11 سبتمبر 2024 /شبكة الصين/ بالنسبة للجراح يانغ شياو دونغ، القادم من مقاطعة جيانغسو شرقي الصين، فقد كانت تجربته التي استمرت 15 شهرا في تقديم الخدمات الطبية لسكان جزيرة زنجبار الاستوائية الأفريقية لا تُنسى وذات مغزى.

وقال يانغ، قائد الفريق الطبي الصيني الـ29 إلى زنجبار من يوليو 2019 حتى أكتوبر 2020، إن الموارد الطبية المحدودة في أفريقيا تشكل تحديا أساسيا لأعضاء الفرق الطبية الصينية، "لكن مهمة علاج المرضى تدفعنا إلى بذل قصارى جهودنا لتخفيف معاناتهم".

وخلال فترة خدمته في زنجبار، كان يانغ قد أنقذ حياة شاب محلي تعرض لإصابات خطيرة جراء حادث دراجة نارية، وقال "طلب الشاب مساعدتنا بعد أن عجز الأطباء المحليون عن علاج إصابته الشديدة في الكبد"، مضيفًا أن الشاب تعافى بعد خضوعه لجراحة معقدة. وأشار إلى أنه بينما كان الفريق الطبي يستعد لمغادرة زنجبار، أصر الشاب على توديع الفريق والتعبير عن امتنانه.

ويانغ واحد من بين آلاف الأطباء الصينيين الذين قدموا الرعاية الطبية التي تشتد الحاجة إليها للمجتمعات المحلية في جميع أنحاء القارة السمراء، خاصة تلك الموجودة في المناطق النائية.

وفي عام 1963، أرسلت الصين أول فريق طبي لها إلى الجزائر. ومنذ ذلك الحين، تعمل مجموعات متتالية من الأطباء الصينيين في أفريقيا، حيث تقدم المساعدات والخدمات الطبية الأساسية للسكان المحليين. وقال الطبيب وو مين شيان القادم من مقاطعة خنان وسط الصين "في أفريقيا، أقدر القيمة الكبيرة لكوني طبيبا". وقدم وو مساعدات طبية في أفريقيا لنحو 11 عاما ما بين إريتريا وزامبيا وإثيوبيا.

وحتى الآن، أرسلت الصين حوالي 25,000 عضو فريق طبي إلى 48 دولة أفريقية، قدموا الرعاية الطبية لنحو 230 مليون مريض، وكسبوا قلوب الشعوب الأفريقية بتفانيهم في أداء الواجب.

وقال ناصر أحمد مزروعي، وزير الصحة في زنجبار "اندمج الفريق الطبي الصيني بشكل عميق في الحياة اليومية لسكان زنجبار"، مشيدا بالأطباء الصينيين ووصفهم بأنهم "ملائكة حقيقيون".

ويتذكر الشاب الإثيوبي جيزاهين تيلاهون، كيف أنقذه الفريق الطبي الصيني بعد معاناته من مرض غامض استمر لأكثر من عامين، تسبب في فقدانه 21 كيلوغراما وشحوب في الجلد والعينين.

فبعد فشل تحديد نوعية المرض الذي يعانيه، نُقل تيلاهون إلى المستشفى التخصصي الشامل للقوات المسلحة في إثيوبيا، لتلقي الفحص على يدي أعضاء الفريق الطبي الصيني. وبالفعل جرى تشخيص إصابته بورم في البنكرياس.

وعلى الرغم من افتقار المستشفى إلى الخبرة في مثل هذه الجراحات، تعاون الأطباء الصينيون مع نظرائهم المحليين لإنقاذ حياة تيلاهون، حيث خضع لجراحة استغرقت 8 ساعات. وقال تيلاهون "لا أستطيع التعبير عن مدى امتناني بالكلمات، لقد منحني الأطباء الصينيون حياة جديدة".

ورغم التحديات العديدة، واصل الأطباء الصينيون إنقاذ الأرواح وعلاج الأمراض وتعزيز روح النوايا الحسنة في جميع أنحاء أفريقيا. ففي مارس الماضي، أشاد نائب رئيس زيمبابوي قسطنطين تشيوينجا بالفريق الطبي الصيني العشرين لجهوده في تقديم خدمات صحية فعّالة للمجتمعات المحلية.

وقال تشيوينجا في كلمة ألقاها خلال حفل وداع الفريق "تقديم الخدمات الطبية في زيمبابوي يستلزم الكثير من تضحيات البعد عن الوطن والأسرة والأصدقاء لعام كامل، ونعتز بالتزامكم الثابت بإنقاذ البشرية".