الرئيس الصيني شي جين بينغ يصافح نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر الصحفي المشترك بالعاصمة باريس في 6 مايو 2024

15 مايو 2024 /شبكة الصين/ أشاد خبراء دوليون بالزيارات الرسمية التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فرنسا وصربيا والمجر، مشيرين إلى نتائجها المثمرة وتأثيرها الإيجابي.

وقالوا إن جولة شي الأوروبية، التي امتدت لستة أيام، هي الأولى للرئيس الصيني منذ خمس سنوات، وكانت محورية للتعاون الاقتصادي البنّاء ومهمة للعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف.

وفي فرنسا أصدر شي بيانا مشتركا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأعلن بناء مجتمع صيني صربي بمستقبل مشترك في العصر الجديد مع نظيره الصربي ألكسندر فوسيتش، وصرح بارتقاء العلاقات الثنائية بين الصين والمجر إلى مستوى شراكة تعاون إستراتيجي شاملة في جميع الأحوال للعصر الجديد مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

وقال جاك ميدجلي مدير شركة Midgley & Co الرائدة للاستشارات، إن زيارة الرئيس الصيني ستجلب إنجازات ضخمة لجميع البلدان المعنية، بما في ذلك الصين وفرنسا وصربيا والمجر، كما تشير إلى طريق المشاركة البناءة من أجل التنمية الاقتصادية والتوظيف.

وأوضح ميدجلي أنه مع تطور الصين وتمتعها بنفوذ اقتصادي وسياسي أقوى، يتعين على دول أوروبا أن تقرر كيفية التعامل مع الصين، وقال "يجب فعلها خارج ظل الولايات المتحدة... دعونا نقوم بذلك على أساس المصلحة المتبادلة".

ونوه ميدجلي، وهو أيضًا أستاذ مساعد في برنامج الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون في واشنطن، إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الصين وأوروبا تتسم بتطوير البنية التحتية وتعزيز فرص العمل والاستثمار الأجنبي وما إلى ذلك، ما يسمح بمناقشة أكثر عملية ويشجع الدول الأوروبية على النظر إلى العلاقة من منظور ثنائي.

ومن جانبها أكدت يلينا جروبور ستيفانوفيتش، مديرة المكتب التمثيلي لغرفة التجارة والصناعة الصربية لدى الصين، أن زيارة شي التاريخية تعد دفعة لمزيد من التوسع في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وصربيا. مضيفة أنه خلال زيارة الرئيس الصيني إلى صربيا الأسبوع الماضي، أعلن شي عن ست خطوات رئيسية لدعم بناء مجتمع صيني صربي بمستقبل مشترك، بما في ذلك اتفاقية التجارة الحرة التي ستدخل حيز التنفيذ أول يوليو المقبل.

وذكرت ستيفانوفيتش أن الجميع ينتظر بفارغ الصبر دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ لما تمثله من فرصة للجميع. معتبرة أن الاتفاقية واحدة من أهم التفاهمات التي وقعتها صربيا في العقدين الأخيرين، كما أنها اتفاقية ستخلق زخمًا جديدًا لاقتصاد صربيا في المستقبل، مشيرة إلى أن اتفاقية التجارة الحرة يمكن أن تكون بمثابة فرصة للشركات الصربية للاندماج في سلاسل التوريد الدولية للتكتلات الصناعية الصينية، وللشركات الغربية للدخول بشكل أفضل إلى السوق الصينية عبر صربيا، وللشركات الصينية لمواصلة خلق فرص نمو من خلال صربيا نحو أسواق العملاء الغربيين.

فيما قالت إيفونا لادجيفاك، نائبة مدير معهد السياسة والاقتصاد الدولي في بلغراد وزميلة أبحاث أولى في المعهد، إن زيارة شي إلى صربيا تحمل آثارا مهمة على العلاقات الثنائية والديناميكيات الجيوسياسية الأوسع نطاقا. وأوضحت أن بلادها هي الأولى أوروبيا التي تتبنى المبادرات العالمية التي اقترحتها الصين وتدعو إلى مبادئ مثل السلام في العالم والأمن المشترك وتنمية المناطق المختلفة على هذا الكوكب.

وقال جيولا ثورمر، رئيس حزب العمال المجري، إن الصين اليوم تقدم التعاون للعالم كشريك قوي ومتين، فقد قضت على الفقر الجماعي وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ونما اقتصادها بـ5% العام الماضي، وتدعم تطوير الابتكار والتصنيع الحديث. مشيرا إلى أن الأهم من ذلك هو أن الصين لا تفرض حلولها على أحد، فلا تقدم وصفات جاهزة للمجر، ولا حتى مشورة بشأن ما يجب أن تكون عليه الدولة المجرية، مضيفا أن تطوير العلاقات المالية المجرية الصينية، كما قال وزير المالية المجري ميهالي فارجا، يمكن أن يعزز أمن إدارة الديون المجرية.

وأكد أندريه كارنيف، رئيس كلية الدراسات الشرقية في المدرسة الوطنية العليا للاقتصاد بالجامعة الوطنية للبحوث في موسكو، أن روسيا تثمن عالياً نتائج جهود شي الذي دعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الوقت المناسب، وتعترف به روسيا وأوكرانيا ويضمن مشاركة جميع الأطراف على قدم المساواة ومفاوضات عادلة حول جميع خطط السلام.