الأمم المتحدة 10 يوليو 2024 (شينخوا) قال الذراع الإنساني للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن أمر إسرائيل بإخلاء مدينة غزة يزيد فقط من معاناة الأسر الفلسطينية، وخاصة العديد من الأسر التي أُمرت في وقت سابق باخلاء أجزاء أخرى من المدينة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): "يجب حماية هؤلاء المدنيين، ويجب تلبية احتياجاتهم الأساسية، سواء من فروا أو من بقوا. هذا ما نعنيه عندما نقول إنه على جميع الأطراف احترام القانون الإنساني الدولي في كل الأوقات".

وقال المكتب إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين نزحوا من موقع إلى آخر، كثير منهم عدة مرات، بل وأُمر بعضهم بالعودة إلى موقع سابق.

وقال المكتب إن المنظمة الدولية وشركاءها يواصلون الجهود لتلبية احتياجات النازحين في غزة، مضيفا أن أوامر الإخلاء تجبر المجتمع الإنساني على إعادة ضبط عملياته الإغاثية بشكل متكرر.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن الوضع الذي لا يمكن التنبؤ به والمتقلب للنازحين في مدينة غزة يحد من العمليات عندما تكون المطابخ التي يدعمها في كثير من الأحيان هي مصدر الغذاء الوحيد.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين، أفاد بأنه رأى بنفسه تداعيات انهيار النظام العام والسلامة أثناء دخوله وخروجه من غزة عبر معبر كرم أبو سالم. ورأى مجموعات من الرجال يحملون العصي ينتظرون خروج الشاحنات من معبر كرم أبو سالم إلى غزة. وتعرضت جميع الشاحنات التي مر بها لأضرار بالغة.

وشاهد هادي أكياس الدقيق المدعم من برنامج الأغذية العالمي والأونروا متناثرة على طول الطريق الخارج من المعبر. كما رأى أن مدينة خان يونس قد تحولت إلى حد كبير إلى أنقاض. وتضرر فيها كل مبنى رآه بطريقة أو بأخرى.

كما التقى المنسق بمجموعات نسائية تحدثن عن الظروف المروعة في مواقع النازحين.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "قصت العديد من النساء شعرهن بسبب القمل، وصعوبة الحصول على منتجات النظافة الضرورية مثل الشامبو، وانعدام الخصوصية في المواقع المخصصة للنازحين". وأعربت نساء أخريات عن يأسهن إزاء عدم قدرتهن على إعالة أسرهن، ولا سيما أقاربهن من ذوي الإعاقة والمرضى ممن لا يستطيعون الحصول على العلاج. وأوضحن أن أطفالهن يذهبون إلى الفراش دون أكل أو شراب.

كما استمع منسق الشؤون الإنسانية أيضا إلى إفادات من النساء حول ظروف الاكتظاظ الشديد في مواقع النزوح وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى توترات داخل المجتمعات.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "قالت إحدى النساء إنها لم يكن بوسعها خلع حجابها لعدة أيام، أو تمشيط شعرها أو تغيير ملابسها دون أن يراقبها الآخرون، وذلك بسبب العيش مع العديد من العائلات المختلفة في نفس الغرفة". وأخبرته أخريات أن الاكتظاظ واليأس وانهيار النظام العام والسلامة كل ذلك يؤدي إلى زيادة العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وزار هادي المستشفى الميداني للهيئة الطبية الدولية في دير البلح، برفقة حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية.

وقال هادي إنه شعر بالتواضع عند رؤيته الكيفية التي قدم بها الأطباء والممرضات رعاية إصابات الرضوح لمئات المرضى الذين يعانون من جروح خطيرة، على الرغم من الظروف التشغيلية الصعبة جدا، بما فيها عدم القدرة على الحصول على الإمدادات الطبية الأساسية مثل الشاش.

وفي الضفة الغربية، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إنه وثق أكثر من 1000 هجوم للمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين منذ أكتوبر عندما اندلعت حرب غزة. وأدت الهجمات إلى وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات والأشجار والشتلات. وعلاوة على ذلك، نزح ما يقرب من 1400 شخص، من بينهم 660 طفلا، في أكثر من عشرين تجمعا بدويا ورعويا خلال الفترة نفسها بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول.

وقال مكتب الشؤون الإنسانية أيضا إن القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية قتلت 14 فلسطينيا بين 2 و8 يوليو، غالبيتهم العظمى خلال عمليتين في مدينتي جنين وطولكرم ومخيمات اللاجئين المجاورة لهما./نهابة الحبر/