28 أبريل 2024 / شبكة الصين/ على مدار العقد الماضي، وباعتبارها مشروعا رائدا وعلامة تجارية مميزة لمبادرة "الحزام والطريق"، أصبحت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا قناة لوجستية مهمة تربط آسيا وأوروبا، مما يدل على قيمتها الفريدة وسط أزمة البحر الأحمر التي عطلت نقل البضائع العالمي.

وبالتركيز على الموضوعات ذات الصلة، قال العديد من الخبراء الأجانب إن قطارات الشحن بين الصين وأوروبا ليست مجرد قناة لوجستية، ولكنها أيضا شريان جديد يعزز التعاون الدولي والتنمية الاقتصادية. ويجسد تصميم الصين على الانفتاح على العالم الخارجي ورؤيتها للرخاء المشترك مع الدول الأخرى في العالم. ومع استمرار تطور هذه القطارات، فإنها ستواصل توفير فرص جديدة للدول الواقعة على طول الطريق وتقديم إسهامات أكبر لاستقرار ونمو الاقتصاد العالمي. 

وأكد فابيو ماسيمو بارينتي، الخبير في معهد لورينزو دي ميديشي للعلاقات الدولية في إيطاليا، أن قطارات الشحن بين الصين وأوروبا بوصفها مشروعا رئيسيا في البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، واصلت في السنوات العشر الماضية الابتكار وأدت دورا تكميليا مهما للطرق البحرية. 

وقال الخبير الإيطالي: "اليوم، لا يزال تأثير الصراعات الجيوسياسية يتوسع، خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا ومناطق أخرى. وأدت أزمة البحر الأحمر إلى حد كبير إلى تقليل الاستقرار الإقليمي وإمكانية التدفق التجاري الطبيعي، لكن قطارات الشحن بين الصين وأوروبا أثبتت مرة أخرى أهمية التعاون الصيني الأجنبي والتعاون الاستثماري اللذين تدعو إليهما الصين. وإن اقتراحات الصين ووجهات نظرها واضحة للغاية وتعود بالنفع الكبير على المجتمع الدولي.

وأشار هانز فيلنر، الأستاذ في جامعة فيينا بالنمسا، إلى أنه في الوقت الذي تواصل فيه أزمة البحر الأحمر توسعها وتتأثر بها الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد العالمية، اضطلعت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا بدور "الاستقرار" وهو تطلع إلى مواصلة أوروبا والصين تعميق التعاون و"جلب المزيد من السلام والعقلانية للعالم". ويرى أن هذه القطارات ستؤدي دورا أكثر أهمية.

وقال بنجامين نورتون، رئيس تحرير التقرير الاقتصادي الجيوسياسي: "في الوقت الحالي، تتأثر سلسلة التوريد العالمية بجائحة كوفيد-19، وأزمة أوكرانيا وأزمة البحر الأحمر، لكن قطارات الشحن بين الصين وأوروبا قدمت مثالا هاما للعالم، حيث عززت التجارة والتبادلات والتواصل والترابط. ويعتقد أن هذه القطارات يمكنها المساعدة في تخفيف أزمات النقل العالمية مثل أزمة البحر الأحمر، وبالتالي الحفاظ على مستويات عالية من الصادرات والتنمية السريعة نسبيا.

وقال حسن داؤود، الدبلوماسي الباكستاني السابق في الصين ومدير مركز الأبحاث الإقليمي "الحزام والطريق والحوكمة العالمية" التابع للمعهد الباكستاني لسياسات التنمية المستدامة، إن قطارات الشحن بين الصين وأوروبا تجسد روح العولمة والترابط والتفاعل الإقليميين. ومن خلال تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين مختلف البلدان والمناطق، ساعدت هذه القطارات العديد من البلدان على تحقيق الرخاء والتنمية. وتعمل باكستان أيضا بنشاط على تعزيز بناء شبكة النقل بالسكك الحديدية، على أمل تعزيز التعاون مع أوروبا والصين من خلال هذه القطارات وإحياء روح طريق الحرير القديم في الصين.

وحتى فبراير 2024، غطت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا 120 مدينة في الصين و219 مدينة في 25 دولة أوروبية، مما وفر زخما قويا للتنمية الاقتصادية الإقليمية. ويرى الخبير الإيطالي فابيو أن أكثر من 200 مدينة في أوروبا يمكنها الاستفادة بشكل مباشر من هذه القطارات لأنها تخلق لوجستيات دولية مرنة وتضخ قوة دافعة جديدة للتنمية في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وهذا هو أهم إسهام لها.  

وأشار بيرتهولد كون، الأستاذ في جامعة برلين الحرة وكبير المستشارين الاقتصاديين بالمفوضية الأوروبية، وباتريك سوريك، الباحث المساعد السابق في البوندستاغ الألماني، إلى أن قطارات الشحت بين الصين وأوروبا جزء مهم من مبادرة "الحزام الطريق".

وقال داريل جوبي، عضو مجلس الإدارة السابق لمجلس الأعمال الأسترالي الصيني والممثل الأسترالي لغرفة التجارة الدولية لطريق الحرير، إن هذه القطارات تمر عبر آسيا الوسطى وتربط بين الصين ودول أوروبا الغربية، مما يوفر إمكانية أخرى للإصلاح اللوجستي. وأشار كذلك إلى أن القطارات المذكورة طبقت روح مبادرة "الحزام والطريق"، وعززت العلاقات التجارية بين العديد من الدول في العالم، وحسنت النظام اللوجستي الدولي، وهو ما ينبغي للدول الأخرى الاعتراف به.