21 يونيو 2024 / شبكة الصين/ كتب أسيت بيسواس، الأستاذ الزائر في جامعة جلاسكو بالمملكة المتحدة، وسيسيليا توتاهادا، أستاذة كرسي في كلية الاستدامة الاجتماعية والبيئية، مؤخرًا مقالًا في صحيفة تشاينا ديلي يقولان فيه إن مستوى إدارة الأنهار في الصين يتبوأ مكانة رائدة في العالم. ويشير المقال إلى أن العالم كله يواجه أزمة مياه، وترجع بشكل رئيسي إلى ثلاثة عوامل.

أولاً، مع استمرار نمو سكان العالم، تتزايد أيضاً الأنشطة التجارية والصناعية. وتعتبر الموارد المائية حيوية لبقاء الإنسان والنظم الإيكولوجية. والمياه مطلوبة لجميع الأنشطة الهامة بما في ذلك إنتاج الغذاء وتوليد الطاقة والأنشطة الصناعية والتجارية وغيرها. ومع تزايد عدد السكان والتقدم الحضري، يتزايد أيضا الطلب على المياه للأنشطة ذات الصلة.

ثانيا، على الرغم من أن مستوى إدارة الموارد المائية في عدد قليل من البلدان مثل الصين وسنغافورة قد تحسن بشكل مطرد، فلا يزال الوضع في أجزاء أخرى من العالم لا يدعو للتفاؤل. وعلى سبيل المثال، انخفض استهلاك المياه في الصين لكل 10 آلاف يوان من الناتج المحلي الإجمالي ولكل 10 آلاف يوان من القيمة المضافة الصناعية في عام 2022 بنسبة 33.4% و50.3% على التوالي مقارنة بعام 2015. وحققت الصين إنجازات ملحوظة، ولكن لا يزال هناك مجال كبير لتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية.

وحتى عام 2020، كان تأثير تغير المناخ على الموارد المائية أكبر بكثير مما كان متوقعا. ونتيجة لذلك، أصبحت إدارة الموارد المائية أكثر تعقيدا وتتسم بعدم اليقين. ومعظم البلدان ليست مستعدة للتعامل مع هذه القضايا وتحقيق الحياد الكربوني في العشرين إلى الأربعين سنة القادمة.

ويرى المقال أيضا أن الصين كانت رائدة وابتكرت في مجال إدارة الأنهار وكانت مثالاً للدول الأخرى. وفي مارس 2023، اقترح وزير الموارد المائية الصيني لي قوه يينغ في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه وجوب احترام الحقوق الأساسية للأنهار في الطبيعة للبقاء على قيد الحياة، واعتبار الأنهار كائنات حية، وبناء أخلاقيات الأنهار، والحفاظ على الحياة الصحية للأنهار، وتحقيق التعايش المتناغم بين الناس والأنهار.

وفي مايو 2024، أثناء حضوره المنتدى العالمي العاشر للمياه، أشار الوزير الصيني إلى أن حل قضايا الأمن المائي واستخدام المياه لتعزيز الرخاء المشترك في الوقت الحاضر وفي المستقبل، من القضايا الرئيسية التي تواجه العالم. وترغب الصين في العمل مع المجتمع الدولي لتقديم إسهامات جديدة وأكبر في الكتابة المشتركة لفصل جديد في إدارة المياه العالمية.

وتُظهر ممارسات الصين ودول أخرى أن مبادئ وممارسات أخلاقيات الأنهار سوف تتطور بأشكال متنوعة في المستقبل. وسيضمن ذلك صحة وسلامة النظام الإيكولوجي للأنهار. وفي الوقت نفسه، فإن تحسين الأنهار والنظم الإيكولوجية في أحواضها سيعزز التنمية العالية الجودة والتنمية المستدامة في الصين وأجزاء أخرى من العالم، ويجلب فوائد أكثر لعدد أكبر من الناس. وسيساعد ذلك بلا شك على تعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.