arabic.china.org.cn | 06. 09. 2024 |
6 سبتمبر 2024 / شبكة الصين / استضاف الرئيس شي جين بينغ، مساء يوم 4 سبتمبر الجاري، وعقيلته بنغ لي يوان، مأدبة بقاعة الشعب الكبرى في بكين، ترحيبا بالضيوف الأفارقة والدوليين الموجودين في العاصمة الصينية لحضور قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك).
وذكر الرئيس شي في خطاب ألقاه خلال المأدبة عدة مرات "مجتمع مصيرمشترك صيني-أفريقي"، مؤكدا أن "هذا المجتمع يقوم على أسس متينة، وينطلق من منظور عظيم نحو آفاق واسعة"، باعتباره مثالا ساطعا لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. ومن المؤكد أن هذه القمة ستصبح حدثا تاريخيا لتنمية مجتمع مصيرمشترك صيني–أفريقي في العصر الجديد.
وفي هذه الأيام، يجتمع في بكين رؤساء وممثلو أكثر من 50 دولة من أعضاء منتدى التعاون الصيني- الأفريقي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والأمين العام للأمم المتحدة، إضافة إلى رؤساء منظمات دولية أخرى، حيث سُجل حضور قياسي لقادة دول العالم، وجعل ذلك القمة أكبر حدث دبلوماسي استضافته الصين في السنوات الأخيرة، وأكسبها أهمية كبيرة في تاريخ التبادلات بين الصين والدول الأفريقية و"الجنوب العالمي".
وفي هذا السياق، شهدت قمة بكين 2024 لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي ولا تزال اهتماما بالغا ومتزايدا على عدة مستويات. ووفقا للإحصاءات، سُجل أكثر من 3000 صحفي محلي وأجنبي لتغطية القمة، ويمثل ذلك رقما قياسيا لجميع المنتديات السابقة. وتجاوز عدد المشاركين في مؤتمر رواد الأعمال الصيني الأفريقي، وهو أحد الفعاليات المهمة للقمة 1000 شخص، مع تسجيل 408 ممثلين من 48 دولة أفريقية.
وبالتوازي مع هذا الاهتمام المتزايد، ترتقي مستويات التعاون الصيني الأفريقي باستمرار. ومن المتوقع أن تحقق القمة ثلاثة إنجازات جديدة: أولا استهلال رحلة جديدة لبناء مجتمع مصيرمشترك صيني-أفريقي، ثانيا تعزيز زخم جديد لتعميق التعاون في مختلف المجالات، ثالثا كتابة فصل جديد من التفاهم والصداقة بين الشعب الصيني والشعوب الأفريقية.
وقد توسع التعاون بين الجانبين ليشمل مجالات جديدة مثل التنمية الخضراء والصحة والتمويل والابتكار الرقمي. وخلال مؤتمر رواد الأعمال الصيني الأفريقي، ناقش المشاركون موضوعات مثل "تعزيز التكامل بين سلاسل الصناعة والتوريد" و"تطوير الصناعات الناشئة". وأصبح التعاون في مجال مركبات الطاقة الجديدة واحدا من أبرز محاور القمة. ويعتبر التكامل العميق بين الصين وأفريقيا، إلى جانب توفق القدرة الإنتاجية الصينية، وآمال أفريقيا الكبيرة في هذا التعاون، دعما قويا يسهم في تعزيز مسيرة التحديث المشتركة للجانبين.
