29 يوليو 2024 / شبكة الصين / في وقت تجري فيه منافسات أولمبياد باريس على قدم وساق، تتألق المنتجات الذكية الصينية، إلى جانب لاعبيها الساعين إلى الفوز بالشرف لبلادهم. وبدءا من المعدات الرياضية المتقدمة، حتى الهدايا التذكارية المتقنة بمختلف أنواعها، يبدو أن منتجات "صنع في الصين" تتحول إلى محط أنظار خلال فعاليات أولمبياد باريس التي اُفتتحت قبل أيام، وصار هذا الحدث الرياضي العالمي مسرحا لعرض قوة قطاع التصنيع الصيني.

وقال ين تساي شينغ، مدير شركة سولي الصينية لتصنيع المواد المركبة، وهي الشركة الوحيدة المخصصة لإنتاج المعدات الخاصة لسباقات الإبحار والألعاب المائية في أولمبياد باريس، إن شركته لا منافس لها من حيث تصنيع المواد الجديدة وسرعة تطوير تقنيات الإنتاج في في قطاع صناعة المواد المركبة، مؤكدا على أن الفنيين يستعينون بمعدات مسح ثلاثي الأبعاد للرقابة على جودة المنتجات داخل مصنع الشركة، وذلك لتوفير ضمان لعمليات الإنتاج العالية الدقة.

وأوضح بول تاي، المدير الإقليمي لمجموعة ماينيتي الإيطالية لتقديم حلول البيع بالتجزئة، أنه من المستبعد للشركات إكمال الطلبات لحدث عالمي، مثل الألعاب الأولمبية، بجودة عالية وحسب معايير رفيعة في وقت ضيق، وليس لديها فرصة ثانية لتعديل منتجاتها، ولكن يمكن للشركات الصينية تحقيق ذلك، نظرا لأن بلادها تحتضن مجمعات صناعية هيكلية.

ونوه أيضا إلى أن قطاع التصنيع الصيني أصبح يتمتع بقدرة تنافسية عالية من حيث التكلفة خلال العقود الثلاثة الماضية، وعبر الاستعانة بمزيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة في عمليات الإنتاج، سوف يتطور هذا القطاع نحو منبع سلسلة القيمة.

وأوضح فان دي، مساعد عميد الأزياء والمنسوجات في جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، أن كثيرا من المشترين نجحوا في إنشاء منظومة ناضجة للمسؤولية الاجتماعية بالتعاون مع الموردين الصينيين، الأمر الذي أضفى روعة على التحول القطاعي، مؤكدا على أن الصين تسبق غيرها من الدول الآسيوية من حيث إنشاء المنظومة المقبولة عالميا.

وبحسب تقرير إخباري نشرته صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية الأسبوعية، فإن 90% من تعويذات أولمبياد باريس صنعتها الصين. وذكرت وسائل إعلام أخرى أيضا أن بعض الشركات المصنعة الصينية بدأت تتلقى الطلبات منذ النصف الثاني من العام الماضي لإنتاج السلع ذات الصلة بالألعاب الأولمبية، بدء من أزياء اللاعبين، حتى أثاث مستخدم في القرية الأولمبية بباريس.

وقال تشيو دونغ شياو، عميد كلية الاقتصاد في جامعة لينغنان هونغ كونغ، إن الصين تسبق دول جنوب شرق آسيا من حيث الخدمات اللوجستية وكفاءة العمل وخدمات النقل، وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع الصين بقطاع التصنيع الكبير الحجم، ومن المستبعد ايجاد قطاع بحجم كبير مثل هذا في الدول الأخرى.

وقال ستيفن أولسون، المحاضر الزائر في معهد ييتر للتجارة الدولية والتمويل بجامعة نبراسكا لينكولن، إن الصين تحافظ على قدرتها التنافسية العالية في قطاع التصنيع المنخفض التكلفة، وفي الوقت نفسه تبوأت مكانتها القيادية في قطاع التصنيع المتقدم.