29 سبتمبر 2024 / شبكة الصين/ حققت قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) لعام 2024، التي عقدت مؤخرا في بكين، نجاحا باهرا، حيث ناقش الجانبان الصيني والأفريقي موضوع "التعاون المشترك لتحقيق التحديث وبناء مجتمع المصير المشترك الصيني الأفريقي"، مستعرضين مسار الصداقة بين الصين والقارة السمراء. وأشاد الجانبان بتقدّم تنفيذ نتائج المنتدى، وتوصّلا إلى توافق سياسي واضح حول تعزيز التعاون الشامل بين الصين وأفريقيا. وفي هذا السياق، أولت وسائل الإعلام الأفريقية اهتماما بالغا لهذه القمة، معتبرة أنها وضعت إطارا جديدا للعلاقات الصينية الأفريقية، في خطة لتنفيذ "عشرة أعمال للشراكة" لتعزيز التحديث المشترك بين الصين وأفريقيا، مما سيسهم في توحيد قوة التعاون بين الشعب الصيني والشعوب الأفريقية، ويدعم التحديث للجنوب العالمي.

ومن جهتها، نشرت صحيفة "ستار" الكينية مقالا بعنوان "التعاون الصيني الأفريقي: كيف تعزز الشراكة التنمية"، أشار إلى أن منتدى التعاون الصيني الأفريقي، منذ تأسيسه في عام 2000، شهد تطورا ونموا مستمرين وحقق نتائج مثمرة، مما جلب فوائد ملموسة للشعب الصيني والشعوب الأفريقية البالغ عددهم أكثر من 2.8 مليار نسمة، مضيفا أن الصين أعلنت عن مخططات جديدة لدعم التنمية في أفريقيا، تشمل مجالات التصنيع، وتحديث الزراعة، والبنية التحتية، والتجارة والاستثمار، بما يعزز بناء مبادرة "الحزام والطريق" بجودة عالية ويدعم تنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي 2063.

وأكدت صحيفة "ديلي نيوز" التنزانية في مقال رأي أن قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين، تسهم في تعزيز التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين وتعزز التنمية المستدامة وستستفيد تنزانيا من علاقاتها مع الصين، مشيدة بمشروع تفعيل سكة حديد تنزانيا وزامبيا الذي سيساعدهم في تعزيز التجارة بين البلدين وترقية مستوى تشغيل ميناء دار السلام التنزاني، والمخططات الجديدة التي أعلنتها الصين ومن شأنها أن تساعد تنزانيا في الحصول على تقنيات الري المتقدمة، مما يعزز الأمن الغذائي والتنمية الصناعية في البلاد، إضافة إلى إعلان الصين عن استعدادها لتوسيع سوقها بشكل أحادي، الأمر الذي يوفر تسهيلات لتصدير المنتجات الزراعية والغذائية التنزانية مثل القهوة والأفوكادو إلى الصين.

وفي تعليق على موقع الأخبار المستقل في جنوب أفريقيا، أُشير إلى أن الصين أعلنت عن رفع مستوى العلاقات الثنائية مع جميع الدول الأفريقية التي لديها علاقات دبلوماسية معها إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، مما يعكس التزام الصين ببناء علاقات مستدامة ومرنة مع أفريقيا. وأعلنت الصين عن مجموعة من مبادرات التعاون التي رسمت طريقًا للتعاون يؤدي إلى التحديث، وذلك ليس فقط من أجل تنمية أفريقيا، بل أيضا لدعم التنمية المشتركة لدول الجنوب العالمي.

ومن جانبها، نشرت صحيفة "لابريس" التونيسية افتتاحية أكدت فيها أن قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين بنسختها هذه طرحت "عشرة أعمال للشراكة" تشمل مجالات الارتباطية والتعاون التنموي والصحة العامة والزراعة والرفاه الاجتماعي، مما يضع خطة واضحة للتعاون بين الصين وأفريقيا تهدف إلى تحقيق التحديث على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مضيفة أن هذه القمة "فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين الصين وأفريقيا، كما فتحت نافذة أمل لمستقبلها".

ونشرت شبكة أخبار طريق الحرير الجزائرية مقالا قالت فيه إن الدول الأفريقية مستعدة للتعاون مع الصين، متمسكة بمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، ودافعة عملية التحديث بشكل مشترك. وأشار المقال إلى أن الجانب الصيني سيواصل تقديم الدعم لأفريقيا في مجالات التنمية والأمن، والمساعدة في بناء منطقة التجارة الحرة الأفريقية، وتعزيز التنمية الإقليمية والتواصل البيني، مؤكدًا أن الصين وفرت لأفريقيا فرصا تضفي الثقة على مسار تنميتها.

وفي السياق ذاته، لفتت وكالة الأنباء الموريتانية في مقال نُشر في صحيفة "الأفق" إلى دخول العلاقات الصينية الأفريقية مرحلة جديدة من بناء مجتمع المصير المشترك على مستوى أعلى، في إطار مفهوم الصدق والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية والرؤية الصحيحة للأخلاق والمصالح، مؤكدة أن موريتانيا تشيد بالدعم الذي قدمته الصين للدول الأفريقية في مختلف المجالات على مدى السنوات الماضية، معربة عن استعدادها لتعزيز التعاون والتضامن مع الصين.

وأفاد تقرير لمجلة "تشالينجر" المغربية بأن الصين قدمت دعما كبيرًا لتطوير مختلف القطاعات في الدول الأفريقية، حيث استفاد المغرب بشكل كبير من هذا الدعم، مشيرا إلى أن الشركات الصينية تستثمر في خطوط إنتاج قطع غيار السيارات الحديثة والمصانع العملاقة لبطاريات السيارات الكهربائية في المغرب مما يعزز التنمية الاقتصادية بالبلاد.

ونشرت صحيفة "المجاهد" الجزائرية مقالًا قالت فيه إن الصين وأفريقيا حققت نتائج مشجعة من العمل معا في بناء مبادرة "الحزام والطريق"، مؤكدة أن الجزائر ستواصل المشاركة بنشاط في بناء هذه المبادرة بجودة عالية، مضيفة أن تعزيز التعاون الصيني الأفريقي سيساعد الجزائر في بناء شبكات السكك الحديدية والطرق والطاقة والكهرباء، ويجذب المزيد من الشركات الصينية للاستثمار في الجزائر، وأشارت إلى أن هناك توافقا واسعا بين الجانبين بشأن القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، معربة عن استعداد الجزائر للعمل مع الصين على الدفاع عن العدالة الدولية والحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية، "والمساهمة بالتحديث الصيني الأفريقي في دعم التحديث للجنوب العالمي وفي بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية."