طهران 16 أبريل 2024 (شينخوا) حذرت إيران قادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من دعم إسرائيل حال شنت الأخيرة هجوم عليها، وتوعدت بالرد بقوة على إسرائيل وداعميها بقطع أرجلهم، مؤكدة أن أقل عمل ضد مصالح طهران سيقابل برد هائل وواسع النطاق ومؤلم ضد جميع مرتكبيه.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي إننا نذكر قادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بالكف عن دعم إسرائيل، مشيرا إلى إيران أثبتت أنها ليست دولة تبحث وراء إثارة الحروب ولا تسعى لنشر الحرب، حسبما أفادت وكالة ((تسنيم)) الدولية للأنباء الإيرانية اليوم (الثلاثاء).

وأضاف أنه إذا قام أحد، منكم (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) أو إسرائيل العاجزة، بمد رجله خارج بساطه، فسوف نقطع أرجله بقوة أكبر من الرد السابق على إسرائيل المعتدية.

وأوضح شكارجي أن إيران أظهرت لكم جانبا من هذه القوة في عملية "الوعد الصادق"، وجعلنا الصواريخ والطائرات المسيرة المدمرة للعدو، تجتاز أنظمة راداركم ودفاعكم الجوي المتطورة واجتازت ما يسمى بالقبة الحديدية التي تبرعتم بها لإسرائيل ودمرنا بها الحصون العسكرية لإسرائيل؛ نوصيكم بدلاً من إدانة الرد الشرعي لإيران، بأن تعقلوا ولا تدعموا إسرائيل وألا ترموا أنفسكم في النار.

وشنت إيران يوم السبت الماضي هجوما، هو الأول من نوعه، على إسرائيل بإطلاق عدد كبير من المسيرات والصواريخ باتجاه أراضيها أطلقت عليه اسم عملية "الوعد الصادق".

ويأتي الهجوم ردا على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الجاري، والذي أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني بينهم مسؤول الحرس في سوريا ولبنان الجنرال محمد رضا زاهدي.

على صعيد متصل، أكد قائد القوات البرية للجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري أن هذه العملية كانت مطالبة محقة لشعبنا، وقد استجابت القوات المسلحة بحزم لمطالب الشعب وأثبتت أن الترتيبات الدفاعية لإسرائيل أضعف من بيت العنكبوت.

وحول عملية الوعد الصادق واحتمال وقوع هجوم إسرائيلي، قال حيدري، في مؤتمر صحفي بمناسبة عيد الجيش، إن هذا يعني أن علينا الدفاع عن الحدود واستقلال البلاد والنظام، على الرغم من أن القوات المسلحة لبلدنا تختلف عن بعضها البعض في الزي الرسمي، إلا أنها متكاملة ومتعاونة.

وأضاف، نحن على استعداد تام، وعلى إسرائيل أن تعلم أنه قد تم ايجاد قاعدة وصيغة جديدة وسنرد على كل الشرور المحتملة.

وتابع، نحن نعمل على استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة، وهذا مدرج في جدول الأعمال، ونستخدم الذكاء الاصطناعي لجميع أنواع الصواريخ والرادارات والأسلحة المثبتة على المروحيات.

وأوضح "نحن اليوم جاهزون للرد على أي تهديد وسماء بلادنا أكثر أمانا من أي مكان في العالم وحدودنا من الحدود الأكثر أمانا".

وبدوره، أكد الرئیس الإيراني ابراهیم رئيسي، في اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن عملية الوعد الصادق تمت بنجاح بهدف معاقبة المعتدي والآن نعلن بكل حزم أن أقل عمل ضد مصالح طهران سيقابل برد هائل وواسع النطاق ومؤلم ضد جميع مرتكبيه.، حسبما ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا).

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنه لو أقدمت إسرائيل" على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلا وأوسع وأكثر اقتدارا، معربا عن استغرابه لما تقدمه بريطانيا من دعم واسع لإسرائيل، متسائلا "ما هي الفائدة حقا، من وراء هذا الكم من الدعم غير المسؤول الذي تقدمه الحكومة البريطانية".

وشدد عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، على أن إيران لن تسعى وراء زيادة التوترات في المنطقة، لكن لو اقدمت "اسرائيل" على اي مغامرة، فإن ردنا اللاحق سيكون عاجلا واوسع واكثر اقتدارا، حسبما ذكرت وكالة ((تسنيم)).

من جانبه، عبر كاميرون عن قلقه إزاء ما وصفه تشديد التوترات داخل المنطقة بعد الرد الذي قامت به إيران على إسرائيل، والتطورات الراهنة بغزة.

وفي السياق ذاته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري إنه إذا أخطأت إسرائيل مرة أخرى فإن الرد الإيراني سيكون خلال ثواني.

وأضاف إن إسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجيا في جريمة دمشق، وهو أنهم وفروا شرعية لاختبار جدي لقدرات إيران العسكرية والدفاعية، ولو لم يفعلوا ذلك لما توفرت هذه الشروط، وإذا كان هناك أي عقلانية لدى إسرائيل ينبغي ألا تكرر خطأ بخطأ آخر.

وأوضح باقري أنه في حالة تكرار خطأ آخر، عليهم أن يتوقعوا أنهم سيتعرضون لضربة أقوى وأسرع وعلى الفور، يجب أن يعلموا أنه لن يكون لديهم 12 يومًا، الرد الذي تلقونه لن يقاس بالأيام والساعات، بل بالثواني.

وشدد على أن إيران لا تبحث عن التوتر واستخدمنا كل قدراتنا حتى لا ينتشر التوتر في المنطقة، ولكننا في الوقت نفسه لن نسمح بالمساس بأمننا الوطني وسيادتنا، هذا مبدأ، كل الأطر مبنية على هذا الأساس، ولكن إذا كانت إسرائيل لا تريد الامتثال، سنتخذ قرارًا بناءً على مصالحنا.

وأكد باقري أن من يريد دعم إسرائيل بأي شكل من الأشكال فإننا سنستهدف مصالحه.

وفي المقابل، طالبت الخارجية الإسرائيلية من العالم الاعتراف الفوري بالحرس الثوري "كمنظمة إرهابية"، وفرض عقوبات "مؤلمة" على طهران.

في حين، اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي يومي الأحد والاثنين الماضيين بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب لبحث سبل الرد على الهجوم الإيراني، لكن لم تصدر أي نتائج عنه حتى الآن.

وكان المجلس الأمني المصغر قد فوض يوم الأحد نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، تحديد كيفية الرد الإسرائيلي على الهجوم الانتقامي الإيراني.

وأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أن إيران أطلقت نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة تجاه إسرائيل "تم اعتراض 99 بالمائة" منها، بمساعدة دول "شريكة استراتيجية" قبل دخولها الأجواء الإسرائيلية.