share
arabic.china.org.cn | 21. 07. 2024

مقالة خاصة: القضارف تسعى لتكون "سلة غذاء" السودان في ظل الحرب

arabic.china.org.cn / 05:05:39 2024-07-21

الخرطوم 20 يوليو 2024 (شينخوا) يكافح المزارعون بولاية القضارف من أجل نجاح الموسم الزراعي الصيفي، وذلك في ظل سعي وحرص حكومي لجعل الولاية الواقعة شرقي السودان "سلة غذاء" للبلاد بعد خروج مشاريع زراعية من الدورة الصيفية بسبب الحرب ووسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة.

وتشهد القضارف في هذه الفترة من كل عام تجهيزات واسعة لبدء الموسم الزراعي الصيفي، وزراعة محاصيل مهمة، أبرزها الذرة والسمسم والدخن والفول السوداني.

وباتت ولاية القضارف أهم مناطق السودان الزراعية هذا العام، لاسيما في مجال الزراعة المطرية بعد خروج مشروع الجزيرة وسط السودان عن الدورة الزراعية لأول مرة بسبب سيطرة قوات الدعم السريع علي الولاية في ديسمبر من العام الماضي.

ويأمل المزارعون بولاية القضارف في نجاح الموسم الزراعي الصيفي رغم تأثيرات الحرب على القطاع الزراعي بالسودان.

-- أكبر رقعة زراعية

وقالت السودانية زمزم النور، وهي صاحبة مشروع زراعي بمنطقة القلابات الغربية بولاية القضارف لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن نتطلع لنجاح هذا الموسم الزراعي، نكافح لتجاوز صعوبات أوجدتها الحرب ونقص الأيدي العاملة".

وتشيد السيدة الأربعينية بالإجراءات الحكومية الداعمة في مواجهة تداعيات الحرب على قطاع الزراعة، قائلة "كان للإجراءات الحكومية دور كبير في تخفيف بعض الآثار، لقد وفرت الحكومة الوقود والأسمدة والتقاوي، كما وفرت البنوك التمويل اللازم".

وتأمل زمزم في تحقيق عائد جيد يغطي الارتفاع في تكاليف المدخلات الزراعية، وعدم حدوث مشكلات أمنية واستمرار حالة الاستقرار في الولاية من أجل نجاح الموسم الزراعي.

لكنها تخشى في الوقت نفسه من امتداد الحرب للقضارف، وقالت "بعد أن وصلت المعارك إلى ولاية سنار المجاورة، هناك مخاوف حقيقية من أن تمتد الاشتباكات إلى القضارف".

وأضافت زمزم محذرة "إن حدث ذلك فإنه سيكون بمثابة الكارثة للمزارعين وللسودان كله نسبة لأهمية القضارف كأكبر رقعة زراعية الآن".

وزادت المساحة الكلية المخصصة للزراعة بولاية القضارف هذا العام عن العام السابق، إذ بلغت 7 ملايين و500 ألف فدان، وفق وزير الزراعة بولاية القضارف عمار عبدالله سليمان.

وقال سليمان لـ((شينخوا)) "ازدادت المساحة التأشيرية المستهدفة بالزراعة هذا العام عن العام السابق إذ تبلغ المساحة الكلية هذا العام 7 ملايين و500 ألف فدان، منها 5 أفدنة ستتم زراعتها بمحصول الذرة".

فيما تم تخصيص مليون ومائتي ألف فدان للسمسم، و500 ألف فدان للدخن، و200 ألف فدان للقطن، و300 ألف فدان للفول السوداني، و150 ألف فدان لزهرة عباد الشمس، و100 ألف فدان لحب التسالي، و50 ألف فدان لمحاصيل أخرى مثل اللوبيا، بحسب سليمان.

وتبذل السلطات الحكومية بولاية القضارف جهودا مضاعفة لإنجاح موسم الزراعة الصيفي، وطمأنة المزارعين باستتباب الوضع الأمني، وتوفير المستلزمات الأساسية وأبرزها التقاوي والمبيدات.

ويعوّل المسؤولون عن القطاع الزراعي بالقضارف على الموسم الزراعي الصيفي لتوفير ما يحتاجه السودان من غذاء، في وقت أصبحت فيه المشاريع الإنتاجية في مناطق مثل دارفور وكردفان والجزيرة خارج الدورة الزراعية الصيفية.

-- "مطمورة السودان"

وتمتاز القضارف بوفرة الأراضي الزراعية المسطحة ذات القوام الطيني، وتحتوي تلك الأراضي على كافة العناصر التي تحتاجها النباتات لتنمو دون أي إضافة عناصر أخرى مع غزارة الأمطار، بحسب وزير الزراعة بولاية القضارف.

وقال سليمان "إن القضارف كانت تسمي في السابق (مطمورة السودان)، والمطمورة هي حفرة تحت الأرض يوسع أسفلها وتخبأ فيها الحبوب".

وتابع "نحن نعلم أن ولاية القضارف تتوفر بها كل الإمكانات التي تجعل منها سلة غذاء السودان"، مشيرا إلى أن السلطات الحكومية بذلت هذا العام مجهودات كبيرة لتحقيق هذا الهدف.

وقامت الحكومة المحلية بتكوين غرفة لإنجاح الموسم الزراعي الحالي وتوفير كل المطلوبات والمدخلات الزراعية من وقود وتمويل، إضافة إلى الأسمدة والمبيدات، وفق سليمان.

وأوضح أن كل شركاء الزراعة بالولاية يعملون في تناغم من أجل إنجاح الموسم الزراعي الصيفي.

