10 يوليو 2024 / شبكة الصين/ نشرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية مؤخرا مقالا جاء فيه أن الصين تتصدر جميع دول العالم في تسجيل براءات الاختراع الجديدة. كما ذكر تقرير صادر عن جمعية شركات الأدوية البحثية الألمانية أنه منذ عام 2022 ما يقرب من واحد من كل طلبي براءات اختراع دوليين يأتي من الصين. وقال مؤلفا التقرير، كلاوس ميشيلسن وسيمون يونكر، إن الصين أصبحت بسرعة كبيرة مركزًا للتكنولوجيا الفائقة، وهو تطور "غير مسبوق في التاريخ الاقتصادي الحديث".

وأوضح التقرير أنه إذا كانت براءات الاختراع مرتبطة بالإنفاق على البحث والتطوير، فإن الصين تنفق الآن أقل على كل طلب براءة اختراع ـ على قدم المساواة مع اليابان وكوريا الجنوبية الرائدتين منذ فترة طويلة. ومع ذلك، في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإن متوسط تكلفة الابتكار الحاصل على براءة اختراع أصبح باهظ الثمن بشكل متزايد. ويرى المؤلفان أن هذا يظهر "الأهمية المتزايدة لبراءات الاختراع ذات الأبحاث المكثفة" تركز الاقتصادات الغربية بشكل متزايد على الابتكار عالي الجودة والمكلف.

وكتب المؤلفان أنه منذ مطلع القرن العشرين، أنشأت الصين نظامًا علميًا وابتكاريًا، وهو ما ينعكس أيضًا في زيادة كبيرة في عدد الباحثين. وفي السنوات المقبلة، تبحث الصين أيضًا عن شركات أجنبية كشركاء لتطوير أفكار مبتكرة. وإضافة إلى ذلك، ففي الفترة من 2018 إلى 2020 فقط، خصصت بكين موازنة تعادل 1.6 تريليون يورو للتخطيط الإستراتيجي الصناعي ذي الصلة.

وحققت الصين تقدما سريعا في مجال الأدوية والتكنولوجيا الحيوية وأصبحت الآن على قدم المساواة مع الولايات المتحدة في طلبات براءات الاختراع. ومن ناحية أخرى، تخلفت أوروبا بشكل كبير في هذه الصناعة منذ عام 2005 تقريبًا.

وعلى الرغم من أن ألمانيا تمتلك البحوث الأكاديمية النشطة في مجال الأدوية، إلا أن براءات الاختراع لديها أقل من الدول الأخرى. واشتكت الجمعية من "ضعف الصلة بين بحوث الشركات التي تمولها الحكومة وتلك التجارية" ونقص الحوافز لتأسيس الشركات. فعلى سبيل المثال، تعاني شركتا الأدوية الألمانيتان الكبيرتان باير وميرك حيث أن حماية براءات الاختراع لنتائج البحث والتطوير المهمة التي تقومان بها على المستوى الداخلي بدأت تنتهي تدريجيا، كما أن قِلة قليلة من الإبداعات تحقق النجاح الاقتصادي.

وبشكل عام، لدى الاقتصادات أولويات مختلفة. ففي ألمانيا، جاء ما يقرب من 10% من طلبات براءات الاختراع بين عامي 2018 و2022 من صناعة السيارات والنقل. وفي الصين والولايات المتحدة، تأتي معظم براءات الاختراع من تكنولوجيا الحاسوب. وفي اليابان وكوريا الجنوبية، جاء الابتكار خلال هذه الفترة في المقام الأول من إنتاج الإلكترونيات والطاقة.

وإذا كان العدد الإجمالي لطلبات براءات الاختراع الدولية يرتبط بالسكان المناظرين، فستظهر صورة مختلفة: كوريا الجنوبية هي الاقتصاد الأكثر إبداعا، مع 4937 براءة اختراع لكل مليون نسمة في عام 2022. وبالمقارنة، لدى ألمانيا 1827 حالة، والصين 1170 حالة، لكنهما لحقتا بالركب أيضًا. 

وتوقع المؤلفان أنه من المرجح أن تستمر شدة المنافسة بين القطاعات الاقتصادية الكبرى في السنوات المقبلة. ويعتبر الاستثمار في البحث والتطوير أساس النمو الاقتصادي المستقبلي، وعدد براءات الاختراع المسجلة دوليا مؤشرا على درجة الابتكار في المجال الاقتصادي.