6 سبتمبر 2024 / شبكة الصين / انعقدت مؤخراً قمة تشينغداو الخامسة لقادة الشركات متعددة الجنسيات في مدينة تشينغداو التابعة لمقاطعة شاندونغ شرقي الصين، حيث أصبح "التحديث الصيني النمط" الكلمة الأكثر ترديدا بين المشاركين. ويرى العديد من رؤساء الشركات متعددة الجنسيات أن التحديث الصيني النمط ينطوي على فرص غير محدودة ويضيف قوة دافعة جديدة لتطوير الشركات متعددة الجنسيات في الصين.

وقال وانغ ليه، نائب الرئيس التنفيذي العالمي لشركة أسترازينيكا البريطانية للأدوية الحيوية ورئيس مجلس إدارة الأعمال الدولية للشركة ورئيسها الصيني ، إنه في الوقت الحالي، تعمل الصين على تعزيز تعديل الهيكل الصناعي، وتطوير قوى إنتاجية جديدة النوعية، وهي في طليعة العالم في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة، مضيفا أن الشركات متعددة الجنسيات، إذا لم تتمكن من مواكبة خطوات التحديث الصيني النمط "فستخسر في المنافسة".

ومن وجهة نظر وانغ، فإن الصين ليست مجرد سوق كبيرة و"مصنع كبير"، بل أيضا مصدر مهم للابتكار. فقد أصبح مركز البحث والتطوير الصيني التابع لشركة أسترازينيكا في الوقت الحاضر مركزا إستراتيجيا عالميا للبحث والتطوير، حيث يشرف على أكثر من 200 مشروع ومزامنة الأبحاث الرئيسية عالميا، وقال "الابتكار الصيني يتخطى عند المنحنى، ونواصل تعزيز نتائج الابتكار الصينية عالميا من خلال التعاون، فمنذ عام 2023، توصلت شركتنا إلى تعاون عالمي في مجال الترخيص مع 9 شركات أدوية صينية مبتكرة محلية، بإجمالي قيمة تفوق 6.5 مليار دولار."

وبعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، دخلت المزيد من الشركات متعددة الجنسيات إلى الصين، وقدمت مساهمات مهمة في مسيرة التحديث الصيني النمط وحققت أرباحا ضخمة من استثماراتها في الصين. فيرى المشاركون في القمة أن تقدم التحديث الصيني النمط سيوفر بالتأكيد فرصا جديدة لتنمية الشركات متعددة الجنسيات.

ووفقا للتقرير البحثي بعنوان "الشركات متعددة الجنسيات في الصين: تقاسم فرص جديدة من التحديث الصيني النمط" الذي تم تقديمه خلال حفل افتتاح القمة، فإن التحديث مع عدد كبير من السكان يعزز خلق سوق محلية موحدة توفر مساحة واسعة للطلب في السوق للشركات متعددة الجنسيات؛ كما أن التحديث القائم على أساس الرخاء المشترك يعزز التكامل الحضري الريفي والتنمية الإقليمية المنسقة، ويدعم التنمية المبتكرة للقوى الإنتاجية جديدة النوعية، مما يساعد الشركات متعددة الجنسيات على تحسين تخطيطها الإستراتيجي؛ وبالإضافة إلى ذلك، يخلق التحديث المتوافق مع الحضارة المادية والحضارة الروحية بيئة أعمال موجهة نحو السوق وقانونية ودولية من الدرجة الأولى، مما يوفر أفضل الخيارات السوقية للشركات متعددة الجنسيات؛ كما أن التحديث الذي يتعايش فيه البشر والطبيعة بشكل متناغم يعزز التحول الأخضر للاقتصاد والمجتمع الصينيين، ما يدعم التنمية العالية الجودة للشركات متعددة الجنسيات. أما التحديث الذي يتبع طريق التنمية السلمية فيخلق منصة مفتوحة على مستوى أعلى، ويوفر المزيد من اليقين في القرارات التجارية للشركات متعددة الجنسيات.

وفي السنوات الأخيرة، واصلت الصين تعزيز إستراتيجية التنمية الإقليمية المنسقة، واستفادت المناطق الوسطى والغربية من مزايا تكلفة عوامل الموارد، وحسنت باستمرار مستويات البنية التحتية، ودعمت سلاسل الصناعة والتوريد، لتصبح تدريجيا نقطة جاذبة جديدة للاستثمارات الأجنبية. ففي عام 2023، بلغ معدل النمو الفعلي للاستثمار الأجنبي في سبع مقاطعات وسط وغربي الصين، بما في ذلك تشينغهاي وقانسو وشانشي، أعلى من 10%.

ويوضح التقرير أنه يجب على الشركات متعددة الجنسيات تعزيز ثقتها، والتعمق في السوق الصينية، والارتقاء بمكانة ومستوى أعمالها الصينية في تخطيطها العالمي، وإنشاء مقر عالمي أو في منطقة آسيا والمحيط الهادي داخل الصين، وتسريع عملية "التوطين" لعمليات الشركة، إضافة إلى وضع خطط طويلة الأجل لترسيخ جذورها في السوق الصينية بناء على إستراتيجية التنمية الخاصة بها، لتحقيق تعاون مربح للجانبين.

واتخذت عدد من الشركات متعددة الجنسيات بالفعل إجراءات ملموسة في هذا الاتجاه، حيث أوضح أرغون بوركاياستا، نائب الرئيس الأول لشركة ريكيت بنكيزر العالمية، أن الشركة تتبع مفهوم "في الصين، ومن أجل الصين" وتعمل بشكل وثيق مع شركاء الأعمال الرئيسيين للاطلاع على السوق الصينية وبيئة العمل فيها والتغيرات المستمرة للتجارة الإلكترونية، حتى تطوّر منتجات جديدة بسرعة أكبر، مشيرًا إلى أن 95% من منتجات ريكيت بينكيزر في الصين مصممة خصيصاً للسوق الصينية، ويتم إنتاج 80% من المنتجات في الصين.

وأضاف أن شركة ريكيت بينكيزر قد أعلنت مؤخراً عن أحدث استثماراتها - إنشاء مركز عالمي للتميز في البحث والتطوير في الصين، وقال بوركاياستا إنه "سيكون أحد مراكز التميز التسعة للبحث والتطوير في العالم للشركة، وسيدعم تطوير العلامة التجارية في الصين، ويزود المستهلكين الصينيين بمزيد من المنتجات المبتكرة المطورة محليا، ويروج لها في جميع أنحاء العالم".

يعد الانفتاح رمزا مميزا للتحديث الصيني النمط. قال شيوي فنغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة ريو تينتو (الصين) إن "انفتاح الصين يعني فرصًا للعالم، وباعتبارها شركة تعدين عالمية، فقد استفادت المجموعة من سياسة الانفتاح التي انتهجتها الصين في العقود القليلة الماضية" وأضاف بالأرقام أن المجموعة زودت الصين بأكثر من 4 مليارات طن من خام الحديد عالي الجودة وغيره من الخامات المعدنية المهمة، وتوسعت الأعمال في الصين لتغطي 19 ميناء، حيث تقدم الخدمات لأكثر من 90 مصنع حديد وصلب...

وأوضح شيوي أن الصين تعمل على تعزيز الانفتاح رفيع المستوى، وتنمية القوى الإنتاجية جديدة النوعية، وتعزيز التحول الأخضر ومنخفض الكربون، وقال "يسعدنا مواصلة المساهمة ونتطلع إلى الاستمرار في كوننا شريكا موثوقا به على طريق التنمية عالية الجودة في الصين".