share
arabic.china.org.cn | 10. 07. 2024

الصين تقدم "ثروة" أيديولوجية لبناء حضارة بيئية عالمية

arabic.china.org.cn / 14:49:25 2024-07-10

10 يوليو 2024 / شبكة الصين/ قالت ماري إيفلين تاكر، عالمة الكونفوشيوسية الأمريكية والأستاذة في كلية دراسات الغابات والبيئة بجامعة ييل الأمريكية، خلال فعالية عرض ومراجعة الفيلم الوثائقي "رحلة إلى الكون" الذي احتضنته قاعة المحاضرات للذكرى المئوية بجامعة بكين، إن الكونفوشيوسية واحدة من أكثر أجزاء الحضارة الصينية إبهارًا، ومذاهبها الأيديولوجية غنية بالحساسية البيئية، فهي تخبر بأن البشر لا يمكن أن يكونوا بمفردهم لارتباطهم الوثيق بالمجتمع والأسرة والطبيعة.

وأبدعت ماري تاكر "رحلة إلى الكون" مع زميلها جون غريم المحاضر والباحث الكبير في الكلية على مدى 10 سنوات. ويستعين الفيلم الوثائقي بالشكل المرئي الشاعري والمثير للتأمل لدفع المشاهدين للتركيز على عملية التطور وقوانين الحياة في الكون، ودعوة البشر إلى الاهتمام بقيمة وجود الحياة الأخرى على الأرض، مما يلهم لبناء علاقة أوثق مع الأرض خلال الأزمات البيئية والمناخية والاجتماعية المتزايدة الخطورة.

وخلال الحدث ناقشت ماري والضيوف التزام الصين بـ"الكربون المزدوج" وأسلوب الحياة الأخضر ومجتمع الحياة بين الإنسان والطبيعة، وقالت "علم الكون الخاص بوحدة السماء والإنسان في الكونفوشيوسية يدمج البشر والطبيعة في كيان عضوي موحد، ويؤسس المبدأ الأساسي للتعايش المتناغم بين البشر والطبيعة، وهذه إحدى المساهمات العظيمة للكونفوشيوسية في الفلسفة الإيكولوجية العالمية".

وترى ماري أن الكونفوشيوسية، باعتبارها واحدة من أقدم المذاهب الأيديولوجية في العالم، هي أحد مفاتيح الحضارة الصينية التي استمرت لأكثر من 5000 عام. كما تختلف الكونفوشيوسية عن الفردية التي يروج لها الغرب، فهي تجمع بين مفاهيم مستقلة مثل الإنسان والبيئة الطبيعية والنظام الاجتماعي.

وحول جهود الصين الحالية لبناء الحضارة الإيكولوجية، قالت ماري إن التزام الصين بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 أمر بالغ الأهمية، ولأن الصين تأتي في طليعة العالم في تشجيع الحد من استهلاك الطاقة الأحفورية وإحلالها، فإن اقتراح الصين بأهداف "الكربون المزدوج" من شأنه أن يشكل نموذجا يحتذى للدول الأخرى.

وأوضح جون غريم أنه لاحظ أن فهم البشر لظاهرة الاحتباس الحراري يتغير. ففي الماضي، كان من المعتقد أن ارتفاع درجة الحرارة العالمية يجب أن يقتصر على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. وبعد المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف (كوب 28) لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الذي عقد في دبي نهاية عام 2023، يعتقد كثيرون أنه ينبغي رفع هذه القيمة إلى درجتين مئويتين. لذلك فإن جهود الصين لخفض انبعاثات الكربون وتحقيق الحياد الكربوني ستساعد في استقرار ارتفاع درجة الحرارة ضمن نطاق 1.5 درجة مئوية، وقال "إنها إشارة إيجابية".

وفي يونيو الماضي وهو في طريقه إلى مدينة كاشغار بمنطقة شينجيانغ الصينية لحضور منتدى، شاهد جون العديد من توربينات الرياح المثبتة على طول الطريق. ويرى أن هذا مهم للغاية لتقليل استخدام الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط وتحقيق تحول الطاقة. كما أشاد باهتمام المزيد من الشباب الصيني بالاستهلاك منخفض الكربون.

وفي 11 مارس 2018، أقرت الجلسة الأولى للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني "تعديل دستور جمهورية الصين الشعبية"، وتمت إضافة الحضارة الإيكولوجية إلى الدستور. وفي حديثها عن هذه الخطوة، قالت ماري إن تضمين مفهوم الحضارة الإيكولوجية في الدستور الصيني يعني أن بناء الحضارة الإيكولوجية في الصين له معنيان على المستويين القانوني والعملي.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号