13 سبتمبر 2024 / شبكة الصين/ نظم مركز الصين والعولمة مؤخرا، على هامش أعمال المنتدى العام لمنظمة التجارة العالمية لعام 2024 المنعقد بمدينة جنيف في سويسرا، ندوة بعنوان "الاستفادة من التحول الأخضر في الصين للتخفيف من تغير المناخ العالمي ــ الرؤى والفرص والتحديات". وركزت الندوة على سياسات التجارة والتصدي لتغير المناخ، إضافة إلى مساهمة الصين الفعّالة في هذا المجال.

وترأس الندوة رئيس مجلس إدارة مركز الصين والعولمة وانغ هوي ياو، ولاقت المناقشات تفاعلا كبيرا من الحضور، إذ جذبت أكثر من 100 ممثل من أعضاء منظمة التجارة العالمية من الصين والولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا، إضافة إلى وسائل الإعلام ومراكز الفكر. 

وصرح يي شياو جون، نائب وزير التجارة الصيني السابق ونائب المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية، بأن قطاع الطاقة المتجددة في الصين قد ساهم بشكل كبير في تقليل الانبعاثات العالمية، مضيفا أن منتجات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الصينية ساعدت في عام 2022 دول العالم على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 573 مليون طن، إلى جانب توفير منتجات طاقة جديدة بأسعار ميسورة، مما ساهم في تخفيف الضغوط التضخمية.

وأشار يي إلى أن تطور قطاع الطاقة المتجددة في الصين لم يعتمد على الدعم الحكومي، مؤكدًا أن نمو القطاع جاء بفعل المنافسة الشديدة في السوق، والتطور السريع للتكنولوجيا، والتوسع المستمر في حجم السوق، أما السياسات الحكومية فقد لعبت دورا توجيهيا في تشجيع البحث والتطوير، وتنفيذ مشاريع البنية التحتية، وتنمية السوق الاستهلاكية، محذرا من أن السياسات الحمائية التي تتبناها بعض الدول تشكل عقبة خطيرة أمام الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.

من جانبها، أكدت أمينة محمد، وزيرة الخارجية الكينية السابقة، أن التحول الأخضر في الدول الأفريقية يخلق فرصا كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والصناعات المعدنية، إلا أن دول القارة بحاجة إلى جذب الاستثمارات والتكنولوجيا الأجنبية وتعزيز قدراتها الإنتاجية المحلية، مشددة على أهمية التعاون الدولي في ظل التحديات التي تواجه أفريقيا وسط الحروب التجارية والسياسات الحمائية.

وأوضحت إيلفيريه فابري، خبيرة السياسات المناخية في الاتحاد الأوروبي، أن الصين تحتل مكانة رائدة في سلاسل إمداد الطاقة المتجددة، رغم التوترات التجارية مع أوروبا حول السيارات الكهربائية، ما يشير إلى ضرورة الحفاظ على علاقات وثيقة مع الصين وجذب الاستثمارات الصينية للاستفادة من فرص التنمية الخضراء المشتركة.

بدوره، دعا آدم بوسن، رئيس معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إلى تعزيز التعاون بين أوروبا والصين عبر اتفاقيات ثنائية ذات معايير عالية.

وأجمع المشاركون في الندوة على أن سياسات الدول في التصدي لتغير المناخ وتعزيز التحول الأخضر يجب ألا تتعارض مع القواعد المتعددة الأطراف، مؤكيدن على أهمية دور منظمة التجارة العالمية في صياغة أجندة تجارية إيجابية وتعزيز التنسيق بين السياسات التجارية والسياسات المعنية الأخرى.

وتُعد هذه الندوة خطوة إضافية في مشاركة الصين الفعّالة في إصلاح نظام الحوكمة العالمية، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية. 

ونظمت الصين الندوة ضمن فعاليات المنتدى العام لمنظمة التجارة العالمية، وهو حدث دبلوماسي رئيسي للمنظمة، والذي يركز في نسخته لهذا العام على موضوع "إعادة العولمة من أجل تجارة أفضل وعالم أفضل"، ويحتضن أكثر من 130 ندوة.