بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

12 أغسطس 2024 / شبكة الصين / تعود الألعاب الأولمبية إلى تاريخ طويل، حيث كانت تُعقد الألعاب الأولمبية القديمة في أولمبيا باليونان من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الرابع ميلادي، وتم تأسيس أول لجنة أولمبية في عام 1894، ثم أُقيمت أول دورة ألعاب أولمبية حديثة في أثينا عام 1896، وتقام هذه الألعاب كل 4 أعوام، وتم إلغاؤها عدة مرات بسبب الحروب والأمراض المتفشية في العالم. وقد تطورت طريقة تنظيم الألعاب الأولمبية، حتى أصبحت هناك عدة أنواع من الألعاب في الأولمبياد كما أصبحت هناك عدة دورات منها دورة الألعاب الشتوية وأخرى صيفية، وأيضا الألعاب البارالمبية الخاصة بالرياضيين أصحاب الهمم، والألعاب الأولمبية الخاصة بالشباب والألعاب القارية الخمس، وكلها تُقام في مدن مختلفة من العالم، حيث يشهد العالم "عرسا رياضيا" في مختلف أشكاله يجلب أنظار الجميع في كل الدورات.

وقد تناوبت مختلف الدول على إقامة العديد من دورات الألعاب الأولمبية بمختلف أنواعها، ومن بينها الصين التي أقامت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في 2008 وأيضا الألعاب الشتوية في عام 2022، وقد أظهرت بكين تميزا في الدورتين، وعملت الصين على نجاح احتضان هذه الألعاب في البلاد، كما شهدت الألعاب الأولمبية الشتوية إقبالا كبيرا من قبل الصينيين حيث تم تحقيق هدف "إشراك 300 مليون شخص" في الرياضات الشتوية وأصبحت بكين أول مدينة في العالم تحتضن دورتي ألعاب صيفية وشتوية، كما أصبحت مختلف الأنشطة والرياضات متداولة بين الصينيين، وساهمت الألعاب الأولمبية الشتوية في تعزيز التطور السريع للرياضات الشتوية بين مختلف الصينيين وتحقيق التنمية الشاملة للياقة البدنية في الصين.

تميزت الصين خلال السنوات الأخيرة في تنظيم الألعاب الأولمبية، وأيضا في المشاركة بعدد كبير من الرياضيين في مختلف المنافسات وفوزهم بالعديد من الميداليات في مختلف الرياضات، حيث يتنافس الرياضيون الصينيون بكل قوتهم وجهدهم من أجل تحقيق التفوق والتميز في مختلف الألعاب الأولمبية، متمسكين بروح الرياضة الصينية في العديد من المنافسات، وقد حققت الصين أفضل سجل لها في الألعاب الأولمبية في الأولمبياد الشتوية 2022. ويتواصل الحضور الصيني المتميز في الأولمبياد، حيث أبرزت الصين في الألعاب الأولمبية "باريس 2024" تميزا من خلال حضور رياضي وريادي في نفس الوقت، فعلاوة على تميز الفريق الصيني المشارك، فقد تواجدت المنتجات الذكية الصينية في باريس بشكل جلب أنظار الجميع، حيث ظهرت تقنيات متطورة صينية الصنع في الأولمبياد مدعومة بالذكاء الصناعي والذي يخدم البنية التحتية الرقمية ويضمن الاتصال السلس والكفاءة التشغيلية الدقيقة، حيث عملت الصين على إدخال التطور المدعوم بالذكاء الاصطناعي في منتجات عديدة في الأولمبياد ليصبح الحدث أكثر كفاءة وإبهارا من الناحية البصرية، مثل وضع رقائق إلكترونية متطورة في كرة القدم تسمح للحكام بفهم أدقّ لتفاصيل المباريات، وأيضا استعمال بث خدمات البث السحابي لمجموعة علي بابا الصينية بالإضافة إلى العديد من المنتجات المتطورة وذات جودة عالية في الأولمبياد.

على مدى السنوات الأربعين الماضية، شهدت الرياضة الصينية تغيرات هامة في التحضيرات والأداء، لتشارك الصين في أولمبياد "باريس 2024" بوفد كبير يشمل 30 حدثا رئيسيا من أصل 32 في أولمبياد باريس، وتعتبر ست رياضات هي مصدر أهم الميداليات الذهبية الأولمبية للفريق الصيني، وتشمل هذه الرياضات الغوص ورفع الأثقال وتنس الطاولة والجمباز والرماية وكرة الريشة، حيث حقق الوفد الأولمبي الصيني المشارك هذا العام أفضل أداء خارجي له منذ مشاركته الشاملة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في الخارج عام 1984، وحصل على 40 ميدالية ذهبية و27 فضية و24 برونزية، وحصل إجمالي 60 رياضيا على ميداليات ذهبية، وهو ما يمثل رقما قياسيا جديدا للمشاركة الأولمبية الخارجية.

لقد أصبحت النتائج الأولمبية ذات اهتمام شعبي كبير بين مختلف الأوساط الصينية، كما دخلت الرياضة الصينية "المسار السريع" للتنمية الشاملة لمختلف الرياضات، وأصبحت الروح الرياضية نقطة تشارك مختلف الصينيين الذين يسعون إلى تحقيق المزيد من الإنجازات.