بكين 3 يوليو 2024 (شينخوا) باتت هناك خيارات أكثر لخريجي المدارس الثانوية الصينية من حيث التخصصات الجامعية التي يمكنهم التقدم إليها خلال العام الجاري، وخاصة التخصصات الجديدة مثل علوم وهندسة أشباه الموصلات عالية الطاقة والمعدات البحرية الذكية والدراسات الصينية الكلاسيكية.

ويتواصل حاليا تقديم طلبات الالتحاق بالدراسة الجامعية بعد أن أصبحت النتائج في امتحان القبول بالجامعات الوطنية متاحة مؤخرا.

وشارك في امتحان هذا العام 13.42 مليون شاب، بزيادة قدرها 510 آلاف مقارنة بالعام السابق، وهو ما يمثل رقما قياسيا منذ عام 1977.

وفي إطار الامتحان الشديد التنافسية، يتسابق الطلاب لحجز المقاعد في 3117 مؤسسة للتعليم العالي بالصين، بما في ذلك 1308 كليات و1560 معهدا للتعليم العالي المهني.

وفي مارس الماضي، أصدرت وزارة التربية والتعليم الصينية دليل عام 2024 للتخصصات بالكليات والمعاهد، والذي أدرج 24 تخصصا جديدا من بين إجمالي 816 تخصصا.

وقال قان هاو هوي، خريج إحدى المدارس الثانوية بمقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، إنه مهتم بالتخصص الجديد للهندسة البصرية الذكية في معهد هاربين للتكنولوجيا في مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين.

وعلم قان من استعلامات الالتحاق بالمعهد أن هذا هو المعهد الأول في البلاد الذي يفتح التخصص الجامعي المدرج حديثا.

وأوضح قان: "تم إنشاء هذا التخصص تماشيا مع متطلبات التنمية في البلاد، ما يعني أن إمكانات التوظيف كبيرة"، مضيفا أن التخصص سيكون حيويا في مجالات الفضاء الجوي والتصنيع الدقيق والذكاء الاصطناعي والمعلومات الإلكترونية وما إلى ذلك.

وقال وانغ هاو يوي، من مكتب القبول بمعهد بكين للتكنولوجيا، إن طلب السوق على المواهب يتغير وسط التحول الصناعي في البلاد، وخاصة تطوير الذكاء الاصطناعي.

وبموجب خطة الالتحاق بالمعهد، سيتم إلحاق الطلاب المقبولين في التخصصات التي تشمل تكنولوجيا المعدات الذكية والطاقة الجديدة وتكنولوجيا المواد الذكية، سيتم إلحاقهم مباشرة ببرنامج الدراسات العليا بالمعهد في نفس التخصصات.

وقال وانغ: "تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي يمضي على قدم وساق في الصين. ودورات الذكاء الاصطناعي مطلوبة في جميع التخصصات في المعهد".

وتخطط تسوي مينغ تشن، خريجة المرحلة الثانوية بمدرسة بكين 101 المتوسطة، لتقديم طلب للالتحاق بكلية شينيا بجامعة تسينغهوا.

وقالت تسوي: "علمت أن الكلية تمارس التعليم العام في مجالي الرياضيات والعلوم الإنسانية، وتسمح للطلاب باختيار التخصص بعد السنة الأولى"، مضيفة أنها ستنظر لاحقا في اتجاهات مثل علوم الدماغ والهندسة الطبية والأتمتة، حيث أن البلاد في حاجة ماسة إلى الابتكار العلمي والتكنولوجي في هذه القطاعات.

وبالإضافة إلى الأهمية المعلقة على تخصصات العلوم والهندسة، تحدث تغييرات جديدة في مجال الفنون الحرة.

وتعد جامعة رنمين الصينية، ومقرها بكين، أول جامعة في البلاد تفتح تخصصا جامعيا في الدراسات الصينية الكلاسيكية هذا العام.

وقال وو يانغ، نائب عميد كلية الكلاسيكيات الصينية في الجامعة، إن الجامعة تخطط لإنشاء التخصص الجديد ليصبح تخصصا يتمتع ببنية معرفية شاملة، ويكسر حدود التخصصات في التاريخ واللغة الصينية وغيرهما.

وأضاف وو أن: "الغرض من هذا التخصص الجديد هو الانخراط في دراسة الصين القديمة من خلال تعلم الكلاسيكيات القديمة".

وأوضح وو أن الطلاب سيتعرفون على مجالات مثل العزف على الآلات الموسيقية الصينية القديمة وقراءة شرائح الخيزران وتعلم علم الفلك والتقويم والتنجيم القديم.

وقال تشو تشاو هوي، الباحث في الأكاديمية الوطنية الصينية للعلوم التربوية، إن التعليم العالي الصيني يتقدم باستمرار مع الزمن، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى خدمة الإستراتيجية الوطنية والتنمية الاجتماعية، مضيفا أن التخصصات الجديدة تؤكد على التكامل بين التخصصات، ما يعكس حاجة المجتمع المتنامية على نحو متزايد للمواهب الشاملة.