22 مايو 2024 / شبكة الصين/ قالت صحيفة نيكي، أكبر صحيفة يومية يابانية متخصصة في الشأن الاقتصادي، إن القدرة التنافسية للصين تتحسن باستمرار في مجال التكنولوجيات المتطورة لمكافحة الانحباس الحراري العالمي. 

وأظهر استطلاع أجرته الصحيفة أن الصين تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد براءات الاختراع ذات الصلة لاستعادة وتخزين ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المصانع ومنشآت توليد الطاقة، أي ثلاثة أضعاف الولايات المتحدة التي احتلت المرتبة الثانية. كما يتزايد نفوذ الصين عندما يتعلق الأمر بإزالة الكربون من سلاسل التوريد.

وتعد إعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون إحدى التقنيات الرئيسية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتهدف إلى استعادة ثاني أكسيد الكربون الموجود في انبعاثات المصانع والغلاف الجوي، ومن ثم دفنه تحت الأرض أو استخدامه كمواد خام للمنتجات الكيميائية. وتتنافس الشركات من مختلف البلدان لإجراء البحث والتطوير التكنولوجي ذي الصلة. ويتوقع أن يزيد حجم السوق العالمية عدة مرات بحلول عام 2028، ليصل إلى أكثر من 15.2 مليار دولار أمريكي.

وبمساعدة معهد البحوث الإستراتيجية التابع لشركة ميتسوي وشركاه، قدمت صحيفة نيكي تحليلا لبراءات الاختراع من البلدان المتقدمة في الفترة من عام 2000 إلى فبراير 2024. وفي هذه العملية، استخدمت أدوات التحليل الخاصة بشركة LexisNexis، وهي منظمة خدمات معلومات الملكية الفكرية.

وأظهر التحليل أن إجمالي عدد براءات الاختراع المملوكة للشركات والمؤسسات البحثية الصينية بلغ 10,191، أي أربعة أضعاف العدد المسجل في عام 2015، وهو ما يمثل ما يقرب من 50% من إجمالي براءات الاختراع في العالم. فيما كان نصيب الولايات المتحدة 3,574 براءة اختراع لتحل في المرتبة الثانية، ومن خلفها اليابان بـ2,977 براءة اختراع.

ولاحظ التحليل الجودة العالية لبراءات الاختراع الصينية. وبمقارنة النتائج من جوانب مثل اهتمام المنافسين، احتلت براءات الاختراع الصينية المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. ومنذ منتصف عام 2010، ضاقت فجوة الجودة بين براءات الاختراع الصينية ونظيرتها الأمريكية بسرعة.

وتتمتع الشركات ومؤسسات البحث العلمي الصينية بقوة تقنية عالية في مجموعة واسعة من المجالات مثل فصل ثاني أكسيد الكربون واستخدامه كمواد خام للمنتجات الكيميائية. ومن حيث عدد براءات الاختراع الصادرة عن الشركات ومؤسسات البحث العلمي، تحتل الأكاديمية الصينية للعلوم وشركة الصين للبتروكيماويات المرتبة الأولى في العالم.

وتبذل الصين جهودًا على المستوى الوطني لتطوير التقنيات المتعلقة بإزالة الكربون. وإضافة إلى السيارات الكهربائية وبطاريات المركبات، فإن الصين تقود العالم أيضًا في إنتاج الألواح الشمسية ومعدات طاقة الرياح.

وبينما تبدأ الصين أخذ زمام المبادرة في إعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون، فإن إتقانها للتكنولوجيات المتطورة لإزالة الكربون يثير الانتباه.

وقال السفير الأمريكي لدى الصين نيكولاس بيرنز إن الأمريكيين لا يريدون العيش في عالم تهيمن عليه الصين، ولكن الحقيقة هي أن الصين تبدو وكأنها تقود اتجاهاً جديداً في التنمية البشرية.

وفي 3 مايو الجاري، أطلقت الصين المسبار تشانغ آه-6 بنجاح وسيهبط على الجزء الخلفي من القمر في مهمة استكشاف علمي. وتتخذ خطة الصين القمرية خطوة أولى تاريخية في استكشاف وتطوير الاقتصاد القمري البشري.

ومن الاقتصاد القمري، يمكننا التفكير في بعض المفاهيم الجديدة المماثلة، مثل الاقتصاد على ارتفاعات منخفضة (المسيرات هي الأساس)، واقتصاد الطاقة الجديد وما إلى ذلك. وجميعها محاولات للانفصال عن المفاهيم التقليدية وفتح فضاء اقتصادات جديد. ومن المثير للاهتمام أن الصين تلعب أيضًا دورًا رائدًا في كل هذه المجالات.

وقالت الصحيفة إنه إضافة إلى وجهات النظر الاقتصادية والتكنولوجية التقليدية، لتفسير مثل هذه "الظاهرة الصينية" الخاصة، يبدو أنه يجب التطرق إلى النظام، حيث أن السبب الرئيسي العميق وراء قدرة الصين على الأداء المبهر في العديد من المجالات الاقتصادية الجديدة ولعب دور قيادي في الاتجاه الجديد للتنمية البشرية يرتبط بالنظام السياسي والاقتصادي ذي الخصائص الصينية.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الأخرى لا تقبل وجهة النظر هذه، ولا ترغب في قبولها. ولكن الحقيقة المحرجة بالنسبة لهم هي أن الولايات المتحدة والغرب يواجهون في الآونة الأخيرة المزيد من مشاكل التنمية التي لا يمكن حلها في الواقع في ظل أنظمتهم. وفي الواقع، هذه المشاكل نفسها هي نتيجة لعمل أنظمتهم.