12 أغسطس 2024 / شبكة الصين/ قال موقع "إندبندنت أونلاين" الإخباري الشهير في جنوب أفريقيا، إن العالم اليوم يعيش عصر عدم اليقين الكبير والتوترات المتزايدة، وخاصة الاغتيالات الاستفزازية الأخيرة للقيادي في حركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر.

وأوضحت الصحيفة أن هناك أمثلة كثيرة للغاية لمواصلة المصالح الجيوسياسية المتنافسة تأليب البلدان والمجموعات المختلفة ضد بعضها البعض، بدلا من توحيد المجتمع الدولي خلف الهدف المشترك المتمثل في التعايش السلمي. لكن من المشجع بالنسبة لأغلب البلدان، وخاصة بلدان الجنوب العالمي، عقد العزم الآن على العمل ضمن رؤية مشتركة لتحقيق ما يسميه الصينيون "مجتمع المصير المشترك للبشرية".

والحقيقة أن الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تلعب دوراً مهماً في إعادة تشكيل النظام الدولي. ويكاد يكون من المؤكد أن النظام العالمي الأحادي القطب الذي تهيمن عليه المصالح الغربية التي لا تهتم إلا بنفسها سيواجه تحديات من خلال زيادة التعاون من جانب قسم كبير من العالم.

وفي خريف هذا العام، ستستضيف الصين منتدى قمة التعاون الصيني الأفريقي في العاصمة بكين. وهذه إحدى القوى الرئيسية وراء إعادة تشكيل المجتمع الدولي غير المتكافئ وغير العادل وغير الإنساني الذي تهيمن عليه حاليًا مصالح الشمال العالمي الثري.

وبالنسبة للعديد من البلدان الأفريقية، فإن التحديث الصيني النمط "هو طريق التنمية الذي اختاره الشعب الصيني بعد 75 عاما من النضال الشاق". إنه خيار جديد، ومستقبل مشرق أساسه الاحترام المتبادل والمكافآت المشتركة. ويختلف هذا "الطريق الجديد" عن التحديث الغربي النمط الذي سحق حرية الشعوب المستعمرة المهزومة.

ومن خلال منتدى التعاون الصيني الأفريقي، تأمل الدول النامية في تحقيق التنمية المشتركة بشكل أسرع مع الحفاظ على الاستقلال الأيديولوجي.

ويدعو التحديث الصيني النمط إلى الرخاء المشترك والتعاون المربح للجميع. وأصبح القطار فائق السرعة الذي ترغب جميع دول أفريقيا الصعود على متنه. ومن خلال التعاون الأقوى مع الصين، يصبح بوسعها أن تقلل من اعتمادها على المؤسسات الغربية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وأن تتقاسم الفرص التي توفرها التنمية في الصين.

وفي قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي المقبلة، سيناقش معظم الزعماء الأفارقة مع الصين كيفية رفع التعاون إلى مستوى جديد في النظام الدولي سريع التغير.

وترى بكين أن القرن الحادي والعشرين سيشهد التنمية والتنشيط المشتركين للصين والقارة الأفريقية، وتحول أفريقيا اهتمامها بشكل متزايد نحو الشرق. ومن المأمول أن يؤدي التعاون من خلال منتدى التعاون الصيني الأفريقي، بدعم كامل من الصين، إلى تحقيق عملية تحديث أسرع في أفريقيا.

إن التعاون مع القوى الاستعمارية السابقة لم يحقق أي تنمية للقارة ولم يحسن مستويات معيشة شعوبها. وبدلا من ذلك، فإن عوامل خارجية تؤدي إلى استمرار عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات والفقر.

لقد أدركت أفريقيا والصين حكمة الاعتماد على الذات. إنهما يضعان أجنداتهما الخاصة ويمولان مشاريعهما الخاصة. ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي يوفر الأمل والضوء في نهاية النفق.