رام الله 26 يوليو 2024 (شينخوا) اعتبر مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم (الجمعة) أن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة يعد تطورا خطيرا.

وقال لازاريني، في حسابه على منصة ((إكس))، إن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في غزة "تطور خطير في رحلة البؤس التي لا تنتهي"، مؤكدا أنه يمكن السيطرة على الفيروس عبر وقف إطلاق النار وزيادة تدفق اللقاحات.

وأشار إلى رصد 6 عينات لشلل الأطفال من النوع الثاني في أجزاء من القطاع الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ولم يتم اكتشاف أي حالة شلل حتى الآن.

وأفاد لازاريني بأن مرض شلل الأطفال يظهر بسبب النظام الصحي المتداعي ونقص المياه النظيفة ومواد النظافة واكتظاظ الملاجئ وسوء الصرف الصحي.

وتابع أنه في ظل الحرب، انخفض التطعيم بين الأطفال من مستويات شبه عالمية إلى ما يزيد قليلاً عن 85 % لأن الناس كانوا ينزحون باستمرار، ويفرون بحثاً عن الأمان.

وقال إن الأمراض لا تفرق بين الناس ولا تعرف الحدود ولا تحتاج إلى تأشيرة أو تصريح للسفر، مؤكدا أنه يمكن السيطرة على انتشار مرض شلل الأطفال في غزة وخارجها من خلال حملات التطعيم للوصول إلى كل طفل أينما كان.

وأكد لازاريني أن وقف إطلاق النار وزيادة تدفق اللقاحات سيسمح بالسيطرة على انتشار المرض، مشددا على التزام الأونروا للقيام بذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية.

وفي 21 يوليو الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق حملة لتطعيم جنوده في قطاع غزة ضد شلل الأطفال بعد اكتشاف بقايا الفيروس المعدي إثر اختبارات أجراها في مناطق مختلفة بالقطاع المحاصر.

وجاء ذلك في بيان صدر عن الجيش تعقيبا على ما رشح في الأيام الماضية عن وجود فيروس شلل الأطفال في القطاع الذي يشهد حربا ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ومنذ بداية الحرب، وبالتعاون مع المنظمات الدولية، تم إدخال ما يقرب من 300 ألف لقاح شلل الأطفال إلى قطاع غزة، وهو ما يكفي لأكثر من مليون مواطن في غزة، وفق البيان.

وجاء اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي التي تتجمع وتجري بين خيام النازحين وفي أماكن تواجد السكان نتيجة تدمير البنية التحتية، ما يمثل كارثة صحية جديدة، وفق مؤسسات فلسطينية تنشط في القطاع.

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان قبل أسبوع، إن وجود الزحام الشديد مع شح المياه المتوفرة وتلوثها بمياه الصرف الصحي وتراكم أطنان القمامة ومنع إسرائيل إدخال مواد النظافة يشكل بيئة مناسبة لانتشار الأوبئة المختلفة.

وحذر البيان من أن رصد الفيروس في مياه الصرف الصحي ينذر بكارثة صحية حقيقية ويعرض آلاف السكان لخطر الإصابة بشلل الأطفال، داعيا إلى وقف "العدوان" الإسرائيلي وتوفير المياه الصالحة للاستخدام وإصلاح خطوط الصرف الصحي وإنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح.