رام الله 21 أبريل 2024 (شينخوا) شهدت مدن الضفة الغربية اليوم (الأحد) إضرابا شاملا احتجاجا على مقتل 14 فلسطينيا خلال عملية عسكرية واسعة للجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم ومخيمها استمرت 3 أيام متواصلة.

وأغلقت المحال التجارية والمدارس والجامعات والبنوك أبوابها في مدن رام الله والخليل ونابلس وطولكرم وبيت لحم وسلفيت وقلقيلية وطوباس والأغوار وجنين تلبية لدعوة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

ودعا بيان صادر عن الحركة التي يتزعمها الرئيس محمود عباس الجماهير الفلسطينية إلى التوجه لمناطق التماس مع الجيش الإسرائيلي في كل مدينة وقرية ومخيم في الضفة الغربية والخروج بمسيرات غضب.

وبدت الشوارع في البلدات والقرى والمدن بالضفة شبه خالية من السيارات والمارة بعد توقف خطوط النقل والمواصلات فيها، فيما أغلقت المصانع والمعامل أبوابها.

وأعلن اتحاد المعلمين الفلسطينيين في بيان التزامه بقرار حركة فتح والفصائل في الضفة الغربية الإضراب الشامل في كافة مدارس الوطن ومديريات التربية والوزارة.

وقال عصام بكر منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الإضراب يأتي تنديدا بالعملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في طولكرم ومخيمها نور شمس للاجئين شرق المدينة التي استمرت 3 أيام ما أدى إلى لمقتل 14 شخصا ودمار كبير في البنية التحتية.

وقتل 14 فلسطينيا خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي تواصلت على مدار 3 أيام في مدينة طولكرم ومخيمها شمال الضفة الغربية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء أمس (السبت).

وأفادت الوزارة في بيان الليلة الماضية بوصول 13 قتيلا إلى مستشفى طولكرم الحكومي من مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شرق المدينة، ما يرفع حصيلة القتلى جراء عدوان الاحتلال على المدينة والمخيم منذ مساء الخميس إلى 14 شخصا.

وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات إسرائيلية كبيرة ترافقها جرافات عسكرية اقتحمت المخيم ليلة الخميس وفرضت حصارا مشددا عليه وقامت بتجريف شوارع رئيسة وبنية تحتية ومنازل سكنية ومحلات تجارية.

وقالت المصادر لـ((شينخوا)) إن أعمال التدمير شملت عدة حارات في المخيم، فيما أغلقت القوات مداخل العديد من الشوارع بالسواتر الترابية.

وأضافت أن العملية العسكرية التي تزامن معها انقطاع الكهرباء والمياه وشبكات الاتصال والإنترنت عن المخيم هي الأعنف منذ أعوام طويلة.

من جهتها، قالت الإذاعة العبرية العامة إن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية قتلوا عددا من المسلحين الفلسطينيين في اشتباكات خلال عملية عسكرية واسعة في مخيم نور شمس للاجئين.

ووفق الإذاعة، فإن من بين القتلى قائد كتيبة طولكرم التابعة لحركة الجهاد الاسلامي ويدعى محمد جابر الملقب أبو شجاع وناشط آخر يدعى أحمد العارف.

ونقلت الإذاعة عن متحدث عسكري قوله إن القوات اعتقلت خلال العملية المتواصلة 8 مطلوبين وتم ضبط عبوات ناسفة وأنفاق وتدمير ورشات صناعة العبوات الناسفة في المخيم.

ومنذ بدء العملية أصيب 8 جنود إسرائيليين ومقاتل بحرس الحدود وتم نقلهم جميعا لتلقي العلاج في المستشفيات، بحسب الإذاعة.

في المقابل، أدانت الرئاسة الفلسطينية "الجريمة" في طولكرم ومخيمها بقتل 14 شخصا، وإحداث تدمير كبير في البنية التحتية والممتلكات، وترويع السكان.

واعتبرت الرئاسة في بيان لها الليلة الماضية أن استمرار "الجرائم" التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي لا يمكن أن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ولكنها تقود إلى مزيد من "العنف والتوتر".

