15 يوليو 2024 / شبكة الصين/ نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية مؤخرًا مقالًا يفيد بأن الصين قد اتخذت موقعًا رائدا في مجال تكنولوجيا السيارات الكهربائية، ويبدو أن الصين تلحق بالغرب في السباق الوعر لأتمتة القيادة.

وبعد سنوات من خيبات الأمل المتكررة، بدت حماسة القيادة الذاتية في الارتفاع مرة أخرى. ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، الذي ركز اهتمامه على تقنية القيادة المساعدة للشركة باعتبارها أفضل إجابة لمشاكل نمو شركته. 

وقد أنهت "وايمو" شركة القيادة الذاتية التابعة لشركة غوغل الأم ألفابت، بمشروعها سيارات الأجرة ذاتية القيادة، المخاوف بسبب الحوادث الأخيرة التي تعرضت لها منافستها كروز المملوكة لشركة جنرال موتورز، لتجذب الكثير من الاهتمام. وأظهرت وايمو مؤخرًا ثقتها من خلال السماح لأي شخص في سان فرانسيسكو بتحميل تطبيقها.

ومع ذلك، إذا حكمنا من خلال عدد الشركات التي تمتلك تكنولوجيا القيادة الذاتية وتلك الواقعة في طليعة الصناعة أو بالقرب منها، يمكن القول بأن الصين حققت تقدمًا أكبر من الولايات المتحدة. فلدى شركة التكنولوجيا "بايدو" التي يشار إليها غالبًا باسم "غوغل الصين"، مشروع سيارة أجرة بدون سائق يشبه وايمو، وهي ليست الوحيدة. فأنظمة القيادة المساعدة التي طورتها شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية، بما في ذلك "Xpeng Motors" و"Li Auto" و"NIO" تحقق تقدماً سريعاً. وخلال الشهر الجاري، أطلقت "Xpeng" حملة ترقية تسمح للعملاء باستخدام نظام القيادة المساعد الذكي الرائد بحرية على الطرق المفتوحة في جميع أنحاء الصين. وتعتبر شركة "هواوي" الخاضعة للعقوبات الأمريكية رائدة أخرى في السوق، حيث تدمج أنظمتها في علامات أخرى من المركبات.

وأشار أحد التقارير بشأن المستخدمين إلى أن حزمة البرامج الرئيسية (XNGP) لشركة Xpeng Motors تتمتع بقدرات مماثلة مقارنة بنظام القيادة الذاتية (FSD) من تسلا. وتراهن الشركتان على الذكاء الاصطناعي ـ بدلاً من رسم الخرائط والتشفير الكامل ـ لتحقيق التقدم. 

ويبدو أيضًا أن شركة Xpeng تتبع خطى تسلا في التخلص من تقنية ليدار باهظة الثمن لاستشعار محيط السيارة. ويعتمد هذا النهج بشكل أكبر على الكاميرات. وفي حالة نجاحه، فإنه من شأنه تحسين الفوائد الاقتصادية لتسويق التكنولوجيا.

ووفقًا لمعايير تصنيف الصناعة، لا تزال أنظمة القيادة المساعدة هذه من المستوى الثاني، كونها تتطلب إشرافًا مستمرًا من سائق بشري. ولكن يبدو أن الهيئات التنظيمية الصينية منفتحة على مجموعة من الخطوات الرئيسية. ففي الشهر الماضي، وافقت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية على تسعة اتحادات، بما في ذلك شركة BYD العملاقة للسيارات الكهربائية، لاختبار نظام القيادة الذاتية L3 على الطرق العامة. وهذا يعني أنه في بعض الحالات، لم يعد السائقون البشريون بحاجة إلى مراقبة ظروف قيادة السيارة، بل تقع المسؤولية على عاتق شركة السيارات.

ويتوقع موهيت شارما، المحلل في شركة أبحاث سوق التكنولوجيا "كاونتربوينت"، أن تتصدر الصين في إطلاق نماذج L3 في السنوات القليلة المقبلة. 

وبدأت "مرسيدس بنز" و"بي إم دبليو" بيع أنظمة L3 مع قيود صارمة في ألمانيا، حيث أطلقت الأولى بالفعل مثل هذه الأنظمة في الولايات المتحدة. لكن كلاهما أحرزا تقدما أبطأ بكثير من منافسيهما الصينيين الجدد. 

وسيارات الأجرة ذاتية القيادة هي تقنيات من المستوى الرابع L4 يمكنها القيادة بشكل مستقل دون إشراف بشري ولا تخضع للسرعة والشروط الأخرى التي يحددها L3.

وتعد شركة تسلا رائدة في مجال تكنولوجيا السيارات الكهربائية، ولكن الآن تأخذ شركات السيارات الصينية، بقيادة BYD، زمام المبادرة في تسويق التكنولوجيا على نطاق واسع. والآن، قد يكون هناك موقف مماثل في مجال أتمتة القيادة. 

وفي مواجهة حرب الأسعار، تحرص العلامات التجارية الصينية للسيارات الكهربائية على جذب المزيد من المستهلكين الأثرياء بأحدث الميزات. وترغب الحكومة الصينية أيضًا في دعم الشركات المحلية في تطوير التقنيات المتقدمة.

وفي الواقع، ربما تساعد الحكومة الصينية الصناعات المحلية من خلال شركة تسلا. فعندما أجرى ماسك زيارة مفاجئة للصين في أبريل الماضي، أعربت الصين عن دعمها الأولي لإطلاق تسلا FSD في الصين. لكن الصين ستستفيد أيضًا، وسيتعين على تسلا العمل مع شركاء محليين مثل بايدو لإنشاء الخرائط.

وقد وضع بناء مصنع تسلا في بلدية شانغهاي شرقي الصين في عام 2019 الأساس لسلسلة توريد السيارات الكهربائية في الصين ومهد الطريق للوضع الرائد الحالي للبلاد. وقد يساعد الاتفاق بين الصين وتسلا بشأن FSD أيضًا على تضييق أي فجوة لا تزال قائمة بين الصين والغرب في تكنولوجيا القيادة الذاتية، بل ويساعد أيضًا في تنمية النظام البيئي للذكاء الاصطناعي في الصين.