القاهرة أول مايو 2024 (شينخوا) دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال استقباله اليوم (الأربعاء) نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل إلى إبداء المرونة اللازمة للوصول إلى اتفاق يدفع نحو التهدئة في قطاع غزة، وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في بيان إن شكري استقبل اليوم سيجورنيه الذي يزور القاهرة في إطار استكمال التشاور والتنسيق الوثيق بين الوزيرين لحلحلة الوضع المتأزم في قطاع غزة واحتواء التصعيد الإقليمي في المنطقة.

وشهدت المحادثات بين الوزيرين تبادل التقييمات بشأن مفاوضات الهدنة الجارية بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين.

وأكد شكري على ما تبذله مصر من جهود مضنية للوصول إلى اتفاق من خلال طرحها لمقترحات قابلة للتنفيذ، ونوه بأهمية إبداء الأطراف للمرونة اللازمة للوصول إلى اتفاق يحقن دماء الفلسطينيين ويدفع نحو التهدئة، وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار.

من جهته، أبدى وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه حرص بلاده على دعم الجهود العربية من أجل التوصل إلى أفق حقيقي لحل القضية الفلسطينية، استنادا لمكانة فرنسا كعضو دائم في مجلس الأمن ودولة داعمة للقضايا العربية، وفي مقدمتها الحقوق الفلسطينية.

وشدد الوزيران على الرفض المطلق لأية محاولات إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين خارج غزة، وجعل القطاع منطقة غير قابلة للحياة.

كما اتفقا على الرفض الكامل لأي عملية عسكرية برية في مدينة رفح الفلسطينية لمخاطرها الإنسانية غير المحتملة وتهديدها لاستقرار المنطقة، مع وجود أكثر من 1.4 مليون فلسطيني نازح في جنوب القطاع، باعتباره المنطقة الوحيدة الآمنة نسبيا في القطاع.

وتطرقت المحادثات أيضا إلى الوضع المحتدم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث استعرض سيجورنيه نتائج زيارته الأخيرة إلى لبنان وجهود بلاده لاحتواء التصعيد في جنوب لبنان للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع في المنطقة وتجنيب لبنان المزيد من عوامل عدم الاستقرار على خلفية الوضع في غزة.

وأكد الوزير الفرنسي أن الهدنة المحتملة في غزة يتعين أن تقترن بهدنة مماثلة في لبنان.

وفي السياق ذاته، أكد مصدر مصري رفيع المستوى اليوم استمرار جهود الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة وسط أجواء إيجابية.

ونقلت قناة (القاهرة الإخبارية) الفضائية المصرية عن المصدر قوله إن هناك مشاورات مصرية مع جميع الأطراف المعنية لحسم بعض النقاط الخلافية بين الطرفين.

ويسعى الوسطاء المصريون والقطريون إضافة للولايات المتحدة إلى التوصل لصفقة تبادل الأسرى وهدنة ثانية بين إسرائيل وحركة حماس بعد الأولى التي استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر الماضي.

واستضافت مصر أول أمس (الاثنين) وفدا من حماس برئاسة نائب رئيس الحركة في غزة رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، حيث جرت مباحثات بين الطرفين بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة تبادل مع إسرائيل.

وتقدر إسرائيل وجود نحو 134 محتجزا إسرائيليا في غزة، في وقت أعلنت فيه حركة حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.

وتحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 9 آلاف أسير فلسطيني زادت أوضاعهم سوءا منذ أن بدأت حربها على غزة وتوفي عدد منهم، وفق منظمات فلسطينية معنية بالأسرى.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت إلى دمار كبير في المنازل والبنية التحتية، ومقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.