسامير، والآن أصبحت الدولة الوحيدة في العالم التي لديها جميع الفئات الصناعية المدرجة في كتالوج التصنيف الصناعي للأمم المتحدة. ومن "800 مليون قميص مقابل طائرة واحدة" إلى طائرة الركاب الكبيرة C919 المطورة ذاتيًا، وتتزايد مكانة الصين في سلسلة الإمداد العالمية يوما بعد آخر. ومن "صنع في الصين" بسعر منخفض إلى "اُبتكر في الصين" بجودة عالية، وتواصل الصين توفير إمدادات وفيرة للعالم. ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، فإن أكثر من نصف السيارات الكهربائية المباعة على مستوى العالم العام الماضي أُنتجت في الصين.

وفي الوقت الحاضر، تعمل الصين بقوة على تطوير القوى الإنتاجية الحديثة النوعية وتطلق المزيد من الابتكارات في تفاعلها المتعمق مع العالم. وفي عام 2023، زادت نسبة القيمة المضافة الصينية لاقتصاد يضم صناعات جديدة وأشكال أعمال جديدة ونماذج أعمال جديدة كمحتواه الأساسي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.4 نقطة مئوية مقارنة بعام 2016. وأظهر أحدث تقرير صادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية أن تصنيف الابتكار العالمي للصين ارتفع مركزا واحدا من العام الماضي إلى المركز الحادي عشر، مما يجعلها واحدة من الاقتصادات التي تتمتع بأسرع الابتكارات صعودا في العقد الماضي.

وفي الوقت نفسه، عززت الاستثمارات الصينية في الخارج التنمية الاقتصادية المحلية. وفي عام 2023، بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين 177.29 مليار دولار أمريكي، ويمثل ذلك 11.4% من الحصة العالمية، وتبوأت المرتبة الأولى في العالم لمدة 12 عاما متتالية، وشكلت أكثر من 10% من الحصة العالمية لمدة ثماني سنوات متتالية. وقال مدير وكالة ترويج الصادرات المجرية جابور جيني مؤخرا إن التعاون الاستثماري للشركات الصينية في المجر يشمل تصنيع السيارات والمعلومات الإلكترونية والخدمات اللوجستية وغيرها من المجالات، مما يجلب التكنولوجيا المتقدمة والخبرة الإدارية إلى المجر.

ومن منظور أوسع، تنعكس المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين بين الصين والعالم أيضا في تعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح من خلال المشاركة المتعمقة في الحوكمة العالمية. وإذا نظرنا إلى الماضي من الأزمة المالية الآسيوية عام 1997 إلى الأزمة المالية الدولية عام 2008 إلى تأثير جائحة كوفيد-19 واحتدام الصراعات الجيوسياسية نجد أن العولمة الاقتصادية تتقدم وسط التقلبات والمنعطفات ويستمر العجز في التنمية العالمية في التزايد.

ولحل مشاكل التنمية، اتخذت الصين إجراءات تراوحت من الدعوة إلى وضع قضايا التنمية في مركز الأجندة الدولية إلى اقتراح البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" وثلاث مبادرات عالمية كبرى، ومن مساعدة الدول النامية على مواجهة مختلف المخاطر والتحديات إلى معارضة الحصار التكنولوجي والفصل من جانب بعض الدول الغربية، دعت الصين دائما إلى "التشاور المشترك والإسهام المشترك والمنافع المشتركة" لضمان أن تعود نتائج التنمية بالنفع على الجميع. وفي قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي التي عقدت منذ وقت ليس ببعيد، اقترحت الصين "إجراءات الشراكة العشرة" لكي تعمل الصين وأفريقيا معا لتعزيز التحديث وبذل الجهود لتعزيز العولمة الاقتصادية الشاملة.

ولا يمكن للصين أن تتطور بدون العالم، ولا يمكن للعالم أن يتطور بدون الصين. وقد أثبتت هذه الحقيقة البسيطة عبر 75 عاما من التاريخ، وسيستمر التحقق منها في المستقبل. واتخذت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي عقدت مؤخرا ترتيبات منهجية لمواصلة تعميق الإصلاحات بشكل شامل. و"أُزيلت" القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع، ووُسعت الصناعات الخدمية مثل رعاية المسنين والرعاية الطبية للانفتاح. وشهدت الصين التي تواصل توسيع انفتاحها تغيرات جديدة في كل لحظة وتجلب فرصا جديدة للعالم. وقالت الرئيسة البرازيلية السابقة ديلما روسيف إن الصين حققت خلال الـ75 عاما الماضية "إنجازات تنموية لا مثيل لها" وستعمل أيضا على تشجيع العالم لبناء مستقبل مشرق بمصير مشترك.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号