4 سبتمبر 2024 / شبكة الصين / رصدت وسائل إعلامية دولية أن المسلسلات الصينية أصبحت تكتسب شعبية كبيرة في أفريقيا. وفي ظل تقدم أعمال مشروع "10 آلاف قرية" في القارة السمراء، بدأ مزيد من الأفارقة التعلق بقنوات فضائية تغير أنماط تواصلهم مع الخارج.

الدراما الصينية جذابة

لم تعمل الصين حاليا على بناء شبكات الطرق والسكك الحديدية في الدول الأفريقية فحسب، بل نجحت كذلك في بناء شبكة تلفزيونية ضخمة لبث أعمال الدراما التاريخية ومسلسلات الكونغ فو، بحسب تقرير نشره موقع صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.

وقال موقع Kenyabuzz الإخباري الكيني إن المجتمع الأفريقي، وخاصة في كينيا، يولي اهتماما كبيرا بالدراما التلفزيونية الصينية، في وقت تكتسب فيه شعبية متزايدة في الدول الأفريقية. وأوضح أن ذلك لا يرجع إلى الخدمات المميزة التي تقدمها شركة ستارتايمز الصينية فحسب، بل إلى القيم المماثلة التي تتمتع بها الصين وأفريقيا في شتى الجوانب، لتمكين الدراما التلفزيونية الصينية من جذب المزيد من المشاهدين الأفارقة.

ورصد الموقع أن عددا غير قليل من الأفارقة بدأوا تعلم اللغة الصينية انطلاقا من اهتمامهم الخاص بالدراما الصينية.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن قروية كينية تُدعى أليانا أبدت إعجابها بالأعمال التلفزيونية والسينمائية الصينية على نحو خاص، وأكدت على أنها لا يمكنها النوم دون متابعة الحلقات الجديدة.

ويبدو أن أليانا ليست الوحيدة التي أغريت بالدراما الصينية، بل شارك كثير من مرتادي الإنترنت الأفارقة حبهم للدراما الصينية.

هدية من الصين

وذكر تقرير "بي بي سي" أن مشروع "10 آلاف قرية أفريقية"، بوصفه خطوة ضمن أعمال قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في جوهانسبرغ عام 2015 لتعزيز تعاون الجانبين في المجال الثقافي والإنساني، يهدف إلى ضمان وصول خدمة البث التلفزيوني للقنوات الفضائية إلى 10 آلاف قرية أفريقية.

وقال التقرير "من الواضح أن ذلك أحد أوجه حسن النية"، مضيفا أن قرويا كينيا يدعى نيكولاس نجو أعرب عن سعادته بمشاهدة أداء منتخب بلاده خلال منافسات أولمبياد باريس 2024 على التلفاز مع أفراد أسرته وأصدقائه، وقال "قبل وصول قريتنا إلى خدمة البث التلفزيوني للقنوات الفضائية، لم نشاهد المنافسات الأولمبية لسنوات عديدة".

وأشار التقرير إلى أن نيكولاس ليس المستفيد الوحيد من جهود الشركة الصينية المبذولة لتوفير الخدمة في القارة السمراء. فقد أنجزت شركة ستارتايمز الصينية إنشاء أول نظام بث تلفزيوني رقمي أرضي بأفريقيا في رواندا عام 2008، وتعمل حاليا كمورد مهم لخدمة البث التلفزيونية للقنوات الفضائية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وذكر التقرير أن القرويين تذكروا تعبير ممثل الشركة الصينية بمناسبة وصول القرية إلى خدمة البث التلفزيوني للقنوات الفضائية، حيث قال "إنها هدية من الصين".

وقالت بي بي سي نقلا عن محللين وخبراء إنه بالنسبة إلى شريحة كبيرة من الأفارقة، يمثل ذلك المرة الأولى التي بدأوا فيها متابعة القنوات الفضائية، ما غير أنماط تواصلهم وتفاعلهم مع الخارج.