أشخاص يقومون بتجربة سيارة كهربائية في شركة هانلين أفريقيا لتكنولوجيا الطاقة الجديدة المحدودة في نيروبي في كينيا، في 2 مايو 2024

3 سبتمبر 2024 /شبكة الصين/ إن الشراكة الوثيقة بين الصين وأفريقيا في مجال الطاقة المتجددة تعمل على دفع القارة نحو التنمية المستدامة وبالتالي تحقيق مستقبل أكثر خضرة، وهذا مثال للتعاون بين بلدان الجنوب لمواجهة التحديات العالمية.

تواجه أفريقيا، إحدى المناطق الأكثر عُرضة لتغير المناخ، حاجة ملحة للانتقال إلى اقتصاد أخضر منخفض الكربون. ويزداد ضعفها نظرا لاعتماد القارة على الزراعة التي تتأثر بشدة بالتقلبات المناخية.

وعلى الرغم من هذه التحديات، تتمتع أفريقيا بإمكانات هائلة، فسكانها الشباب والديناميكيون، إلى جانب التحول السياسي نحو الطاقة الخضراء والنمو المستدام، يقودون القارة إلى وضع يسمح لها بتحقيق تقدم كبير.

وتبرز الصين، بخبرتها ومواردها الواسعة، كشريك مثالي في التحول الأخضر لأفريقيا. فهي دولة رائدة في الابتكار والتصنيع والتصدير لمنتجات الطاقة المتجددة، كما تساهم في توفير الطاقة النظيفة والموثوقة وبأسعار معقولة للمناطق التي تحتاج إليها أكثر من غيرها.

وبينما تستغل أفريقيا مواردها الطبيعية وتشارك الصين براعتها التكنولوجية، فإن تعاونهما يُعتبر مفيدا للطرفين، كما أنه ضروري لمستقبل مستدام مشترك للجميع.

وفي هذا الإطار، قال الخبير الاقتصادي برينز موشموا في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا لقد "أصبحت الألواح الشمسية والبطاريات في متناول الكثيرين، بما في ذلك في بعض البلدان الأفريقية حيث لا توجد أي احتمالات لتوصيل الأجزاء النائية بالشبكة خلال العشرين عامًا القادمة أو أكثر".

وأكد موشموا أن "التأثير الذي أحدثه هذا على سبل العيش، وخاصة في الزراعة والصرف الصحي والتعليم والصحة، هو تأثير هائل، مما أدى إلى تحسين الظروف المعيشية العامة لملايين الأفارقة".

وقال موسى ماسيكا ويتانجولا، المتحدث باسم الجمعية الوطنية الكينية، "إن دعم الصين كان حاسمًا لنجاح التنمية في أفريقيا، وقد انحازت بكين باستمرار إلى تطلعات البلدان النامية، بما في ذلك كينيا".

وقال يوبا سوكونا، نائب رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، في مقابلة مع صحيفة تشاينا إنيرجي نيوز: "إن تجربة الصين في تطوير الطاقة المتجددة مثال يُحتذى به بالنسبة للدول الأفريقية. وفي هذا المجال، تتمتع الدول الأفريقية والصين بإمكانات هائلة للتعاون".

في السنوات الأخيرة، وفي إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي ومبادرة الحزام والطريق، طورت المزيد من الشركات الصينية شراكات متعددة، كما تعاونت مع الحكومات والشركات الأفريقية لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، وذلك في مجال الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية.

في شمال شرق كينيا، وهي دولة تأتي 87 % من الكهرباء فيها من مصادر متجددة، توجد محطة جاريسا للطاقة الشمسية، والتي تنتج نصف الطاقة الشمسية في البلاد. بعد دخول المحطة التي بنتها الصين على الشبكة، قفز توليد الطاقة الشمسية في كينيا من 7.44 مليون كيلووات في الساعة (كيلووات/ساعة) شهريًا في عام 2021 إلى متوسط 30 مليون كيلووات/ساعة شهريًا في عام 2023.

وقال هانينجتون جوتشي، خبير الطاقة المتجددة في شركة كهرباء الريف والطاقة المتجددة في كينيا، "لقد زاد الاستثمار في جاريسا بسبب الطاقة منخفضة التكلفة بالإضافة إلى العديد من الشركات الصغيرة مثل ورش اللحام. كما خلقت محطة الطاقة الشمسية فرص عمل بشكل مباشر وغير مباشر".

ديسوين باسون، مهندس تشغيل وصيانة في مزرعة دي آر للرياح في مقاطعة كيب الشمالية التي تقع على بعد أكثر من 750 كيلومترًا شمال شرق كيب تاون جنوب إفريقيا. ومنذ عام 2017، كانت المحطة تزود المجتمع المحلي بحوالي 760 مليون كيلووات في الساعة من الكهرباء المستقرة والنظيفة كل عام.

كجزء من برنامج المسؤولية الاجتماعية لمزرعة "دي آر" للرياح، يتم توجيه أكثر من 4.5 مليون راند سنويًا (236 ألف دولار أمريكي) إلى برنامج المنح الدراسية، الذي يرعى أكثر من 120 طالبًا مثل ديسوين لمواصلة الدراسات الجامعية.

تقع محطة الطاقة الكهرومائية نيابارونجو الثانية، التي تقع على مجرى نهر نيابارونجو الرئيسي عند تقاطع مقاطعتي رواندا الشمالية والجنوبية، وهي على قيد الإنشاء ومن المتوقع أن تكتمل في عام 2027.

قال فيليكس جاكوبا، المدير الإداري لشركة رواندا لتنمية الطاقة المحدودة، وهي شركة تابعة لمجموعة رواندا للطاقة: "بالإضافة إلى زيادة قدرة توليد الطاقة، فإننا نعتمد على هذا المشروع لتقليل تكلفة القيام بالأعمال التجارية، وتحسين نوعية حياة السكان من خلال زيادة الوصول إلى الطاقة الموثوقة وبأسعار معقولة".

في عالم يسلك بشكل جماعي مسارًا أكثر خضرة، تقف الصين وأفريقيا متحدتين في طليعة تحول الطاقة. إن شراكتهما ليست مجرد حافز للنمو الأخضر في أفريقيا بل إن هذه الشراكة عبارة عن مخطط لتوسيع التعاون بين بلدان الجنوب نحو مستقبل أكثر استدامة.