بكين 16 أبريل 2024 (شينخوا) عقد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتس في بكين اليوم (الثلاثاء)، ودعا إلى مستوى جديد من العلاقات الثنائية مع تفاهم متبادل موسع ونتائج مربحة للجانبين من خلال الحوار والتعاون.

وفي إشارته إلى أن هذا العام يوافق الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وألمانيا، قال لي إن الصين مستعدة للعمل مع ألمانيا لتعزيز التفاهم المتبادل من خلال الحوار وتحقيق نتائج مربحة للجانبين من خلال التعاون.

ودعا لي الجانبين إلى إطلاق العنان لدور التشاور بين الحكومتين والآليات الأخرى على مختلف الأصعدة، وخلق نقاط نمو جديدة للتعاون مثل سيارات الطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء، وبذل المزيد من الجهود لدعم التبادلات والتعاون في المجالات المحلية والثقافية والرياضية والشبابية والتعليمية والبحثية العلمية، وغيرها من المجالات.

وأشار رئيس مجلس الدولة إلى عزم الصين على مواصلة الانفتاح واستعدادها لاستيراد المزيد من المنتجات الألمانية عالية الجودة، مضيفا أن الصين ستواصل تحسين بيئة الأعمال للشركات الألمانية وغيرها من الشركات للاستثمار وتنفيذ أعمال تجارية في الصين.

وأضاف أن الصين تأمل في أن يخفف الجانب الألماني القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين ويتخذ إجراءات ملموسة لتوفير بيئة أعمال نزيهة وشفافة وغير تمييزية للشركات الصينية في ألمانيا.

وفيما يتعلق بمسألة القدرة الإنتاجية، أكد لي أن القضية يجب أن تبدأ من القوانين الاقتصادية وأن يتم النظر إليها بموضوعية وجدلية من وجهة نظر السوق ومنظور عالمي.

وقال لي إنه من وجهة نظر السوق، يتم تحديد حجم القدرة الإنتاجية من خلال العلاقة بين العرض والطلب، وإن وجود إنتاج أكبر بشكل معتدل من الطلب يفضي إلى المنافسة الكاملة في السوق وتعزيز بقاء الأصلح في السوق.

وأضاف أنه من منظور عالمي، تتحدد القدرة الإنتاجية لمختلف البلدان على أساس المزايا النسبية التي تتمتع بها. وطالما أن الدول عززت التعاون، فإنه يمكنها تحقيق التنمية المشتركة.

وقال لي إن صناعة الطاقة الجديدة في الصين اكتسبت مزايا من خلال التحسين الذاتي والمنافسة الكافية في السوق، بدلا من الدعم الحكومي، مضيفا أن القدرة الإنتاجية عالية الجودة التي تواصل صناعة الطاقة الجديدة في الصين تقديمها ستثمر عن إسهامات مهمة للتنمية الخضراء العالمية.

وقال رئيس مجلس الدولة إن الصين مستعدة للعمل مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي لدعم المنافسة النزيهة والتعاون المفتوح. وأعرب عن أمله في أن يلتزم الجانب الأوروبي بالمبادئ الموجهة نحو السوق والنزيهة، وأن يستخدم تدابير العلاج التجاري بحكمة.

وفي سياق إشارته إلى أن الصين شريكة مهمة لألمانيا، قال شولتس إن ألمانيا مستعدة للعمل مع الصين لتعزيز الحوار والتواصل على كل المستويات، وتعميق التعاون في شتى المجالات كالتمويل والزراعة والتحول الأخضر والطاقة المتجددة، وتعزيز التبادلات الثقافية والتعليمية والرياضية والشعبية، والتعامل بشكل مشترك مع تغير المناخ والتحديات العالمية الأخرى، والدفع من أجل تنمية أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين ألمانيا والصين.

وقال شولتس إن الجانب الألماني يقدر سياسة الدخول بدون تأشيرة التي تنتهجها الصين لألمانيا، وعلى استعداد لتسهيل زيارة المواطنين الصينيين لألمانيا.

وقال إن ألمانيا تعارض "فك الارتباط" والحمائية التجارية، ومستعدة للعمل مع الصين لخلق فرص متكافئة وتوسيع التعاون الثنائي.

وبعد المحادثات، حضر لي وشولتس اجتماعا للجنة الاستشارية الاقتصادية الصينية-الألمانية.

وفي كلمته أمام الاجتماع، قال لي إنه يتعين على الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية، وألمانيا، باعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا، النظر إلى تنمية كل منهما على أنها فرصة مهمة، والتعامل مع بعضهما البعض كشريك مهم.

وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع ألمانيا لتطوير تعاون اقتصادي وتجاري ثنائي أكبر وأفضل وأقوى، وجعل التعاون العملي هو الاتجاه الرئيسي للعلاقات الثنائية.

وفي سياق إشارته إلى أن الاقتصاد الصيني يواصل تمتعه بزخم تنموي جيد، قال لي إن الصين ستواصل الاستماع إلى آراء الشركات الأجنبية على أساس منتظم، وستستجيب بنشاط لطلباتها المعقولة، وستواصل اتخاذ تدابير عملية لضمان استعداد المزيد من الشركات الأجنبية، من بينها الألمانية، للمجيء والبقاء والتطور في الصين.