وأضاف "وفرت البنوك التجارية والبنك الزراعي ومؤسسة التمويل الأصغر التمويل المطلوب لصغار المزارعين، كما وفرت السلطات الحكومية الوقود الزراعي، وساهمت منظمات في توفير 840 طنا متريا من التقاوي المحسنة".

وتابع "نبشر الشعب السوداني أن ولاية القضارف ومن خلال الترتيبات المحكمة لهذا الموسم ستتمكن من سد أي نقص في الغذاء، ولن تكون هناك مجاعة".

وتثير هذه الترتيبات والاهتمام الحكومي حماس المزارعين في القضارف لإنجاح الموسم الزراعي الصيفي.

وقالت المزارعة الأربعينية رمانة إبراهيم "هناك حماس منقطع النظير للمزارعين وأصحاب المشاريع الزراعية لإنجاح هذا الموسم الصيفي".

وأضافت "أتت الأمطار مبكرة هذا العام، وهناك اهتمام حكومي كبير بالموسم الصيفي ودعم غير مسبوق، خاصة فيما يتعلق بالتقاوي والتمويل والوقود".

وتابعت أنه "مع ظروف الحرب لم نكن نتوقع أن تنجح الحكومة المحلية في توفير كل المدخلات الزراعية، ولذلك نحن متفائلون بنجاح الموسم الحالي".

وتسعى سلطات الولاية من أجل تذليل كافة الصعوبات أمام المزارعين، بحسب حاكم ولاية القضارف اللواء ركن معاش محمد أحمد حسن.

وقال حسن في تصريحات صحفية إنه "لابد من العمل علي رفع الإنتاج الزراعي في مثل هذه الظروف التي تواجهها بلادنا"، وأشاد بالدعم الذي تقدمه منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).

وتابع "نحن ممتنون لما تقدمه الفاو من دعم لصغار المزارعين وتوفير التقاوي المحسنة".

ويواجه السودان تراجعا كبيرا في القطاع الزراعي يصل في بعض المناطق إلى أقل من النصف، خاصة تلك التي ترزح تحت وطأة الحرب، بحسب الفاو.

-- مشاريع زراعية خارج الموسم الصيفي

ووفق تقارير سابقة لوزارة الزراعة السودانية، فإن الصراع المسلح أدى إلى خروج مشروعات زراعية إنتاجية مهمة من قطاعي الزراعة المطرية في ولايات كردفان ودارفور، والمروية في ولايات وسط السودان في الجزيرة وسنار والنيل الأبيض.

وتقلصت المساحات التأشيرية التي كان من المقرر زراعتها هذا الموسم إلى 36 مليون فدان من أصل 60 مليونا قبل اندلاع الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام، بخروج مناطق زراعية كبيرة في ولايات دارفور وجزء من ولاية الجزيرة في وسط البلاد، وفق إحصاءات رسمية.

ويمثل القطاع الزراعي 40% من الناتج المحلي للبلاد، ويوظّف 80% من الأيدي العاملة.

وتأثر هذا القطاع سلبا بالحرب، إذ تعطلت سلاسل التوريد المتمركزة في العاصمة، ونهبت مستودعات المدخلات الزراعية مثل الأسمدة والبذور والمبيدات.

ووفق تقرير صدر مؤخرا عن البنك الزراعي السوداني، وهو مصرف مختص بتمويل الزراعة، فإنه وللمرة الأولى منذ 100 عام لن تتم زراعة مشروع الجزيرة.

كما أن انتقال المعارك إلى ولاية سنار بوسط السودان قد أدى إلى نزوح المزارعين والعمال في ولاية تضم مشاريع مهمة تبلغ المساحات المزروعة منها سنويا 5 ملايين فدان.

وبحسب التقرير، سيعطل استمرار المواجهات في إقليم دارفور غربي السودان زراعة 4 ملايين فدان على الأقل في الإقليم الذي يشتهر بزراعة محاصيل الحبوب الزيتية، والتي يتم تصديرها إلى دول في المنطقة.

وقالت منصة ((السودان للزراعة والأمن الغذائي))، وهي منصة غير حكومية ، في آخر تقرير لها في يونيو الماضي "إن الإعداد للموسم الزراعي ضعيف واحتمالية فشله أكبر".

وتابعت "أن المزارعين هجروا مزارعهم في معظم ولايات غرب السودان والجزيرة والخرطوم، كما توقفت إمدادات المدخلات الزراعية بسبب إحجام البنوك التي تمول النشاط الزراعي".

وأفادت المنصة "بأن المساحات الزراعية تدنت إلى نحو 25 في المائة في كل البلاد".

وتشير تقارير رسمية إلى أن السودان يمتلك نحو 200 مليون فدان صالحة للزراعة، فيما المستغل منها لا يتجاوز الـ25 في المائة.

ويعزز الصراع الحالي في السودان من إمكانية حدوث مجاعة وشيكة، إذ تقول الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.

وأفاد تقرير وكالات الأمم المتحدة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، بأن أكثر من 25 مليون شخص يواجهون "مستوى الأزمة" بحلول سبتمبر المقبل، كما يواجه نحو مليون شخص شبح المجاعة الحادة في 10 ولايات طالتها الحرب.

كما أن هناك 14 منطقة عرضة للمجاعة، منها مناطق في ولايات دارفور والخرطوم والجزيرة، ومعسكرات لآلاف النازحين داخليا، وفقا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي نشرته الأمم المتحدة في يونيو الماضي.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلّفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة، وتسببت نزوح نحو 7.3 مليون شخص في السودان ولجوء نحو مليوني شخص إلى دول الجوار. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号