ويواصل التعاون بين الصين وأفريقيا تعمقه وتوطده، وتدوم روح التعاون والصداقة بينهما عبر الزمان، وذلك يعود إلى المصير المشترك الذي يجمع الطرفين في كل مرحلة من مراحل تطور العلاقات الصينية الأفريقية. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أطلق الجيل الأول من القادة الصينيين مع نظرائهم الأفارقة حقبة جديدة من التعاون. ومنذ مطلع القرن الحادي والعشرين، وخاصة بعد دخول العصر الجديد، شهدت علاقات التعاون بين الصين وأفريقيا تعزيزا متعدد الأبعاد وحققت نتائج عديدة تغطي مختلف المجالات، كالتجارة والزراعة والتعليم والتكنولوجيا والرعاية الصحية. وفي عام 2023، بلغ حجم التجارة بين الصين وأفريقيا 282.1 مليار دولار، مما عزز مكانة الصين كأكبر شريك تجاري لأفريقيا للعام الخامس عشر على التوالي. ومن جانبه، أوضح الرئيس شي أبرز سمات العلاقات الصينية الأفريقية بقوله:"نقف جنبا إلى جنب في مواجهة الإمبريالية والاستعمار والهيمنة، ونتقدم معا من أجل التنمية والنهضة وتحقيق أحلامنا للتحديث".
وفي السنوات الأخيرة، حققت أفريقيا تحسنا ملموسا في مستويات الصناعة وتعزيزا ملحوظا للقدرات الأساسية، مدعومة من مبادرة "الحزام والطريق"، فيما أولت دورات منتدى التعاون بين الصين وأفريقيا في خطط عملها اهتماما بالغا لتحقيق التكامل الصناعي وتعزيز القطاعات الصناعية. وحتى الآن، وقعت 52 دولة أفريقية ومفوضية الاتحاد الأفريقي بوثائق تعاون مع الصين في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، كما تستعد الصين لإبرام اتفاقيات جديدة مع عدد من الدول الأفريقية لمواصلة تعميق الشراكة. وعلى أساس ذلك، تمكن الجانان الصيني والأفريقي من خلال التعاون بينهما من بناء أو إنشاء طرق عامة تمتد 100 ألف كيلومتر، وسكك حديدية يزيد طولها على 10 آلاف كيلومتر، بالإضافة إلى ما يقارب من ألف جسر ومائة ميناء حيث أحدث ذلك بدوره نقلة نوعية في شبكات النقل الأفريقية، كما عزز كفاءة اللوجستيات وسهّل الوصول إلى الأسواق، وأسهم بشكل فعّال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للدول الأفريقية.
وجدير بالذكر أن هناك تحولا لافتا في نبرة الإعلام الغربي فيما يتعلق بقمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين، حيث سلط الضوء على سر التأثير الجاذب الصيني في أفريقيا والأسباب التي جعلت الدول الأفريقية تدعم بكين، وفي الماضي كان عادةً ينتقد الصين وتعاونها مع أفريقيا، ورغم التزامه بترديد الاتهامات المتكررة حول "فخ الديون" وغيرها من الادعاءات التي دحضتها الوقائع مرارا، فاضطرت بعض المنابر التي طالما توقعت فشل التعاون بين الصين وأفريقيا إلى الاعتراف بأن الدول الأفريقية قد جنت فوائد جمة من تعاونها مع الصين، الأمر الذي دلّ على إسهام التعاون الصيني الأفريقي في تقديم موجهات مُلهِمةللاقتصاد العالمي في زمن تواجه فيه العولمة الاقتصادية أزمة ثقة عميقة، وذلك يقوم على جهود الجانبين الصيني والأفريقي في تكبير الكعكة الاقتصادية لتحقيق عولمة اقتصادية أكثر شمولا وفائدة للجميع.
ويقول مثل أفريقي: "لا يمكنك ربط العقدة بيد واحدة"، كما يقول مثل صيني:"الخيط وحده لا يصنع نسيجاً، ويد واحدة لا تصفّق". ومن خلال التعاون المثمر والاستفادة المتبادلة، حققت الصين وأفريقيا إنجازات عظيمة، وتتعزز ثقتنا في أن الشعب الصيني والشعوب الأفريقية، التي يزيد عددها عن 2.8 مليار نسمة، ستضخ زخما جديدا في التعاون بين دول "الجنوب العالمي"، راسمةً بذلك خريطة طريق جديدة لبناء مجتمع مصيرمشترك للبشرية.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |