12 أغسطس 2024 / شبكة الصين / ذكر موقع آكسيوس (Axios) الإخباري الأمريكي في 9 أغسطس الجاري، أن الصين رفعت دعوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد فرض الاتحاد الأوروبي رسوم جمركية إضافية على سياراتها الكهربائية في إجراء تعتبره بكين ينتهك قواعد منظمة التجارة ويضر بالجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.

وقال التقرير إن الرسوم الجمركية الإضافية لا يمكنها إخفاء حقيقة أن شركات السيارات الصينية تتمتع بمزايا كبيرة في مجال التكلفة مقارنة مع نظيراتها حول العالم.

وأكد مايكل دان، الخبير في مجال السيارات، في مقال تحليلي نشر في يونيو، أن إجراءات الاتحاد الأوروبي في فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية يمكن اعتبارها "ضربة ملاكم وزن ثقيل تدهورت صحته" لن تمنع تقدم الصين، وقال "يظهر الواقع أن الصينيين أصبحوا عاملا مهما في صناعة السيارات في الدول الأوروبية، من خلال تعاونهم مع الشركات الأوروبية المعنية".

ونقل تقرير لموقع ساوث تشاينا مورنينغ بوست (South China Morning Post) الإخباري الصيني في 9 أغسطس الجاري عن وانغ يي وي مدير مركز دراسات الاتحاد الأوروبي التابع لجامعة رنمين، أن رفع الصين دعوى أمام منظمة التجارة العالمية يظهر أن المفاوضات بين الجانبين لا تجري على نحو سلس، ولا تكفي لحل مسألة دعم السيارات الكهربائية.

وقال وانغ إن جهود الصين لإشراك منظمة التجارة العالمية قد تكون نهجا للتأثير على بعض الشركات وغرف التجارة داخل الاتحاد الأوروبي، فليس جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي عازمين على اتخاذ تدابير ضد السيارات الكهربائية الصينية.

ونوه وانغ إلى أن تسوية النزاعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية عملية معقدة وطويلة الأمد، لكن لدى الصين براهين على أن تحقيقات الاتحاد الأوروبي التي طالت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية تنتهك قواعد ومعايير منظمة التجارة العالمية، حيث تشكو بعض الشركات من أن الاتحاد الأوروبي يطالبها بتقديم معلومات حساسة، وقال "لذلك لجأت الصين إلى منظمة التجارة العالمية لحماية مصالحها في قطاع السيارة الكهربائية".

وأشار تقرير الصحيفة الصادرة في هونغ كونغ  إلى أن الصين أعلنت بدء تحقيق مكافحة الإغراق ضد واردات الاتحاد الأوروبي من منتجات لحوم الخنزير في 17 يونيو الماضي، بعد قرار بروكسل فرض تعريفات إضافية على السيارات الكهربائية.

وكانت الصين قد باشرت منذ 10 يوليو الماضي تحقيقا رسميا حول العوائق التجارية والاستثمارية التي يضعها الاتحاد الأوروبي أمام الشركات الصينية.

وأكد التقرير أن الشركات الصينية العاملة في الدول الأوروبية رحبت بإجراءات بكين، وقال إن حصر مشاكل قطاع صناعة السيارات التي يعانيها الاتحاد الأوروبي في "المنافسة الدولية" لن تفضي إلا إلى إضعاف المنافسة الفعلية.

وأوضح تقرير موقع سبوتنيك الروسي في 7 أغسطس الجاري نقلا عن المحلل الصيني تشو تشنغ يانغ، أن إجراءات الاتحاد الأوروبي الخاصة برفع التعريفات على السيارات الكهربائية تمثل ممارسة حمائية لا تفضي إلا إلى زيادة مخاطر المحصلة الصفرية، ولا تساعد على التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي.

ويرى تشو أن الصين لا تفتقر إلى التدابير المضادة لإجراءات الاتحاد الأوروبي، ولكن إذا اتبعت مسار الاتحاد الأوروبي في معارضة "المنافسة العادلة"، ستتعرض شركات السيارات الأوروبية لخسائر هائلة في السوق الصينية، ولن تفضي هذه الصراعات إلا إلى خسارة الجانبين وحدهما.