8 مايو 2024 / شبكة الصين/ روجت شخصيات في الولايات المتحدة والغرب ما أطلقت عليه "نظرية القدرة الفائضة" للطاقة الجديدة في الصين، لكن هذا التوجه لا يخفي الإمكانات والجاذبية الهائلة لسوق الطاقة الجديدة في الصين. وفي سياق التنمية الخضراء التي أصبحت على نحو متزايد الموضوع الرئيسي في العالم، ضخت شركات السيارات متعددة الجنسيات استثمارات جديدة في السوق الصينية و"صوتت" لصالح آفاق تنمية سوق الطاقة الجديدة في الصين من خلال إجراءات ملموسة.

وأكد مسؤول بمجموعة هيونداي موتور الكورية الجنوبية أن ثورة الطاقة الجديدة في مجال السيارات أصبحت منذ فترة طويلة بمثابة إجماع اجتماعي. مضيفا أنه في مواجهة الصين، أكبر سوق لمركبات الطاقة الجديدة في العالم، تمتلك هيونداي توقعات بعيدة المدى لتطوير السيارات الكهربائية في الصين، وقال "بدعم سياسات صناعة مركبات الطاقة الجديدة واعتراف المستهلكين المستمر بالتكنولوجيا والطاقة الجديدة، ستشهد سوق السيارات الكهربائية في الصين نموًا سريعًا، ونحن متفائلون بشأن آفاق السوق الصينية".

وخلال زيارته الأخيرة للصين مع المستشار الألماني أولاف شولتز، أكد رئيس مجموعة بي ام دبليو أوليفر زيبسي الالتزام بتعميق العمل في السوق الصينية، وقال "الصين هي المستقبل وأكبر سوق للمجموعة في العالم، ونجاحنا المستمر في الصين لا ينفصل عن النمو والتطوير المتواصل لبصمتنا في الصين".

وتواصل شركات السيارات العالمية ضخ استثمارات أكبر في الصين، حيث أنشأت شركة فولكس فاغن أكبر مركز للبحث والتطوير خارج ألمانيا في الصين للتركيز على تكنولوجيا المركبات الذكية المتصلة؛ وستبدأ أول قاعدة إنتاج لمركبات كهربائية نقية لعلامة أودي في الصين إنتاجها نهاية عام 2024؛ وتخطط تويوتا لإطلاق المزيد من الطرازات الجديدة في السوق الصينية. وتدل زيادة شركات السيارات العالمية استثماراتها في السوق الصينية بشكل أكبر على ثقة الاستثمار الأجنبي في صناعة سيارات الطاقة الجديدة في الصين وإمكانات السوق.

وتشعر شركات السيارات متعددة الجنسيات بالتفاؤل بشأن سوق الطاقة الجديدة في الصين، إلا أن البعض في الولايات المتحدة والغرب بدأوا مؤخرا تضخيم ما يسمى "نظرية القدرة الفائضة" للطاقة الجديدة في الصين. ويرى خبراء أن هذه الحجة مدفوعة بشكل أساسي بالحمائية ومحاولات تقييد تطوير وتصدير الصناعات الصينية ذات الصلة.

وفي السنوات الأخيرة، احتل إنتاج ومبيعات مركبات الطاقة الجديدة في الصين المرتبة الأولى في العالم لسنوات عديدة متتالية، ووصل عدد صادرات مركبات الطاقة الجديدة إلى مستوى جديد. ويزعم البعض أن الصين حققت مزايا صناعية من خلال سياسات الدعم والإعفاء الضريبي، مما أدى إلى تدفق منتجات الطاقة الجديدة "الرخيصة" إلى السوق العالمية و"الإضرار" باقتصادات البلدان الأخرى. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن الإعانات الصناعية بمثابة ممارسات شائعة في جميع أنحاء العالم وموجودة في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، مع المزيد من المشاريع وكثافة أكبر. واليوم، دخلت صناعة الطاقة الجديدة الصينية بالفعل "مسار التسارع" لتحقيق التنمية من خلال المنافسة في السوق.

ويقول آخرون إن قدرة إنتاج الطاقة الجديدة في الصين تجاوزت الطلب العالمي. ومع ذلك، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، سيصل الطلب العالمي على مركبات الطاقة الجديدة إلى 45 مليون وحدة في عام 2030، أي 4.5 ضعف ما كان عليه في عام 2022؛ وسيصل الطلب العالمي على القدرة المركبة الكهروضوئية الجديدة إلى 820 جيجاوات، أي ما يقرب من أربعة أضعاف ما كان عليه في عام 2022. 

وفي الوقت نفسه، وبسبب التقدم البطيء في تحويل الطاقة في البلدان النامية، يستمر الطلب على منتجات الطاقة الجديدة في النمو. وأكد لياو مين، نائب وزير المالية الصيني، أن القدرة الإنتاجية الحالية بعيدة كل البعد عن تلبية طلب السوق، وخاصة الطلب المحتمل الضخم على منتجات الطاقة الجديدة في العديد من البلدان النامية.

وأشار تشنغ يونغ نيان، الأستاذ في جامعة هونغ كونغ الصينية وعميد معهد تشيانهاي للشؤون الدولية، إلى أنه من أجل دعم التنمية الخضراء العالمية والوفاء بالتزامات الحياد الكربوني استثمرت الصين في صناعة الطاقة الجديدة وطورتها ووسعتها، والتي لم تساهم فقط بمنتجات طاقة جديدة أقل تكلفة وأكثر نضجا لتسريع عملية إزالة الكربون في العالم، ولكنها ساعدت أيضا المزيد من البلدان على خلق صناعات ووظائف جديدة.

وقال كلاوس سيسيولا، مصمم السيارات الشهير عالميًا ونائب رئيس شركة تشانغآن للسيارات "لا أرى قدرة فائضة، ما أراه هو الطلب الهائل على مركبات الطاقة الجديدة في السوق العالمية، وستؤثر الصين على السوق العالمية بشكل أعمق مما نراه اليوم".