15 يوليو 2024 / شبكة الصين/ ذكر مقال نشر مؤخرا على موقع صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصادرة في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة أن الخلايا الكهروضوئية الصينية يمكن أن تتألق وتسطع في أفريقيا الفقيرة بالطاقة. 

وذكر المقال أن الصين تمثل 80% من سلسلة القيمة العالمية للطاقة الكهروضوئية. ومن عام 2022 إلى عام 2023، توسعت القدرة الإنتاجية للوحدات الكهروضوئية في الصين خمس مرات تقريبًا، مما ساهم في انخفاض الأسعار بنسبة 40% في العام الماضي.

وشكلت الخلايا الكهروضوئية أقل من 6% من توليد الكهرباء على مستوى العالم في العام الماضي، وبالتالي فإن النمو الأكبر لم يأت بعد. ومع ذلك، هناك عائقان رئيسيان أمام اعتماد الخلايا الكهروضوئية بشكل أسرع، هما تخزين الطاقة ونقلها لمسافات طويلة. وفي الصين، بداية من شركات توليد الطاقة إلى المستخدمين الصناعيين، يتسارع تطوير أنظمة تخزين الطاقة. كما تعمل الصين على توسيع شبكة نقل الكهرباء لمسافات طويلة، وأطلقت الشهر الماضي أكبر مشروع منفرد للطاقة الكهروضوئية في العالم في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم.

ولكن الإطار التنظيمي وآليات تسعير السوق لا تقل أهمية. فبالنسبة لمعظم الدول الغربية، تعتبر الخلايا الكهروضوئية مجرد خيار واحد في التحول إلى الطاقة الخضراء. ولكن بالنسبة للعديد من البلدان الفقيرة بالطاقة في "الجنوب العالمي"، فإن الخلايا الكهروضوئية هي الطريقة المفضلة للحصول على الطاقة من الشبكة.

وفي أفريقيا، على سبيل المثال، يمكن للخلايا الكهروضوئية أن تغذي التنمية الصناعية من دون تكبد تكاليف التلوث المدمرة التي شوهدت في أوروبا والولايات المتحدة. كما أن قابلية التوسع في الخلايا الكهروضوئية تخلق فرصًا لحلول التوليد الموزعة دون الحاجة إلى استثمارات واسعة النطاق في البنية التحتية للشبكة.

ويفتقر نحو 43% من سكان أفريقيا، أي نحو 600 مليون نسمة، إلى إمدادات موثوقة من الكهرباء. وهو أيضًا العائق الرئيسي أمام الأعمال الذي أشارت إليه 40% من الشركات الأفريقية في إحدى الدراسات الاستقصائية. وليس من المستغرب أن تظهر الشبكات الصغيرة في جميع أنحاء أفريقيا مع نمو صناعة الطاقة المتجددة الموزعة. لتحصل المصانع الكبيرة على إمدادات الطاقة الخاصة بها؛ ويحصل أكثر من 400 مليون أفريقي على الكهرباء من خلال الأنظمة الكهروضوئية المنزلية.

وفي إبريل الماضي، أعلن البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي عن خطة لتوفير الكهرباء لما لا يقل عن 300 مليون نسمة في أفريقيا بحلول عام 2030، تكون في الأغلب من خلال أنظمة الطاقة المتجددة الموزعة.

وقد تكون هذه لحظة حاسمة بالنسبة للصين لتحويل دورها في سوق الطاقة الكهروضوئية المزدهرة في أفريقيا. فيمكن للصين الاستفادة من نقاط قوتها التكميلية في مجال الخلايا الكهروضوئية والبطاريات والدفع عبر الهاتف المحمول ليس فقط لتوفير المعدات ولكن أيضًا لتصبح مطورًا ومشغلًا لمشاريع الطاقة الكهروضوئية. وفي أفريقيا، من المرجح أن تتطلب عمليات الطاقة الكهروضوئية من كيانات الشركات الصينية والدولية والأفريقية التعاون مع الجهات الحكومية.

وهذا النهج الموجه نحو الأعمال التجارية في توليد الطاقة الكهروضوئية الموزعة يمتلك القدرة على إضفاء البهجة على حياة الملايين من البشر وضخ الحيوية في الاقتصاد، وبالتالي تعزيز مكانة الصين باعتبارها شريكا لا غنى عنه لأفريقيا.

وفي هذه العملية، لن تساعد الصين في إطلاق العنان لإمكانات أفريقيا الهائلة فحسب، بل ولن تكتفي أيضاً برسم اتجاه جديد "للتعاون بين بلدان الجنوب" بشكل شامل.