طهران / القدس 15 أبريل 2024 (شينخوا) أكدت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم (الاثنين) أن طهران وجهازها الدبلوماسي وقواتها المسلحة تصرفت بطريقة مهنية ومسؤولة تماما في الرد على العمل العدواني الإسرائيلي، فيما تعهدت إسرائيل ببناء تحالف إقليمي لمواجهة التهديد الإيراني.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي اليوم (الاثنين)، إن الإجراء الذي اتخذته إيران ضد إسرائيل كان ضروريا ومتناسبا واستهدف أهدافا عسكرية، مشيرا إلى أن إيران لا تسعى إلى تصعید التوتر في المنطقة وتلتزم بالمعايير والقوانين الدولية وستعمل دائما على ردع ومعاقبة أي معتد، حسبما أفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا).

وشنت إيران ليلة (السبت - الأحد) هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، في أول هجوم مباشر من نوعه جاء ردا على هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل الجاري وأسفر عن مقتل مجموعة من القادة والمستشارين العسكريين الايرانيين في سوريا.

وأوضح كنعاني أن إيران هي قوة تخلق وتضمن الأمن، لافتا إلى أن العملية العسكرية التي قامت بها إیران ضد بعض القواعد العسكرية الإسرائيلية تتماشى تماما مع ممارسة حقها الأصيل في الدفاع عن النفس ورداً على اعتداءات إسرائيل المتكررة، وخاصة عدوانها الأخير على المقر الدبلوماسي الإيراني في دمشق.

وأشار إلى أنه نظراً لعدم تحرك مجلس الأمن وتقاعسه والسلوك غير المسؤول للولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في خلق الردع ضد إسرائيل، تحركت إيران من خلال استخدام حقوقها الأصيلة في إطار الدفاع المشروع ووفقاً للقوانين الدولية.

وتابع "من المتوقع أن ينتبه الآخرون، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى رد إيران المنطقي والمسؤول وأن يثمنوا تصرفات إيران من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين بدلا من الإدلاء بتصريحات ومواقف غير منطقية".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنه في حال اعتداء إسرائيل، فإن رد إيران سيكون فوريا وواسع النطاق وبأقصى حد.

وبحث عبد اللهيان مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل خلال اتصال هاتفي، القضايا الإقليمية والدولية المهمة، بما في ذلك عمليات القوات المسلحة الإيرانية ردا على العدوان العسكري الإسرائيلي، وخاصة على القسم القنصلي في سفارة إيران في دمشق، فضلا عن الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة، وفقا لوكالة ((تسنيم)) الدولة للأنباء الإيرانية.

وأشار عبداللهيان إلى أنه أمام التقاعس الدبلوماسي للأمم المتحدة ومجلس الأمن عن إصدار بيان واحد يدين هذا العمل، لم يكن أمام إيران من خيار سوى معاقبة إسرائيل في إطار الدفاع المشروع.

وفي هذا الاتصال، أشار جوزيف بوريل إلى أن الرد العسكري الإيراني لم يكن بعيدًا عن المتوقع، وأعرب عن ارتياحه لانتهاء العملية من وجهة نظر إيران، وأكد أن الاتحاد الأوروبي يدين الهجوم على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق لانتهاكه اتفاقية فيينا.

وبدوره، حذر المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني في بيان إسرائيل من مواصلة الأعمال العدوانية ضد البلاد.

ولفت البيان إلى أنه تم استهداف القاعدة الجوية الاستخباراتية والعسكرية فقط لإسرائيل، وتم تجنب الهجوم على المنشآت الاقتصادية والبنية التحتية.

وأضاف أنه لا يوجد حاليا أي إجراء عسكري آخر مدرج على جدول أعمال إيران.

على صعيد متصل، استأنف مطار الإمام الخميني الدولي رحلاته الجوية صباح اليوم (الاثنين)، بعدما ألغت رحلاتها بسبب استهداف إيران أهداف اسرائيلية.

وأعلن مكتب الاتصالات والإعلام والشؤون الدولية في مطار الإمام الخميني أن رحلات الجوية للمطار عادت إلى طبيعتها.

وكان قد أعلن المدير العام لمطار الامام الخميني الدولي في طهران سعيد جلندري، أمس (الأحد) عن إلغاء الرحلات الجوية من مطار الإمام الخميني الدولي حتى الساعة السادسة لصباح اليوم.

في المقابل، قال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن إسرائيل ستبني تحالفا إقليميا لمواجهة التهديد الإيراني.

وأضاف غانتس في بيان أن إيران شنت هجوما على إسرائيل وواجهت قوة النظام الأمني الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن إيران "مشكلة عالمية، وهي تحدي إقليمي، كما أنها تشكل خطراً على إسرائيل".

وأوضح غانتس أن "الحدث لم ينته بعد"، وأن بلاده "ستبني تحالفا إقليميا في مواجهة التهديد الإيراني، ونجبي الثمن من إيران بالطريقة وفي الوقت الذي يناسبنا".

في حين، أفادت هيئة البث الإسرائيلية مساء (الأحد) بأن رد إسرائيل على الهجوم الإيراني "تم إلغاؤه في اللحظة الأخيرة" بعد مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقالت الهيئة "أيدت الأغلبية المطلقة في مجلس الحرب والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الرد على الفور بهجوم مباشر على الأراضي الإيرانية، لكن المحادثة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو غيرت القرار الذي تم اتخاذه بالفعل".

وتابعت أن "النظام الأمني في إسرائيل يؤيد حتى الآن الرد على هجوم إيران، لكن ليس بالضرورة على الفور".

واجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي في وقت سابق من يوم الأحد بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب لبحث سبل الرد على الهجوم الإيراني، لكن لم تصدر أي نتائج عنه.

وكان المجلس الأمني المصغر قد فوض يوم الأحد نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، تحديد كيفية الرد الإسرائيلي على الهجوم الانتقامي الإيراني.

وأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هغاري أن إيران أطلقت نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة تجاه إسرائيل "تم اعتراض 99 بالمائة" منها، بمساعدة دول "شريكة استراتيجية" قبل دخولها الأجواء الإسرائيلية.

وفي حين لم يسم هغاري، هذه الدول، وأعلن الأردن اعتراض أجسام طائرة دخلت أجواء المملكة، فيما ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن واشنطن ولندن شاركتا في اعتراض ما أطلقته طهران من طائرات ومسيرات تجاه إسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه يجب على إيران ألا تحصل على أسلحة نووية أبدا، في أعقاب الهجوم الذي شنته طهران بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل.

وأضافت أن هذا الهجوم يثبت أن إيران هي "أكبر تهديد" للنظام العالمي والاستقرار الإقليمي، ولهذا السبب يجب ألا تحصل إيران على أسلحة نووية أبدا.

وطالبت الخارجية الإسرائيلية من العالم الاعتراف الفوري بالحرس الثوري "كمنظمة إرهابية"، وفرض عقوبات "مؤلمة" على طهران. /نهاية الخبر/