share
arabic.china.org.cn | 18. 04. 2024

مقالة خاصة: سكان غزة يكافحون لتجنب كارثة بيئية وسط تراكم القمامة والصرف الصحي

arabic.china.org.cn / 21:12:46 2024-04-18

غزة 18 أبريل 2024 (شينخوا) يسير الفلسطيني عماد عبد الرحمن من مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة مسافة كيلومترين يوميا لرمي القمامة بعيدا عن الخيمة التي تؤوي أفراد عائلته بعد نزوحه من غزة مع بدء الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في القطاع المحاصر قبل أكثر من ستة أشهر.

ومع اشتداد درجات الحرارة، يعاني عبد الرحمن البالغ من العمر (45 عاما)، وهو أب لأربعة أبناء، من الروائح الكريهة التي تسببها جبال القمامة المحيطة بالمنطقة التي يعيش فيها مع عشرات الآلاف من النازحين.

ولم تحصل المنطقة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي على أي خدمات من البلدية المحلية بسبب المخاوف الأمنية، ما أدى لتراكم النفايات، كما يقول عبد الرحمن الذي عاد للتو من رمي القمامة بينما يتصبب وجهه عرقا.

ونتيجة لذلك، يشتكي الرجل في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قائلا "أصيب أطفالي بأمراض مختلفة، منها التهاب الكبد الوبائي والجدري وأمراض الجهاز التنفسي".

ويقول عبد الرحمن الذي بدا على وجهه التعب والإجهاد إن كافة الأطباء "نصحوني بضرورة العيش بعيدا عن القمامة ولكنني لم أفعل ذلك لعدم وجود مكان آخر"، مضيفا أنه لهذا قرر أن يأخذ الأمر على عاتقه ويمشي مسافة طويلة ليتخلص من القمامة بعيدا عن خيمته حرصا على سلامة أبنائه وإبعاد المخاطر البيئية والصحية عن المنطقة.

كما يقوم عبد الرحمن بتشجيع جيرانه على فعل الشيء نفسه لعدم وجود خيارات أخرى سوى التعامل مع الواقع الصعب الجديد الناجم عن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

ويبدو الوضع أصعب بالنسبة لسماح الحاج، وهي امرأة فلسطينية نازحة إلى رفح، لا تستطيع التخلص من القمامة بعيدا عن خيمتها المؤقتة في المدينة بعدما أصبحت مبتورة الأطراف منذ خمسة أشهر.

وفقدت الحاج البالغة من العمر (39 عامًا)، وهي أم لثلاثة أطفال، زوجها واثنين من أطفالها في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم في مدينة خان يونس جنوب القطاع.

ومنذ ذلك الحين تشتكي المرأة المكلومة من أنها "أصبحت تعتمد على الآخرين في كل شيء في حياتها"، مضيفة "لا أستطيع أن أتحرك من مكاني بسهولة، ولذلك لا أستطيع التخلص من القمامة".

وما يزيد الطين بلة بالنسبة للسيدة الحاج أنها يجب أن تعيش في مكان نظيف وتتناول أدويتها بانتظام، ولكن بسبب تراكم القمامة حولها تصعب عليها المهام اليومية.

وتقول الحاج إن الروائح الكريهة تصبح غير محتملة وتساهم في انتشار الحشرات بشكل كبير، وهذا يسبب لي التهابات جلدية لا أستطيع تلقي علاجها بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

وتشرح المرأة بصوتٍ منكسر: "لم أمت من القصف الإسرائيلي، لكن أخشى أن أموت من الأوبئة والأمراض التي خلفتها هذه القمامة، في الحقيقة نحن في غزة نموت ببطء ولا أحد يشعر بنا".

ونفس جبال القمامة يمكن رؤيتها في كافة مناطق القطاع الساحلي المحاصر، حيث يمنع الجيش الإسرائيلي جميع طواقم البلديات من الوصول إلى مكبات النفايات في المناطق الشرقية من القطاع للتخلص من القمامة، بحسب مسؤول حكومي في غزة.

وحذر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، من احتمال حدوث خطر صحي غير مسبوق وتلوث بيئي في قطاع غزة.

وقال معروف ل ((شينخوا)) إن القطاع يتعرض لـ"مشاكل صحية غير مسبوقة وتلوث بيئي يهدد بتداعيات صحية وبيئية خطيرة نتيجة تراكم النفايات في الشوارع العامة والمناطق المفتوحة".

وأضاف أن النفايات تسببت في انتشار الأمراض المعدية لآلاف السكان، خاصة التهاب الكبد الوبائي والأمراض الجلدية، وأصبحت بيئة خصبة لتكاثر الذباب والبعوض والحشرات والزواحف الضارة، إضافة إلى تأثيرها البيئي إثر قيام المواطنين بإشعال النار فيها، مما يسبب التلوث بالأبخرة الضارة.

وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر حربًا واسعة النطاق ضد حركة حماس في قطاع غزة أسفرت عن مقتل قرابة 34 ألف فلسطيني وخلفت دمارا غير مسبوق في المباني والبنية التحتية وأزمة إنسانية، ، بحسب السلطات الحكومية في القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، بعدما شنت حماس هجوما غير مسبوق على البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع الساحلي أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号