مسقط 17 أبريل 2024 (شينخوا) أكدت توقعات الأرصاد الجوية في سلطنة عمان اليوم (الأربعاء) بدء الانحسار التدريجي لتأثير الحالة الجوية "منخفض المطير" الذي ضرب عددا من المحافظات الشمالية لسلطنة عمان، بحسب بيان للمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة.

وأعلنت اللجنة الوطنية العمانية لإدارة الحالات الطارئة أن المنخفض الجوي تسبب في وفاة 19 شخصا، وما يزال البحث جاريا عن أربعة مفقودين آخرين، كما تم إجلاء العديد من الأسر والمواطنين والمرضى، ونقل الكثير من المؤن لعدد من الولايات المتأثرة.

وأوضحت شرطة عُمان السلطانية في بيان لها اليوم أنها تعاملت مع العديد من البلاغات خلال الأيام الثلاثة الماضية التي تلقاها مركز عمليات الشرطة وإدارات العمليات في القيادات الجغرافية تتعلق بالمنخفض الجوي، وقد تنوعت البلاغات ما بين احتجاز أشخاص، وانجراف مركبات، وطلب المساعدة ونشوب حرائق.

وأوضح البيان أن طيران الشرطة نفذ 50 طلعة جوية و 152 عملية إنقاذ في مختلف محافظات السلطنة، وأن الجهود أسفرت عن إنقاذ أكثر من 1630 شخصا، وإجلاء أكثر من 630 آخرين، إلى جانب نقل أطقم طبية ومساعدة الذين تقطعت بهم السبل.

وقال مدير عام العمليات بشرطة عمان السلطانية العميد محمد الكندي في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن جهود الشرطة وانتشارها في كافة الولايات المتأثرة بالمنخفض الجوي مستمرة لتقديم العون والمساعدة وتنظيم الحركة المرورية والمحافظة على استتباب الأمن وإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي بالتعاون مع باقي الجهات الحكومية والخاصة.

وأكد الكندي أن الإدارة العامة للعمليات ممثلة بمركز العمليات وإداراتها في جميع المحافظات تعمل على مدار الساعة وفي مختلف الظروف لتحقيق سرعة الاستجابة بالتنسيق مع تشكيلات شرطة عمان السلطانية المعنية والجهات ذات العلاقة.

وناشد مدير عام العمليات بالشرطة المواطنين والمقيمين بضرورة أخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن التجمعات المائية، والانتباه للأطفال.

كما أشاد بالدور الوطني في التعامل مع الحالة الجوية متوجها بالشكر للمواطنين والمقيمين على تعاونهم مع رجال الشرطة وجهودهم في إنقاذ العديد من الأرواح.

وأكد التوجيه المعنوي التابع لقوات السلطان المسلحة في بيان له أن سلاح الجو السلطاني العماني نفذ اليوم طلعات جوية لإخلاء عدد من المواطنين والمرضى بمحافظات شمال وجنوب الباطنة، ومحافظة الوسطى، وذلك في إطار عمليات الدعم والاسناد التي تقدمها قوات السلطان المسلحة جراء المنخفض.

كما نفذ سلاح الجو السلطاني العماني بإحدى طائراته العمودية عملية إنقاذ وإخلاء لـ 29 شخصا بولاية صحار، وتم نقلهم إلى منطقة آمنة، كما نفذ أيضا بإحدى طائراته العمودية عملية إنقاذ وإخلاء لـ 17 مواطنا بولاية محوت جراء المنخفض، وقد تم نقلهم إلى أقرب مركز إيواء.

وأوضح بيان التوجيه المعنوي أنه تم نقل عشرة مواطنين من ولاية العوابي في محافظة جنوب الباطنة إلى قرية هاط بولاية الرستاق، كما تم نقل مواطنة وطفلها من مستشفى الرستاق بعد تلقيها العلاج إلى قرية هاط، ونُقل أيضا 30 معلما ومعلمة من المواطنين والمقيمين من مدرسة هاط للتعليم الأساسي إلى ولاية العوابي، ونقلت مواطنة من مركز صحي العوابي إلى مستشفى الرستاق لتلقي العلاج اللازم.

وقال عبدالله الخضوري مدير عام الأرصاد الجوية العمانية في تصريحات خاصة لـ((شينخوا)) إن آخر تحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة توضح أن هناك مؤشرات أولية لتأثر أجواء سلطنة عمان بحالة جوية جديدة خلال الأسبوع المقبل.

وأضاف الخضوري قائلا "سيتم متابعة المستجدات والتحديثات، وإذا ثبت ذلك سيتم الإعلان عن تفاصيله، ويتوقع أن يكون من تاريخ 24 إلى 25 أبريل الجاري، ولكنه سيكون منخفضا أقل شدة من منخفض المطير".

وأكدت احصائيات الأرصاد الجوية العمانية أن منخفض المطير سجل أرقاما تاريخية من حيث مستوى هطول ومنسوب الأمطار على ولايات السلطنة خلال الفترة من 14 إلى 17 أبريل الجاري، حيث سجلت أربع ولايات مستوى أمطار فوق 200 ملم، حيث تصدرتها ولاية محضة بمنسوب أمطار 302 ملم، تلتها ينقل 243 ملم، ثم لوي 240 ملم، فشناص 206 ملم، وسجلت العاصمة مسقط منسوب أمطار 64 ملم.

وقال محمد المقبالي من ولاية صحار - تبعد حوالي 240 كلم شمال العاصمة مسقط - في تصريحات لـ((شينخوا)) إن المنخفض خلف تهدما في البنية الأساسية لبعض الطرق بالولاية، كما جرف عديد من الأشجار والنخيل، وكذلك جرف أعدادا من المواشي كالابقار والخراف وغيرها في منطقة البطحاء، وكسر المنخفض وجرف طريق البحر ما بين شيزاو والصويحرة.

فيما قال محمد المعمري "لا نلوم الحكومة أو أحد على التعامل مع هذا المنخفض، فمثل هذه الظروف لم تعتد عليها السلطنة، وخاصة محافظاتها الشمالية، كما أن الأرض كانت مشبعة بالمياه من قبل منذ أخدود الريان، كما سبق منخفض المطير أمطار أخرى غزيرة مما زاد من قوة السيول والأودية وأدى إلى مزيد من الفيضانات والانجرافات".

ونوه المعمري إلى أن ما حدث في السلطنة هو نتيجة لتغيير المناخ في منطقة الجزيرة العربية ومنها سلطنة عمان، ولذا يجب على المسئولين وأصحاب القرار التفكير في خطط جديدة للاستعداد المبكر ومواجهة مثل هذه الظروف المناخية الطارئة، وخاصة التفكير في بناء سدود الحماية.

وكانت سلطنة عمان قد تعرضت خلال الأيام القليلة الماضية لمنخفض جوي (المطير) والذي ضرب عددا من المحافظات الشمالية من السلطنة مصحوبا بالأمطار الغزيرة والأودية الجارفة ما أدى إلى 19 وفاة - بينهم تسعة من طلاب المدارس - وهو ما أثار حالة من الحزن والاستياء الشديدين وأثار جدلا في البلاد حول مدى جاهزية البلاد لمثل هذه الظروف الطارئة. /نهاية الخبر/