4 سبتمبر 2024 / شبكة الصين / اجتاح تيار جديد من السياحة أنحاء الصين مؤخرا، وهو "التوجه إلى مدينة من أجل حضور حفل موسيقي وبالتالي إجراء أنشطة سياحية فيها"، حيث اعتمدت عدد من الأماكن سياسات لدعم تنظيم الحفلات الموسيقية أو العروض الفنية والمسرحية، بوصفها مشاريع مهمة لجذب الزوار والسياح. وبينما تحفز الحفلات الموسيقية نمو الأنشطة الاستهلاكية في قطاعات النقل والإقامة والمطاعم والسياحة، فإنها تسهم أيضا في تنشئة فرص تجارية أخرى، مثل تصنيع المستلزمات لتشجيع النجوم والنجمات والمكياج والتصوير.

واعتمدت مدينة تاييوان حاضرة مقاطعة شانشي إجراءات "السماح لحاملي تذاكر الحفلات الموسيقية بزيارة بعض الوجهات السياحية المحلية واستقلال وسائل النقل العام مجانا، قبل أو بعد ثلاثة أيام من الحفلات"، الأمر الذي مدد وقت زيارة المشاركين في الحفلات لهذه المدينة.

وسبب مهم آخر وراء الإقبال المتزايد على المشاركة في هذا التيار هو "السعى لتجربة مميزة". ويبدو أن تلبية حاجات الناس العاطفية وترقية تجربتهم إلى مستوى جديد هما مفتاح لتوفير الخدمات النوعية.وسواء إضاءة المعالم السياحية لاستقبال الزوار أو تقديم الهدايا الخاصة لهم أو تنظيم عرض الطائرات المسيرة والألعاب النارية، لم يوفر ذلك بكل تفاصيله مزيدا من القيمة العاطفية للزوار فحسب، بل يسهم في تنشئة اقتصاد التجربة.

ومع التركيز على التجربة، يسهم اقتصاد التجربة في تنمية مزيد من المدن. وعلى سبيل المثال، فإن مدينة تشيويتشو التابعة لمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين استضافت أول حفل موسيقي حي في الصين لعام 2023، واستقطب عددا كبيرا من عشاق الموسيقى بفضل جهود المدينة المبذولة لتحسين خدماتها في كل حلقة، مما حقق إيرادات من السياحة تُقدر بحوالي 124 مليون يوان. وبعد ذلك، نُظمت حفلات موسيقية كبيرة فيها. وحققت خلال عطلة عيد العمال المستمرة لـ5 أيام في العام الجاري إيرادات سياحية تجاوزت 1.373 مليار يوان.

ومع تجزئة القطاعات وتنمية اقتصاد الخدمات، تجذب أشكال الأعمال الجديدة التي تتمحور حول اقتصاد التجربة مزيدا من الزبائن، سواء في الحضر أو بالمناطق الريفية، وذلك لتشجيع الأنواع الجديدة من الاستهلاك.

وفي المناطق الريفية ببلدية شانغهاي، يبدو أن الأنشطة المفعمة برائحة التراب تمثل تجربة جديدة تسهم في تنشيط الاقتصاد الريفي المحلي.

وفي منطقة جبال جينماي بمقاطعة يوننان الحدودية، تمثل تجربة العناصر والخصائص الثقافية المحلية وجهة جذب مميزة للزوار وتجلب مزيدا من الفرص التنموية لهذه المنطقة النائية.

وفي ظل التأكيد على الدور القيادي للاستهلاك في تحفيز النمو الاقتصادي، لا شك أن اقتصاد التجربة يتمتع بآفاق واسعة. ومع إسهامه في تلبية حاجات الناس إلى حياة أجود على نحو أفضل، سوف يأتي بمزيد من الإمكانات لتنمية الاقتصاد المحلي.