بدوره، قال محافظ طولكرم في السلطة الفلسطينية مصطفى طقاطقة إن "عدوان الجيش الإسرائيلي على المدينة ومخيم نور شمس يأتي في إطار الجريمة المستمرة ضد الفلسطينيين في كل مكان، من استهداف للمواطنين والتنكيل بهم، والتخريب المتعمد للبنية التحتية وهدم المنازل وتخريبها والعبث بمحتوياتها".

واعتبر طقاطقة في بيان أن كافة "الجرائم لا يمكن لها أن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني وإرادته الحرة، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

وأشار إلى الاجتماع مع الطواقم الفنية والجهات المختصة لتعزيز صمود سكان المخيم والحفاظ على المكان الوجودي له والذي يمثل رمزية وطنية وانسانية لقضية اللاجئين وحق العودة.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى وجه الجمعة محافظ طولكرم ووزارة الحكم المحلي، وبالتنسيق مع مختلف مؤسسات الاختصاص، لتعزيز صمود المواطنين وإفشال المخططات الإسرائيلية باستهداف المخيمات وتدمير بنيتها التحتية.

وفي هذا الصدد، قالت وزارة الاقتصاد الفلسطيني إن الجيش الإسرائيلي تعمد من خلال "عدوانه" على طولكرم، تدمير البنية التحتية لاقتصاد المدينة وخاصة في مخيم نور شمس.

وذكرت الوزارة في بيان أن التدمير المستمر شمل تجريف الشوارع وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات والصرف الصحي، وتدمير منازل سكنية ومنشآت تجارية بين دمار جزئي أو كلي علاوة على خسائر مادية في الممتلكات.

وأشار البيان إلى تكبد المنشآت الصناعية والمحال التجاري خسائر نتيجة هدم لعدد من المنشآت، وانقطاع التيار الكهربائي تسبب في تلف المنتجات الغذائية خاصة المبردة علاوة على توقف شبه تام للحركة التجارية الأمر الذي يفاقم الوضع الاقتصادي الصعب في المحافظة.

كما أشار إلى إغلاق 29 % من المنشآت الاقتصادية في الضفة الغربية منذ أكتوبر الماضي، في حين يتكبد الاقتصاد الفلسطيني يوميا خسائر في الإنتاج فقط نحو 19 مليون دولار.

ووفق بيان الوزارة فإن طولكرم تضم نحو 7.5 ألف منشأة عاملة نصفها تعمل في مجال النشاط التجاري.

وقتل شابان فلسطينيان اليوم (الأحد) برصاص الجيش الإسرائيلي شمال شرق مدينة الخليل في الضفة الغربية، وفق ما أفادت مصادر فلسطينية.

وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت الرصاص صوب شابين على مفترق "بيت عنون" ما أدى لإصابتهما بشكل مباشر.

وذكرت المصادر لـ((شينخوا)) أن قوات الجيش منعت طواقم الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى الشابين وما زالت تحتجز جثمانيهما.

وتداول نشطاء فلسطينيون على موقع التواصل الإجتماعي ((فيسبوك)) مقاطع مصورة تظهر لحظة إطلاق الجنود النار على شاب ملقى على الأرض من مسافة قريبة بشكل مباشر.

من جهتها، أفادت منظمة "إنقاذ بلا حدود" الإسرائيلية بوقوع هجوم بإطلاق النار على شارع 90 عند مفرق بيت عنون، مشيرة إلى تحييد فلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي دون وقوع إصابات.

ولاحقا، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إن قواته قتلت شخصين الأول عندما حاول طعن الجنود، بينما أطلق الثاني النار على القوات من المنطقة الحمراء باتجاه المفرق وتم تحييده، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات في صفوف قوات الجيش.

وتشهد الضفة الغربية توترا متصاعدا ومواجهات مسلحة في مختلف المدن والقرى والمخيمات منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وقتلت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي أكثر من 480 فلسطينيا بالقصف والرصاص في أنحاء الضفة الغربية وشرق القدس، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.