share
arabic.china.org.cn | 20. 04. 2024

مقالة خاصة: دعوات إلى ضبط النفس بعد ضربات انتقامية إسرائيلية ضد إيران

arabic.china.org.cn / 16:32:56 2024-04-20

طهران/القدس 20 أبريل 2024 (شينخوا) سُمع دوي انفجارات في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة بالقرب من مدينة أصفهان الإيرانية في هجوم نُسب إلى إسرائيل، وذلك بعد أقل من أسبوع من قيام إيران بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة في أول هجوم مباشر لها على الأراضي الإسرائيلية.

وكان هجوم يوم الجمعة متوقعا على نطاق واسع، حيث أشارت إسرائيل على مدى الأيام القليلة الماضية إلى أنها لن تدع الهجمات الإيرانية التي وقعت في وقت مبكر من يوم الأحد تمر دون رد.

ويبدو أن الضربة التي شُنت يوم الجمعة كانت تستهدف قاعدة للقوات الجوية الإيرانية بالقرب من أصفهان بوسط إيران، وهي محافظة تضم منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في نيويورك يوم الجمعة إن إيران أسقطت ثلاث طائرات مسيرة إسرائيلية صغيرة في وقت سابق اليوم، ولم تتسبب الضربة في خسائر مادية أو بشرية. غير أن إسرائيل لم تعلن رسميا مسؤوليتها عن الهجوم.

ويشير رد إسرائيل المتحفظ، والذي جاء مقرونا بتقليل الإعلام من أهمية الحدث في كلا البلدين، إلى وجود إحجام إستراتيجي من البلدين عن تصعيد التوترات المحتدمة بينهما، التي شهدت معارضة شديدة من جانب إيران للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وكذا ضربات من جانب جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في الشرق الأوسط لتقويض المصالح الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي.

بدوره قال هاريل تشوريف، رئيس مكتب تحليل شبكات الشرق الأوسط في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، إن الهجوم الإسرائيلي "المحدود" على أصفهان "ليس للتصعيد وإنما لنُبين للإيرانيين أننا قادرون تماما على إلحاق الأذى بهم بشكل كبير وعلى وجه التحديد بمشاريعهم النووية".

-- تصاعد الأعمال العدائية

تنخرط إسرائيل وإيران منذ فترة طويلة في صراعات الظل، حيث استهدفت جماعات مسلحة تدعمها إيران أهدافا إسرائيلية على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية والبحر الأحمر، كما استهدفت ضربات إسرائيلية دقيقة شخصيات إيرانية بارزة وضباط عسكريين إيرانيين بارزين. واشتدت حدة المواجهات المسلحة بين الجماعات المدعومة من إيران وبين إسرائيل منذ اندلاع الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023.

بيد أن الجولة الأخيرة من الصراع تحولت إلى اشتباك عسكري مفتوح بين إيران وإسرائيل، يشتمل على هجمات مباشرة على أراضي بعضهما البعض. ويُنظر إلى هذا التصعيد على أنه خطير للغاية، مع إعراب الكثيرين عن قلقهم من أن يؤدي إلى إشعال فتيل صراع إقليمي أوسع نطاقا، لا سيما في خضم الصراع الدائر في غزة.

فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "أي أعمال انتقامية" بعد هجوم يوم الجمعة، داعيا المجتمع الدولي إلى منع حدوث مزيد من التصعيد الذي قد "يؤدي إلى عواقب مدمرة على المنطقة بأسرها وخارجها".

وصرح لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة بأن الصين تعارض أي أعمال تؤدي إلى مزيد من تصعيد التوترات.

وحث وزراء خارجية مجموعة السبع الجانبين على تجنب تصعيد الصراع. وناشدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إسرائيل وإيران الامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات، قائلة "من الضروري للغاية أن تظل المنطقة مستقرة".

وفي منطقة الشرق الأوسط، أعربت تركيا ومصر والعراق وبعض الدول الأخرى يوم الجمعة عن مخاوفها إزاء التصعيد المحتمل للتوترات ودعت إلى ضبط النفس.

ومن جانبه قال المحلل السياسي السوري محمد العمري إن "المواجهة بين إيران وإسرائيل مفتوحة، ومن المرجح ألا ترد إيران مباشرة على هجوم الجمعة، لأنها لم تتعرض لرد عسكري كبير. غير أن العودة إلى حرب الظل هي الخيار الأكثر تفضيلا".

أما ليو تشونغ مين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، فذكر أن "إيران ستنتقم بالتأكيد بطريقة معينة. وأخشى أن تستمر هذه الحلقة من الهجمات الانتقامية المتبادلة بين إيران وإسرائيل. بيد أنه من غير المرجح أن تتصاعد إلى حرب إقليمية شاملة".

-- تعثر طال أمده في جهود السلام

تضيف المواجهة المباشرة بين الخصمين بعدا جديدا إلى الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي حاليا لوقف تصعيد الصراع المدمر بين إسرائيل وحماس في غزة.

فقد أدى الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، الذي بدأ إثر هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني وإصابة 76833 آخرين حتى يوم الجمعة، حسبما أفادت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.

وعلى خلفية تعثر محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، جددت فلسطين في وقت سابق من هذا الشهر مطلبها بالحصول على وضع دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وهي خطوة من شأنها أن تمكن الفلسطينيين من الدفاع عن مصالحهم بشكل أكثر فعالية على الساحة العالمية وحشد قدر أعظم من الدعم لحل الدولتين إذا نجح ذلك.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم الخميس، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار للأمم المتحدة يدعو إلى أن تنال فلسطين عضوية كاملة، مما أرجأ طلبا تقدمت به البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة في البداية في عام 2011.

وقد أدانت فلسطين يوم الخميس استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) "بأشد العبارات"، قائلة إنه يتحدى إرادة المجتمع الدولي.

وذكرت الرئاسة الفلسطينية أن هذه الخطوة "العدوانية" تكشف تناقضات السياسة الأمريكية التي تدّعي من جانب أنها تدعم حل الدولتين، فيما هي تمنع المؤسسة الدولية من تنفيذ هذا الحل عبر استخدامها المتكرر للفيتو في مجلس الأمن ضد فلسطين وحقوقها المشروعة.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في منشور على منصة التواصل الاجتماعي ((إكس))، المعروفة سابقا باسم ((تويتر))، "إنه أمر مؤسف للغاية أن يستخدم الفيتو لإعاقة إرادة دولية واضحة بالموافقة على انضمام فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة".

وفي بيان رسمي، اتهمت وزارة الخارجية والمغتربين السورية الولايات المتحدة بإعاقة مجلس الأمن عن تحمل مسؤوليته التاريخية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وأضافت الوزارة أن منع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الفلسطيني، لن يسهم إلا في إطالة أمد حالة عدم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

بدوره قال مازن شامية، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني سابقا، إن الولايات المتحدة أظهرت افتقارها إلى المصداقية في رعاية أي عملية سلام في منطقة الشرق الأوسط. وإن السياسات الأمريكية أثبتت أنها عنصر توتر ومسبب للأزمات في المنطقة، بما في ذلك أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وسوريا واليمن.

وأشار إلى أن الفيتو الأمريكي يكشف الوجه الحقيقي للولايات المتحدة ويعكس فشل سياساتها في منطقة الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مضيفا أن الولايات المتحدة وحدها يجب أن تتحمل المسؤولية عن انهيار نظام الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号