share
arabic.china.org.cn | 22. 04. 2024

تحقيق إخباري: بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب .. مكتبات دمشق تساهم في المحافظة على حب القراءة

arabic.china.org.cn / 21:33:10 2024-04-22

دمشق 22 أبريل 2024 (شينخوا) يعد الكتاب حقا وسيلة ضرورية للانتفاع بالمعارف ونقلها ونشرها في ميادين التربية والتعليم والعلوم والثقافة والإعلام في جميع أرجاء العالم، لذلك فإن الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف يوم 23 أبريل من كل عام إنما يتمثل في تعزيز التمتع بالكتب والقراءة.

وتهتم مكتبات دمشق باقتناء الكتب المهمة لنشر الثقافة وتحفيز الناس على القراءة في ظل التحول الرقمي وغياب الكتاب الورقي.

ولقد بات اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف منبراً يجمع الملايين من الناس في جميع أركان العالم، وذلك بفضل المشاركة النشطة لجميع الأطراف المعنية وهم الناشرون والمعلمون وأمناء المكتبات والمؤسسات العامة والخاصة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية ووسائل الإعلام وكل من يسعى للعمل الجماعي في مجال الكتب والتأليف.

ويعتبر تاريخ اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، تاريخا رمزيا في عالم الأدب، كونه يوافق ذكرى وفاة عدد من الأدباء العالميين، مثل ميغيل دي ثيربانتسو وهو جندي وكاتب مسرحي وروائي وشاعر إسباني ووليم شكسبير شاعر وكاتب مسرحي وممثل انجليزي بارز في الأدب الأنجليزي خاصة، والأدب العالمي عامة وسمي بشاعر الوطنية،وغارثيلاسو دي لا فيغا كاتب وشاعر عسكري إسباني.

وفي سوق المكتبات بمنطقة الحلبوني بوسط العاصمة دمشق، تؤدي بوابة بناء ضيقة إلى مكتبة فريدة من نوعها أصبحت ملاذا لمحبي الكتب في المدينة، والبحث عن عناوين الكتب المهمة ، خاصة في زمن التحول الرقمي وغياب الكتاب الورقي.

وتشكل المكتبة الحديثة، التي يملكها بشير جركس البالغ من العمر 80 عاما، علامة بارزة منذ ما يقرب من ستة عقود، والمحاطة بجدران مصنوعة من الكتب والأوراق، وكرس جركس حياته لمشاركة حبه للقراءة مع المجتمع من خلال حثهم على القراءة واقتناء الكتب.

وبدأ جركس عمله في المكتبة بـ 50 كتابا فقط، والآن تضم مكتبته أكثر من 100000 كتاب وفيها عناوين مختلفة من أمهات الكتب.

وفي حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) ذكر جركس أن الاتجاه في عادات القراءة يتطور باستمرار، ولاحظ أن رغبات الناس تغيرت بمرور الوقت، في الماضي، كانت النصوص الدينية والسياسة والشعر خيارات شائعة، ولكن الآن هناك طلب متزايد على الكتب التي تتحدث عن النمو الشخصي والروايات.

وقال جركس الذي جلس على كرسيه وخلفه العشرات من الكتب، إن "الكتب هي حياتي، لا أستطيع العيش بدونها".

واستذكر الرجل الثمانيني بالعمر حادثة وقعت معه عندما كسرت قدمه قائلا " ذات مرة كسرت قدمي ولم أستطع الجلوس في المنزل، ففضلت الجلوس بين الكتب في ذلك الوقت لأنني لا استطيع البقاء في المنزل، فأنا أحب وأفضل البقاء في المكتبة، والشعب السوري يحب القراءة ولا يزال يقدرها، حتى لو اضطر إلى استعارة كتاب أو دفع ثمنه بالتقسيط ".

ومع تقدمه في السن، توقف عن قراءة الكتب من الغلاف إلى الغلاف، ولكنه يقرأ ملخصات الكتب لتصنيفها بكفاءة في المكتبة، ورسالته في اليوم العالمي للكتاب هي أنه يجب على الناس الاستمرار في القراءة.

