share
arabic.china.org.cn | 26. 07. 2024

"إعلان بكين" يمنح الشعب الفلسطيني أملا في تحقيق العدالة والسلم

arabic.china.org.cn / 15:56:18 2024-07-26

يوي قوه تشين*

27 يوليو 2024 / شبكة الصين / بدعوة ورعاية بكين، نُظم حوار مصالحة بين الفصائل الفلسطينية في العاصمة بكين، بوصفه جولة حوار جديدة بمشاركة المزيد من الفصائل الفلسطينية ببكين، بعد محادثات بين حركتي فتح وحماس ببكين في 30 أبريل الماضي. ووقعت الفصائل الفلسطينية إعلانا حول إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية خلال الجلسة الختامية.

ويمثل "إعلان بكين" رمزا لتحقيق أمل الشعب الفلسطيني في العدالة والسلم. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في كلمته خلال الجلسة الختامية، إن أهم التوافقات في حوار بكين بين الفصائل الفلسطينية هو السعي إلى تحقيق المصالحة والوحدة الشاملة بين الفصائل الفلسطينية الـ14 كافة، وأكثر النتائج الجوهرية هي التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأبرز النقاط هي الاتفاق حول تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة لإدارة غزة بعد الحرب، وأقوى الدعوات هي إقامة دولة فلسطين مستقلة بشكل حقيقي وقفا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وفي وجه الوضع الملح في قطاع غزة، طرح الجانب الصيني مبادرة من ثلاث خطوات: أولا، الدفع بتحقيق الوقف الشامل والدائم والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن وضمان إدخال المساعدات ومواد الإغاثة الإنسانية بشكل سلس. ثانيا، الدفع المشترك لإدارة غزة بعد الحرب التزاما بمبدأ "حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين". وثالثا، الدفع بنيل فلسطين العضوية الكاملة للأمم المتحدة وبدء تنفيذ "حل الدولتين". وترسم هذه المبادرة خارطة طريق لحل الوضع الفوضوي في غزة.

وجدير بالاهتمام أن حوار بكين شهد مشاركة 14 فصيلا فلسطينيا، من بينها حركتي فتح وحماس. ويُعتبر اجتماعا خارجيا كبيرا يشمل كافة الفصائل الفلسطينية منذ سنوات عديدة، الأمر الذي يظهر خطوة الفصائل الفلسطينية نحو تحقيق الوحدة والمصالحة الشاملة، وكذلك القبول الداخلي الواسع بين الفصائل الفلسطينية لجهود الصين الرامية إلى دفع المصالحة والحوار في فلسطين.

يذكر أن هناك خلافات بين الفصائل الفلسطينية بشأن إقامة دولة فلسطين المستقلة وغيرها من القضايا، وتمثل هذه الخلافات أحد أهم الأسباب لعدم تسوية القضية الفلسطينية على مدى طويل. وظلت الصين تدعم فلسطين لتحقيق المصالحة من خلال التشاور والحوار.

وبعد دخول العصر الجديد، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في العديد من المناسبات مجموعة مبادرات ومقترحات بشأن تسوية القضية الفلسطينية، وقدم حكمة صينية والحلول الصينية لتسويتها.

واجتمع 14 فصيلا فلسطينيا في بكين انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا، ما يعد لحظة تاريخية مهمة في مسيرة تحرير فلسطين، كما هو خطوة مهمة لفلسطين نحو تشكيل موقف موحد وصوت واحد في المجتمع الدولي.

وتمثل القضية الفلسطينية جوهر قضايا الشرق الأوسط. وظلت الصين، بوصفها أحد أوائل الدول التي تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، تدعم الشعب الفلسطيني بثبات لإعادة حقوقه الوطنية المشروعة.

وحظي حوار المصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية في بكين باهتمام كبير وتقدير إيجابي واسع. ونال إعلان بكين تقديرات واسعة من قبل الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية. وقالت وسائل إعلام عربية إن الخطوة الدبلوماسية الصينية تبرز شعور الصين بالمسؤولية بوصفها دولة كبيرة.

ويُعتبر المثل الصيني المأثور القائل "الوئام هو الأثمن" جوهر الفلسفة الصينية التقليدية وحكمتها السياسية. وفي الواقع، قد تسببت الخلافات والنزاعات بين الفصائل الفلسطينية في خسائر لا تُعوض لقضية قيام دولة فلسطين. وقد تحقق حوار المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ببكين في ظل تفاقم الوضع في قطاع غزة. وقد أدرك المزيد من ذوي الحكمة بفلسطين في ظل الوضع الراهن وآلام الحرب، ضرورة وقف الاستنزاف الداخلي بين مختلف الفصائل تحت شعار "أمة فلسطين" وإعلاء الوحدة.

وتوقيع الفصائل الفلسطينية إعلان بكين انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا، لم يسهم في رفع مكانة فلسطين الدولية وقوتها التأثيرية في المجتمع الدولي فحسب، بل يمثل خطوة حاسمة نحو انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة وقيام دولة فلسطين المستقلة. ونأمل بكل إخلاص في أن يصبح إعلان بكين خطوة أولى لفلسطين نحو إنهاء الانقسام وتعزيز المصالحة والوحدة.

وبالتأكيد، تعود القضية الفلسطينية لأسباب تاريخية معقدة وتشابك مصالح عميق، خاصة أن إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة مازالتا تعارضان قيام دولة فلسطين بكل إصرار. لذلك، يتعين على المجتمع الدولي بذل جهود دؤوبة والتعاون والتضامن لدفع حل القضية الفلسطينية في أسرع وقت ممكن.

______________________

*باحث بمركز دراسات غربي آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية


الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة مواقف شبكة الصين


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号