بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

29 أبريل 2024 /شبكة الصين/ عملت الصين منذ فترة الإصلاح والانفتاح في سبعينيات القرن الماضي على تعزيز تنميتها الاقتصادية ودعم التبادلات في مختلف القطاعات مع دول العالم، ومع تطور الصناعات الصينية، وصلت البلاد خلال القرن الحالي إلى مستوى مميز في كمية وجودة منتجاتها، حيث ركزت الحكومة الصينية في مختلف خططتها التنموية في السنوات الأخيرة على تحسين جودة منتجاتها في جميع القطاعات وذلك من خلال دعم الثورة العلمية والصناعية وتعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي وتعزيز الصناعات الناشئة مع الارتقاء بالصناعات التقليدية إلى مستوى جديد، وكل ذلك جعل الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم كما أنها تتفوق على كل دول العالم في قطاع صناعات الطاقة النظيفة والمتجددة، ومن المقرر أن تصبح "عملاق الطاقة المتجددة" في العالم في السنوات الخمس المقبلة.

بالإضافة إلى القوة الإنتاجية الصينية الهامة على مستوى العالم، قامت الصين أيضا بوضع سياسات لدعم البيئة الأيكولوجية وتوفير المزيد من المساحات الخضراء في البلاد، وتعزيز التنمية المستدامة الخضراء وإزالة الانبعاثات وتحقيق أمن الطاقة والحياد الكربوني، حيث أقامت الصين نظاما جديدا للنقل في البلاد يركز أكثر على "النقل الأخضر" والنقل الذكي قائم على استعمال معدات هامة للطاقة النظيفة التي تصنعها وتدعمها الصين، لتساهم البلاد بنسبة 60% من الإجمالي العالمي لمركبات الطاقة النظيفة، وهذا يجعل الصين في المرتبة الأولى عالميا في هذا القطاع، وأيضا تقوم الصين بدعم مشاريع الطاقة الشمسية داخل وخارج البلاد وتصنيع تجهيزات تستهلك أقل نسبة من الطاقة والتعاون مع دول العالم في هذه القطاعات التي تساهم في تنفيذ سياسة التنمية المستدامة الخضراء في العالم، كما توفر الصين منتجات نظيفة ومنخفضة الأسعار لتساهم بشكل كبير في الهدف العالمي المتمثل في التخلي عن الطاقة التقليدية وتوفير طاقة نظيفة، إذ تساهم الصين بتوفير 50% من طاقة الرياح في العالم و80% من المعدات المتطورة الكهروضوئية، وتصدر منتجات طاقة الشمس والرياح إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم مع تقليص تكاليف توليد الكهرباء على مدار العشر سنوات الماضية، وقد نمت التجارة الصديقة للبيئة الصينية في الفترة الممتد بين 2012 إلى 2021 بنسبة أكثر من 146%.

كما أظهرت الصين في السنوات الأخيرة تحملها مسؤوليتها العالمية في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة ومساهمتها الفعالة والدائمة في هذا المجال، من خلال إقامة مراكز أبحاث ذات مستوى عالمي لتوفير المزيد من الأنظمة والتقنيات التي تساهم في تعزيز الطاقة النظيفة في العالم، حيث سجلت الصين نموا كبيرا في القدرة الإنتاجية للطاقة الجديدة، وتعاونت مع مختلف الدول في هذا المجال، لتطلق رسميا في عام 2023 أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في صحراء الامارات العربية المتحدة، كما قامت الشركات الصينية أيضا ببناء محطة نور بالمغرب للطاقة الشمسية المركزة، وتُعتبر هذه المحطة إحدى أهم المحطات على المستوى العالمي، إذ تنتج أكثر من 200 ميغاواط من الكهرباء وتسعى إلى مضاعفة هذه النسبة في السنوات القادمة. كما سجلت الصين ارتفاعا في استثمارات الطاقة المتجددة والتي ساهمت بما قيمته 11.4 تريليون يوان صيني في اقتصاد البلاد في عام 2023، وساهمت الصين أيضا بنصف سعة الطاقة المتجددة العالمية الجديدة المركبة خلال عام 2023 بسعة إجمالية قدرها 510 غيغاواط، وكل ذلك يبرز النجاح الصيني في قطاع الطاقة المتجددة على المستوى المحلي والعالمي من خلال إقامة تعاون مثمر مع العديد من الدول بهدف الدفع باتجاه التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة النظيفة.

إن نظرية "القدرة الإنتاجية الزائدة" التي تروج لها الولايات المتحدة الأمريكية حول الصين، هي عبارة عن محاولة أمريكية فاشلة لضرب الصين ووضع "ذريعة مزيفة" للحد من النجاح الصيني على مستوى العالمي، وهذه النظرية هي مجرد محاولة لتشويه صورة النجاح الصيني مقابل عدم تقديم الولايات المتحدة حلول في العديد من المجالات لمختلف دول العالم لمعالجة أهم القضايا إلحاحا على مستوى العالم مثل الطاقة الجديدة وتوفير بيئة أيكولوجية تتماشى مع مختلف احتياجات شعوب العالم. كما أن التفوق الصيني الرائد في مجال الطاقة الجديدة يبرز القدرة القوية في الابتكار والمنافسة النزيهة والتعاون المتبادل مع مختلف دول العالم، ولا تمثل هذه القوة الصينية أي خطر على بقية دول العالم، بل تدعم التنمية المستدامة الخضراء في العالم.