وقال جركس "أنصح الجميع بمواصلة القراءة لأنها تفيد الناس وأطفالهم والمجتمع ككل، ومن المؤسف أن يترك الإنسان الكتب".

وبدوره حفيده، المسمى أيضا بشير، سار على خطى جده، حيث عمل في المكتبة ويخطط لمواصلة إرث العائلة، ويرى جركس الأصغر أن بيع الكتب مهنة نبيلة، تجذب الشريحة الفكرية في المجتمع.

وقال حفيد بشير جركس، وهو يعمل في مكتبة جده في دمشق، لوكالة ((شينخوا)) "إنها مهنة نبيلة، يأتي إليك المثقفون، وبشكل عام،والعملاء من الطبقة المتعلمة،سواء كانت غنية أو فقيرة، وبالتالي الطبقة المثقفة التي نتعامل معها تشعرك بالراحة ".

على الرغم من ظهور الكتب وملفات PDF عبر الإنترنت، يعتقد جركس أن الكتب التقليدية لا تزال تحمل سحرا خاصا لا يمكن تكراره.

وتابع حفيد بشير جركس يقول "لا تزال الكتب تتمتع بسحرها حتى مع ظهور الكتب الإلكترونية أو الملخصات على الإنترنت، وتحتفظ الكتب بسحرها عندما تفتحها وتقرأها وتتفاعل معها، ومع صفحاتها".

في غضون ذلك، أعرب خليل حداد، مدير مكتبة دار أسامة، وهي مكتبة أخرى بدمشق، عن قلقه من تراجع القراءة وملكية الكتب في سوريا، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وارتفاع أسعار الكتب بشكل كبير الأمر الذي جعل من الصعب على القراء شراء كتب جديدة.

وقال حداد "هناك تراجع كبير في القراءة بسبب ضعف القدرة الشرائية للقارئ السوري "، مؤكدا أن " القارئ مازال موجودا، لكن أسعار الكتب ليست في متناول الجميع، وبعض القراء لم يعد بإمكانه شراء الكتب بسبب ارتفاع أسعارها وتكاليف الورق والطباعة".

ومع ذلك، يظل حداد متفائلا لأنه يرى أن الناس يجدون طرقًا مبتكرة لمشاركة الكتب وتوزيعها فيما بينهم.

وأضاف حداد " بعض القراء يتعاونون معا ويشترون كتابا واحدا أو يشتري كل شخص كتابا ويتبادلون الكتب فيما بينهم، فتنتشر القراءة بين الجميع، ويلجأ البعض إلى الاستعارة من المكتبات العامة ".

وتؤكد رسالة حداد في اليوم العالمي للكتاب على أهمية القراءة باعتبارها نور الحياة وتصف الفرح الفريد والارتباط الروحي الذي يأتي مع حمل كتاب وقراءته.

وقال حداد "القراءة نور الحياة، وحمل كتاب وقراءته له طعم مختلف، إنها علاقة روحية مع الكتاب".

ومن جانبها رأت الشابة عبير الطويل (25 عاما) أن الكتاب كان ومازال هو عالمها الخاص، ولا يمكن أن تتخلى عن القراءة مهما كانت الظروف.

وقالت الشابة عبير الطويل، وهي طالبة دراسات عليا في جامعة دمشق لـ ((شينخوا)) "تعلقت منذ طفولتي بالكتاب، وقرأت الكثير من الروايات العالمية، والكتب العلمية المتعلقة باختصاصي في مجال العلوم الفلكية والجغرافيا"، مؤكدة أن الظروف المعيشية الحالية في سوريا باعدت الناس عن القراءة، لكن من يحب القراءة ويعشقها لا يمكن أن يتخلى عنها مهما كانت الظروف.

وأشارت إلى أن اليوم العالمي للكتاب، هو يوم مهم ويجب أن يقام فيه مهرجانات للتعريف بأهمية الكتاب.

وضمن احتفالات منظمة اليونسكو بهذا اليوم، تقوم المنظمة بالتعاون مع منظمات دولية معنية بصناعة الكتب، باختيار مدينة كعاصمة دولية للكتاب.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号